ميديا وإعلام

الفاعلة الحقوقية والسياسية سارة سوجار تكتب: ليلة أخرى من لياليك القاسية وحيدا دون طعام و دون ماء …

أعلم انك قوي …لا تشتكي الام جسدك و لا روحك …هكذا أنت دائما …تضحك في وجه القسوة …و تبتسم في وجه الألم …
لكن هذا الظلم كثير عليك …و هذه الحكرة لا حدود لها …

أعتذر لأن حديثنا بقي ناقصا …أعتذر لأني لم أكمل الجواب …أعتذر لأني لم أرد عليك و أنت تنتظر …أعتذر لأني تأخرت كثيرا عليك…

تحدثت عن النعش و الموت….عن التضحية و الوفاء …لا يمكنك أن تفعل هذا …لا يمكنك أن تنسينيا ان رائحتك لا يليق بها إلا الفرح و الأمل ..و لا يمكن أن يليق بها أبدا عطر الموت و اليأس …
لا تتتعود على المعاناة …لا تتقبلها … فأنت عنوان الصبر و المقاومة و الصدق …ذ

لم تخن يوما عهدا لك …وعدت وصدقت ووفيت …حميت قناعاتك و أصدقاءك و عائلتك…كنت دائما البوصلة و الأمل و الحب و الكفاح لهم جميعا …. استمر …لا يمكن ان تكون هذه النهاية …
نهاية قصتك ستكون جميلة مثلك …صادقة كعينيك …مرحة كحكاياتك ….و قوية كفكرك و قناعاتك و عنادك ….

وفيت لحراكك …لأمك …لأصدقائك…لرفاقك …و لعائلتك …

لكن لا يمكن أن تخون عهدك لي …مازلت أنتظر ان تدفع ثمن تذكرة السينما …و تشتري هدية العيد …و تكتب لي كل ماقلته علانية …كانت هذه وعودك لا تنساها و لا تخدلها …
أتمنى أن تؤنسك دعوات والدتك الحنونة …لقد بكت و صلت كثيرا اليوم …رددت اسمك كثيرا …و اهدتك رضاها و بركتها سرا و علانية …

أتمنى أن يدفئك حب أخوتك …شقيقاتك …عائلتك …أصدقائك …و كل هذا الحب و الاشتياق الذي أمنحك إياه دون شرط …

لم أنه بعد لائحة معجباتك …الأسماء كثيرة …لا يمكنك أن تتركهن و تذهب …أتعلم أنهن يسمينك البطل الوسيم …و ضعن صورك على بروفايلاتهن ..و يكتبن الشعر غنك في تعاليقهن …
لا يمكنك أن تترك كل هذا وتذهب …و لا يمكن أن تجعل القدر يرسم لك هذه النهاية الحزينة ….
لقد كنت دائما قويا …متفائلا …حكيما …لقد كنت الرجل الرائع ، المحب و المخلص …
لا يمكن أن تعلمني كل هذا ..و تمنحني كل هذه الثقة و الحب و الاحترام و تتركني في منتصف الطريق ….
أنت القوي …وهم الضعفاء …أنت صاحب الحق و هم أصحاب الباطل …
اعتني بنفسك و برفاقك…. اعتني بصحتك و صحة ناصر و صحة رفاقك جميعا….
أعلم أنك تفكر في أمك الحبيبة …في رفاقك الذين فرقوك عنهم …في عائلتك ….و فينا جميعا ….
لكن تأكد اننا سننتظرك دائما … سيمر كل هذا .. و ينتهي
لقد تعلمنا انا و أنت ان الحياة ليست دراما حزينة …إنها جميلة حتى في أحلك الظروف ..
لي أحلام معك ومازلت أنتظر ان تحققها يوما ..

اللهم خفف عنه ألم الجوع و العطش …اللهم امنحه القوة و الصبر و المقاومة …اللهم احفظه من كل شر …و امنحه الفرج و كل السعادة التي في العالم….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى