حول العالم

هل تتجه بوليفيا نحو فراغ في السلطة بعد استقالة موراليس تحت ضغط الاحتجاجات؟

بعد نحو 14 عاما قضاها على رأس بوليفيا، اضطر إيفو موراليس إلى تقديم استقالته، تحت ضغط الاحتجاجات التي أعقبت إعادة انتخابته المثيرة للجدل لولاية رابعة، وأيضا بعد أن فقد دعم القوات المسلحة والشرطة ليفتح باب التكنهات على مصراعيه حول من سيتولى قيادة المرحلة الانتقالية في هذا البلد الجنوب أمريكي الذي يبدو أنه على وشك الوقوع في حالة فراغ في السلطة.

وفقا للمادة 93 من دستور بوليفيا، “ففي حالة وجود عائق أو غياب مؤقت لرئيس الجمهورية، قبل إعلانه أو بعد ذلك، يحل محله نائب الرئيس، وفي حالة غياب الأخير، وعلى التوالي، فإن رئيس مجلس الشيوخ أو رئيس مجلس النواب أو رئيس محكمة العليا العليا يعوض الرئيس”.

ولكن ما وقع أمس يؤشر على أن البلاد ربما تتجه نحو فراغ في السلطة، وما يفسر ذلك هو سلسلة الاستقالات التي أعلنت تباعا في أعقاب تنحي موراليس عن الحكم، لأن نائبه ألفارو غارسيا لينيرا استقال بدوره من منصبه.

كما استقالت رئيسة مجلس الشيوخ، أدريانا سالفاتييرا، وعلى خطاها سار رئيس مجلس النواب فيكتور بوردا، لتتوقف موجة الاستقالات عند النائبة الثانية لرئيسة مجلس الشيوخ، خيانين أنييس التي قالت إنها ستتولى رئاسة البلاد، وذلك طبقا للتسلسل الدستوري.

وقالت رئيسة مجلس الشيوخ “لقد تم القيام بالانقلاب ..نريد أن يتوقف هذا الوضع …وتماما كما أعلن الرئيس إيفو موراليس ونائبه ألفارو غارسيا لينيرا استقالتهما علنا، بالطريقة نفسها أعلن استقالتي بصفتي رئيسة لمجلس الشيوخ”.

أما رئيس محكمة العدل العليا فقد ذكرت تقارير إعلامية أنه قد يكون طلب اللجوء إلى إحدى السفارات بالعاصمة البوليفية.

وقال موراليس في خطاب متلفز “أستقيل من منصبي كرئيس حتى لا يستمر (كارلوس) ميسا و (لويس فرناندو) كاماتشو في اضطهاد الزعماء الاجتماعيين”، في اشارة الى زعماء المعارضة الذين أطلقوا موجة احتجاجات بعد الاعلان عن نتائج رئاسيات 20 أكتوبر الماضي المثيرة للجدل.

وليس قادة المعارضة البوليفية وحدهم الذين طالبوا باستقالة موراليس بل حتى أفراد الجيش والشرطة انضموا إلى هذا المطلب الذي يبدو أن موراليس لم يكن يتوقعه، حيث دعا قائد الجيش البوليفي، الجنرال وليامز كاليمان موراليس إلى الاستقالة “من أجل صالح بوليفيا”، مؤكدا في مؤتمر صحفي أنه “بعد تحليل الوضع الداخلي المتوتر، نطلب من الرئيس التخلي عن ولايته الرئاسية بهدف إتاحة الحفاظ على السلام والاستقرار، من أجل صالح بوليفيا”.

وفي خطوة وصفها المراقبون بأنها رقصة الديك المذبوح، أعلن موراليس عن اللجوء إلى تنظيم انتخابات جديدة لم يحدد موعدها ولا إن كان سيترشح لها، كما أعلن عن إعادة هيكلة المحكمة العليا للانتخابات، إلا أن ذلك لم يشفع له أمام المعارضة خاصة لدى كارلوس ميسا الذي خسر الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية السابقة والذي قال في تصريحات إعلامية “إذا كان موراليس يتمتع بحد أدنى من الوطنية عليه الانسحاب”، لأنه “ليس في وضع” يؤهله لاجراء انتخابات جديدة أو الترشح مجددا.

بدوره، اعتبر المعارض البارز لويس فرناندو كاماشو الذي سطع نجمه مؤخرا أن “موراليس انتهك النظام الدستوري وعليه أن يستقيل”، داعيا إلى تشكيل “لجنة حكومية انتقالية” يعهد إليها بـ”الدعوة إلى انتخابات جديدة خلال مهلة أقصاها ستون يوما”.

وبالرجوع إلى كرونولوجيا الأحداث يمكن القول أن الأزمة الحالية بدأت في فبراير 2016 ، عندما تكبد إيفو موراليس أول انتكاسة انتخابية له منذ أكثر من عقد من الزمن ورفض البوليفيون حينها في استفتاء شعبي تمكين موراليس من الترشح لعهدة رابعة، بيد أن الأخير تمكن من فرض تأويل للدستور عن طريق المحكمة الدستورية والمحكمة الانتخابية وهو ما مهد الطريق أمامه للترشح لولاية جديدة كانت ستمتد حتى سنة 2025.

وتعليقا حول انعكاسات استقالة موراليس على بلدان المنطقة، قال المحلل السياسي، خوليو بوردمان في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن الهوة ستزيد اتساعا وسط المجتمع اللاتيني، وأن الثنائية القطبية باتت تفرض نفسها على اعتبار أن حكومات الأرجنتين (حاليا) والبرازيل وكولومبيا تدعم المعارضة البوليفية ومنظمة الدول الأمريكية بينما تدعم مجموعة “بويبلا” التي تضم العديد من زعماء الوسط اليساري الرئيس المستقيل.

وفي هذا الصدد، أعلنت المكسيك أنها ستمنح اللجوء لموراليس إذا طلب ذلك، مشيرة على لسان وزير خارجيتها ماريسلو أبراد أن سفارة المكسيك بلاباز استقبلت نحو 20 من الشخصيات الحكومية والبرلمانية البوليفية.

وكانت منظمة الدول الأمريكية قد أصدرت الأحد تقريرا سلط الضوء عن وجود مخالفات خطيرة شابت عملية فرز نتائج الانتخابات، التي مكنت موراليس من الفوز بولاية رئاسية رابعة على التوالي على حساب كارلوس ميسا.

ويبدو أن تسارع الأحداث، أمس الأحد، في بوليفيا وإعلان الرئيس المستقيل في تغريدة عن صدور مذكرة توقيف بحقه، أكدها أيضا زعيم المعارضة لويس فرناندو كاماتشو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ينذر بأن القادم من الساعات قد يحمل الكثير من المفاجآت بهذا البلد الجنوب أمريكي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى