رأي/ كرونيك

في صيرورة عملية الاندماج الغير موفقة.. من الرابح والخاسر؟

كيف يقارب المرء عملية الاندماج التي انطلقت بين أحزاب ثلاثة منذ 2014؟ ماذا جرى بالضبط لكي لا تتحقق النوايا المعلنة؟
ما نلاحظه أن حزبين من ثلاثة يستمران في التحضير الى الاندماج الذي سيكون بعد انتخابات شتنبر 2021، كما تم الاعلان عن ذلك في البيان المشترك لحزب الطليعة وحزب المؤتمر. بل جزء مهم من أعضاء الاشتراكي الموحد يواكب، بل منخرط في عملية الاندماج، ويساهم في التحالف الانتخابي (فدرالية اليسار) بين حزبي الطليعة والمؤتمر. بل أكثر من ذلك، فالمساهمون الى جانب حزبي الطليعة والمؤتمر والمنتمون الى الاشتراكي الموحد قد أعلنوا انسحابهم من الاشتراكي الموحد بفك ارتباطهم التنظيمي بحزبهم الأصلي.
فالخلاصات الأولية تأتي كالتالي:

عبدالله بنان
بقلم عبدالله بنان

(1) مشروع الاندماج المعلن 2014 بين التنظيمات الحزبية الثلاث ( الطليعة + المؤتمر + الاشتراكي الموحد) انتهى عمليا.

(2) حزبي الطليعة والمؤتمر مع التيار الذي فك الارتباط التنظيمي مع الاشتراكي الموحد مستمرون في التحضير معا الى استحقاقين، انتخابات شتنبر2021 (برمز الرسالة)، والاندماج في حزب واحد (فدرالية اليسار) بعد الانتخابات مباشرة كما تم الاعلان عن ذلك.

(3) أما حزب الاشتراكي الموحد الذي كان يعد ركيزة أساسية في مشروع الاندماج (فدرالية اليسار الديمقراطي) قد فك عمليا الارتباط بحلفائه في الفدرالية، ويحضر الانتخابات منفردا برمزه المعروف (الشمعة).

بعد هذه الخلاصة، وهي ثلاثية الأبعاد، (أ) تحالف انتخابي ناقص، بل أكثر من ناقص حيث سيتنافس حلفاء الأمس فيما بينهم في الدوائر الانتخابية مما سيضعف حظوظهم،
(ب) مشروع اندماجي ناقص، بل شظايا الاختلاف والصراع والتفرقة أعطت صورة سلبية لأي مشروع مستقبلي،
(ج) فك الارتباط من جهتين، استقالة جماعية من (ح.ا.م)، وطلاق مع مشروع الاندماج، ضربة قوية لكل الاندماجات السابقة التي حصلت منذ 2002 وأسسها النظرية، وخباياها التي ظهرت محتشمة تدريجيا منذ مدة، وواضحة للعيان في زمن الانشقاق والاندماج!

فالملاحظ أن الانشقاق والاندماج عملية مستمرة ولو بشكل متباعد زمنيا، في حياة ثلاث فصائل. فحزب الطليعة الذي انشق عن الاتحاد الاشتراكي في بداية الثمانينيات (حركة 8 ماي) من القرن الماضي كان خلافه الجوهري مع قيادة الاتحاد تتمثل في الموقف من المشاركة في الانتخابات حيث رفاق المناضل الكبير الأستاذ عبد الرحمان بنعمر كانوا يدعون الى المقاطعة، على سبيل المثال لا الحصر. أما الفصيلين الآخرين، حزب المؤتمر الاتحادي، وجمعية الوفاء فهما نتيجة لانشقاق من الاتحاد الاشتراكي ابان المؤتمر السادس الذي عرف صراعات قوية بين الأجنحة (النقابة، الشباب، الخ) حول من سيقود الاتحاد الذي كان منغمسا في العمل الحكومي.

في الحصيلة نجد ثلاث فصائل اتحادية (الطليعة + المؤتمر + الوفاء) تعمل من جديد في أفق اندماجها، وهي متحالفة الآن في التحضير للانتخابات، وفي عملية اندماج تنظيمات اتحادية منشقة عن حزبها الأصلي الاتحاد الاشتراكي. عليهم أن يشكروا حزب الاشتراكي الموحد الذي كان عاملا في تقاربهم السياسي والتنظيمي، رغم أنه الخاسر الأكبر.

تبقى ملاحظة أخيرة، وجب اثارتها، ما موقع فصيل “المستقلون القاعديون” المنشق عن الاشتراكي الموحد، في عملية وحدة الفصائل الاتحادية المنشقة عن الاتحاد؟ وهل في الثقافة السياسية والتنظيمية لهذا الفصيل ما يجمعه مع منشقي الاتحاد الاشتراكي؟ ما السر في ذلك؟ علما أن العديد ممن كانوا أعضاء بهذا الفصيل طاروا في وقت سابق الى حزب الأصالة والمعاصرة.
من الخاسر في هذه العملية الاندماجية الغير موفقة منذ 2002 الى اليوم؟
فصيل واحد بالتأكيد، هو الخاسر الأكبر في عملية تهريب تاريخية سميت بالاندماج، كان يقف وراءها ممثلو النظام الذين أسسوا حزب الأصالة والمعاصرة لاحقا. لقد ضحوا بمنظمة العمل الديمقراطي الشعبي حيث كان هدفهم تعويم خطها السياسي المتميز (خط النضال الديمقراطي الجماهيري) في فوضى تجاذبات وصراعات لم تنته يوما، وفي تعطيل لمشروعها الكفاحي. أقول هذا الفصيل يمثل بقايا منظمة العمل الديمقراطي الشعبي داخل الاشتراكي الموحد.
السؤال الذي ننهي به هذا المقال، ما العمل بعد اهدار كبير للجهد والزمن ؟

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. من المهم بل الاهم هو الجواب على السؤال الذي ختم به المقال. اما من يراهن على الوعود المعسولة سيدرك قريبا انه ركب القطار الخطأ وضخى بحليف مهم من اجل اوهام لا غير. لان سيناريو نتائج الانتخابات المقبلة يسير في اتجاه حكومة مكونة من البام والحركة اساسا ورئاسة الاحرار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى