مهرجان الجامعة السينمائية بالدار البيضاء: التركيز على التكوين الخاص بالتدبير الثقافي والمادي ومهن السينما ( رئيس الجامعة)
قال رئيس الجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب، عبد الخالق بلعربي، إن الدورة الحادية عشرة لمهرجان “الجامعة السينمائية”، التي ستلتئم في الفترة الممتدة ما بين 20 و24 أكتوبر 2021 بمدينتي الدار البيضاء والمحمدية، تهدف بشكل رئيسي إلى تكوين الأندية السينمائية الأعضاء في مجالات التدبير الثقافي والمادي والتدريب على مهن السينما.
وأضاف، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن دورة هذه السنة، التي تنظم لأول مرة بشراكة وتعاون مع كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك بالدار البيضاء، تروم أيضا المساهمة في تقوية تقنية المشاهدة بعرض روائع الأفلام العالمية ومناقشتها، واحتضان المواهب الشابة التي تنجز أفلاما سينمائية بإمكانات جد محدودة وفي مجالات جغرافية نائية، بتوفير تكوين في المستوى وخلق فضاء لعرض أفلامهم من خلال مسابقة خاصة سميت باسم الراحل محمد الركاب.
ولفت إلى أن الظروف الاستثنائية التي يمر منها المغرب كباقي دول المعمور بسبب تفشي وباء كورونا فرضت وقف أنشطة السنة الماضية، وبالتالي تأجيل الدورة الحادية عشر للجامعة السينمائية إلى الثلث الأخير من شهر أكتوبر 2021 من هذه السنة.
وتابع في هذا السياق “فكرنا في أن ننظم دورة تزاوج بين الحضوري والافتراضي مع مراعاة تدابير البروتوكول الصحي المعمول به ببلادنا”، مشيرا إلى أن هذه الطريقة في التنظيم ستشكل فرصة سانحة لتوسيع قاعدة الجمهور وعشاق السينما لمتابعة فقرات المهرجان عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومنصة العرض الرقمي المخصصة لعرض الأفلام لفائدة الأندية السينمائية بالمغرب والأندية السينمائية المنخرطة بالجامعة الدولية للأندية، حيث يمكن مشاهدة عروض المسابقة من طرف آلاف المشاهدين .
وأشار إلى أن هذه الدورة، التي تنظم بدعم مالي من المركز السينمائي المغربي (لجنة دعم المهرجانات والتظاهرات السينمائية) ودعم لوجيستي وتأطيري من كلية الآداب والعلوم الانسانية بنمسيك بالبيضاء، “تبقى ذات ميزانية ضعيفة مقارنة بسابقاتها لغياب دعم العديد من الشركاء التقليديين للمهرجان من مجالس منتخبة ووزارات”.
وفي سياق متصل، أبرز أن هذه الدورة ستحمل اسم الراحل نور الدين الصايل، وذلك بعد أن “منعتنا ظروف الجائحة، وما واكبها من تدابير احترازية حتى من إلقاء نظرة الوداع عليه، ومن تنظيم حفل تأبين يليق بمكانته الثقافية والرمزية باعتباره أحد مناضلي حركة الأندية السينمائية التي عملت على تعزيز مكانة الثقافة السينمائية والسمعية البصرية داخل الحقل الثقافي المغربي، ودعم السينما الوطنية والتعريف بها قاريا ودوليا”.
وأكد، بهذا الخصوص، أن إعطاء هذه الدورة اسم الصايل هو بمثابة “تكريم رمزي”، مبرزا أن الصايل كان يرفض التكريم قيد حياته في العديد من المناسبات، كان آخرها موسم 2019 ، “حين اقترحنا عليه تسمية الدورة الثانية للمهرجان الدولي “السينما والمدينة بجهة الدار البيضاء –سطات” من 24 إلى 28 شتنبر2019 باسمه ، وأن نقيم له حفلا تكريميا يليق بمكانته كرمز قدم الكثير لإطارنا عبر أزيد من عقدين الكثير، وبقي متتبعا عن كثب لما يدور داخل هذه الجمعية الوطنية حتى بعد تحمله لمهام ومسؤوليات كبرى خارج وداخل الوطن”.
وحسب بلعربي، فإن الصايل رفض ذلك، وقال إن أحسن تكريم له هو تنظيم لقاء مناقشة حول الأدوار الجديدة للنادي السينمائي في ظل الثورة الهائلة والمتسارعة لوسائط التواصل ، مع التحدث عن واقع ومستقبل السينما المغربية ، فكان له ما أراد، حيث “ودعناه بالمركب الثقافي سيدي بليوط بتاريخ 29 شتنبر2019 بعد لقاء مناقشة حول قضايا راهنة تهم الثقافة والسينما ببلادنا“.
وذكر أن البرنامج العام لهذه الدورة ، يتضمن تنظيم المسابقة الرسمية للأفلام الروائية القصيرة المنتجة من طرف الأندية السينمائية أو المنخرطين، والتي تحمل إسم الراحل محمد الركاب ، فضلا عن ثلاثة أفلام ستعرض خارج المسابقة، وهي فيلم التكريم “وجها لوجه”، والذي كتب له السيناريو الراحل نور الدين الصايل، إلى جانب المخرج عبد القادر لقطع ، وفيلمين دوليين قصيرين حول السلم والحرب الأول “LA DER DES DER” للمخرج الفرنسي PATRICE GUILLAIN، والثاني “هنا أفغانستان” للمخرج الأفغاني خادم حسين بهنام .
وبالموازاة مع البرنامج العام، كما أشار ، ستنظم ثلاث ورشات تكوينية في السينما، الأولى حضورية بشراكة مع كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك، ومن تأطير الناقدين السينمائيين مجيد سداتي وسعيد المزواري ، لفائدة الطلبة ومنخرطي الأندية السينمائية بمدينتي البيضاء والمحمدية، وذلك يوم الجمعة 22 أكتوبر القادم بإحدى القاعات المخصصة للسينما والسمعي البصري داخل الكلية.
والثانية والثالثة عن بعد وموجهة للأندية السينمائية المنضوية تحت لواء جواسم بواسطة تقنية التناظر الرقمي، إحداهما في مجال “القراءة الفلمية”، من تأطير الناقد السينمائي يوسف آيت همو ، والأخرى في” الإخراج “من تأطير محمد حافظي الأستاذ بالمعهد المتخصص في مهن السينما بورزازات.
كما ستنظم حضوريا، وبشراكة مع كلية الآداب بنمسيك، ندوة التكريم حول مساهمة نورالدين الصايل في حقل الثقافة والسينما بالمغرب، بمشاركة النقاد ايت عمر المختار، وحمادي كيروم، وحميد اتباتو، وخليل الدامون . كما سيتم توقيع الكتاب الجديد لمحمد نور الدين أفاية “معرفة الصورة، في الفكر البصري، الم تخي ل، والسينما”، وهو من تقديم الناقد السينمائي حسن نرايس.
وبواسطة تقنية التناظر الرقمي، سيتم، أيضا، تنظيم لقاء /مناقشة مع المخرج السينمائي المغربي محمد الشريف الطريبق حول كتابه “ما هي السينما كتابات وتأملات لمحاولة الفهم”، والذي تديره الأستاذة جميلة عناب (ناقدة سينمائية وباحثة)، وأخيرا لقاء مناقشة مع المخرج والمنتج والممثل الفرنسي PATRICE GUILLAIN.