بروفايل: في ذكرى 26 لرحيله..الشيخ إمام الذي غنى له الملايين على مر الأجيال انتصارا للعدالة(فيديوهات)
تحلّ اليوم الذكرى الـ26 لرحيل الموسيقار الكبير والمطرب المصري الشعبي، الشيخ إمام عيسى، الشيخ الضرير الذي غنى له الملايين من الشباب على مرّ الأجيال،وكلهن/هم أملا في الحرية، غنى له الشباب وهو الذي بصوته المجلجل ينتصر للفقراء والمهمشين وللقضايا العادلة للشعوب.
كانت من بين مفاجأت الربيع العربي مع جيل الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي أنهم يعرفون أغاني الشيخ إمام بل ويحفظونها عن ظهر قلب، وكانت أغانيه شعارا للثورة، حتى أن أشهر مجموعة صور لشهداء ثورة يناير نشرتها صحيفة المصري اليوم تحت عنوان “الورد اللي فتح في جناين مصر”، مستعيدة كلمات القصيدة الشهيرة لإمام ونجم التي تعود لعام 1973.
كانت بدايته الحقيقية عام 1962، وهو العام الذي سيتعرف على الشاعر أحمد فؤاد نجم (1929-2013) الذي كان يبحث عن شريك يغني له أشعاره من ديوان “صور من السجن والحياة” بعد خروجه من السجن، فشكل مع الشيخ إمام -المغني- ومحمد علي -الضارب على الرق- ثلاثيا سرعان ما لاقى شهرة ورواجا واسعا.
يقول إمام عن قصة لقائه مع الراحل فؤاد نجم “سنة 1962 التقيت بنجم وكان لقاؤنا بداية جديدة لي وله معا، سألني عندما التقينا وبعد أن استمع إليّ.. لماذا لا تلحن؟ فقلت مداريا خجلي من الفكرة، لأنني لا أجد الكلمات. فقال لي على الفور: اسمع هذا النموذج وقدم لي أغنية عاطفية لحنتها على الفور. وحين بدأت في التلحين، اكتشفت إلى أي حد يمكن لمقرئ القرآن الذي حفظه جيدا وأتقن لغته وأساليب تجويده، أن يكون ملحنا.. بل أن يكون سيد الملحنين لو كان يستمتع بقدر من الموهبة، فالقرآن كنز لا ينتهي”.
اسمه الحقيقي إمام محمد أحمد عيسى، من مواليد عام 1918، في قرية أبو النمرس بمحافظة الجيزة لأسرةٍ فقيرة.
وكان الشيخ إمام عيسى أول من يعيش لها من الذكور، أصيب في السنة الأولى من عمره بالرمد، وفقد بصره بسبب الجهل، واستعمال الوصفات البلدية في علاج عينيه.
واتجه الشيخ إمام في طفولته لتعلم القرآن الكريم، ثم احترف الإنشاد الديني، وغنى عدداً من الأغنيات السياسية، أشهرها “مصر يامه يا بهية”، و”يا مصر قومي وشدي الحيل”، و”يا فلسطينية والبندقاني رماكم”، و”جيفارا مات”، و”فاليري جيسكار ديستان”، و”رجعوا التلامذه”، و”حاحا”، و”تل الزعتر”، و”يا حبايبنا”.
كتبت الوطن المصرية، على لسان حاوم دياب: “خلع الشيخ إمام عباءة الشيخ، ورفل فى قميص وبنطال، وتوحد مع نظارته السوداء وعوده الخاص، يجول بين الشوارع، يلف على الحارات والأزقة، يرتاد الجامعات ويسكن حلقات الغناء، يلهب حماس الحضور، يغنى عن مصر والنكسة والحرب والحب، يناجى جيفارا «مات المناضل المثال.. يا ميت خسارة ع الرجال» هو صوت كلمات أحمد فؤاد نجم، وروح مصر التى يعبر عنها بالصوت والكلمة.
وأضاف المتحدث ذاته، حين وقعت النكسة، فسخر مغنياً: «الحمد لله خبطنا تحت بطاطنا.. يا محلى رجعة ظباطنا من خط النار»، يستخدم الرمز فى أغانيه «والبقرة حلوب حاحا.. تحلب قنطار.. حاحا.. لكن مسلوب.. حاحا.. من أهل الدار». تكرهه السلطة، لاحقته وسجنته، فغنى «اتجمعوا العشاق بالزنزانة.. مهما يطول السجن مهما القهر.. مهما يزيد الفجر بالسجانة.. مين اللى يقدر ساعة يحبس مصر». فى منتصف التسعينات، فى يونيو تحديداً، حيث الشهر الذى كسر جيل بأكمله، انزوى الشيخ إمام فى منزله بالغورية، اعتزل الناس والغناء، آثر الوحدة، مات فى هدوء، لكنه ظل حياً بـ«شرفت يا نيكسون بابا»، وبقى فى قلوب العشاق بـ«أنا أتوب عن حبك أنا» وما زال يلهب حماس الشباب فى المظاهرات بـ«شيد قصورك على المزارع».