الخبير والمكون في القيادة التربوية المرشح برمز الشمعة أخازي يكتب: إنها”انتخابات بطعم المرارة”
مؤلم جدا ما يقع…
لم يسبق لي خوض تجربة انتخابية…
كنت فقط ممن يسمعون أن الانتخابات مزيفة الإرادة…
كانت بالأمس تزيف بمقص ومداد وممحاة الدولة…
حينما كان الصراع حول السلطة وشرعيتها محتدما…
حينما كانت الثقة بين يسار ثوري وملكية تعرضت للغدر من أقرب رجالها… شبه منعدمة…
نعم… كان تزييف الإرادة الشعبية له مبرره في طبيعة الصراع، وانعدام الثقة….
لكن الآن… بعدما ترسخت الثقة وخطونا معا نحو بوابة الديمقراطية…
وبعدما… أخذت الدولة مسافة من الصراع الانتخابي… ومن التدافع السياسي…. تركت لنا كيانات اغتنت من زمن الصراع، وتم تسمينها في القرى والحواضر، ليتم قرصنة الإرادة الشعبية في مجتمع ينوء بالفقر والجهل عن طريق المال…
المال…. يسري في مجاري شبه خفية… لتصل ليد ناخب أو ناخبة في وضعية هشة…
الدولة بكل أجهزتها تركتنا وحدتنا…
لنواجه طوفان الفساد وشراء الذمم بالمال…
نحن عاجزون… فلا سلطة لنا غير سلطة البرامج والتاريخ…
وعيون الدولة بكل إمكاناتها القادرة عن كشف الفساد والرشاوى… تقف بعيدا بحجة أنها محايدة…
وعلينا نحن… نحن الذين مجرد مؤسسات حزبية أن نأتي بالدليل مثلا عما يقع في الصخور السوداء والحي المحمدي وعين السبع…
إننا نعلم أن مجزرة ترتكب…
أن إرادة الشعب الحرة تذبح…. وأن تطبيع الشعب مع الخزي والعار وبيع الذمة مستمران… والكل يرى…
ونحن نرى…. لكننا عاجزون أن نغير شيئا…
يا آالله….. المستقبل في خطر…
الوطن في خطر….
ماذا تريدون…؟
تريدون جيلا بلا عقيدة وطنية….
تريدون جيلا يساومكم حول ثمن حمل البندقية للدفاع عن بلده…
ماذا تريدون…؟
تريدون… غدا قريبا…. بلا سواعد ولا رجال ونساء…
شبابنا الذين اليوم تساومون فقره مقابل الصوت…. تغتالون فيه الوطنية… وتصنعون منه عبدا… و كائنا بلا هوية ولا عقيدة…
والبقية منهم في السجون أو مدمنون لأقراص تفتك برجولتهم يوميا وبصحتهم العقلية…. والأغلبية تنتظر فرصة الهروب نحو الضفة الأخرى ولو بهوية مزيفة سورية…..
نحن جميعا في ورطة…
هل الذين يقفون موقف الحياد ظانين التحكم في اللعبة يدركون أنها إبادة جماعية للمستقبل…؟
إن هذا الشراء الجامح بلا عنان للذمم بالأموال… والذين تجندت له شبكات وتجار مختصون… يغتالنا جميعا…. الغد في خطر…
إن كان الحاضر المأزوم والمسكون بالخوف… أصله تلاشي عقيدة الانتماء للوطن… وتعاظم غريزة النهب والفتك…. نفسه مهدد باليأس… فالغد الذي يصنع بالمال والاستعباد وزرع العار… واستئصال الكرامة… قد يحولنا مجتمع وحوش… نقتل بعضنا البعض..
أوقفوا هذه المهزلة… قبل فوات الأوان…
الفاسدون يوزعون المال…. ويصنعون شعبا بلا كرامة… ومن ألف بيع صوته…لن تستفزه دعوة وطنية ولا نداء واجب…
رجاء… دعوا لن الوطن… خذوا ما نهبتم وامضوا…
دعوا لنا الوطن…. فليس لنا غيره…
أنا حزين…
مواطنة اليوم … اعتذرت لي… فقد باعت صورتها باكرا…
وأخرى … تحججت أن منافسا ما” هز ليها القفة”…
وآخرون… ينتظرون أن تفصح عن السعر…
الوطن في المزاد…
حذار… إنها إبادة جماعية للإرادة الشعبية…
المال… له قنوات خفية… فقط يصلنا الصدى…
وحدهم عيون المغرب الحامية لمستقبله وغده قادرة على كشف الفساد… وإعادة الثقة…
لأننا عاجزون أن نلعب دورا أكبر منا….