جهاتسياسة

فتيحة لحمامي.. كفاءة مهنية على رأس جماعة المحبس بأسا الزاك تطمح إلى تحقيق طفرة تنموية

بانتخابها على رأس جماعة المحبس الحدودية، التابعة لإقليم أسا الزاك، أضحت فتيحة لحمامي أول امرأة ترأس جماعة ترابية على مستوى الإقليم.

لم يكن يدر في خلد لحمامي (39 عاما)، ابنة مدينة الزاك (75 كلم عن مدينة أسا)، أن خوضها غمار السياسة خلال أول تجربة لها في الانتخابات الأخيرة باسم حزب الوحدة والديمقراطية، سيقودها إلى كرسي رئاسة جماعة المحبس الحدودية الواقعة في أقصى شرق مدينة أسا، وهي جماعة شكلت في أواخر السنة الماضية ملتقى ومحجا لمختلف فئات المجتمع المغربي، من سياسيين وإعلاميين وفنانين ورياضيين، لتأييد قرار المغرب التدخل لإعادة فتح المعبر الحدودي الكركرات.

وظفرت فتيحة لحمامي برئاسة الجماعة متفوقة على منافسها عن حزب الأصالة والمعاصرة، بعد حصولها على 11 صوتا من أصل 16 خلال انتخابات تشكيل مكتب المجلس الجماعي للمحبس.

إرادتها القوية نحو التغيير بجماعة ترابية تكتسي أهمية قصوى بالنظر لموقعها الجغرافي الحدودي، وإلمامها بحاجيات الساكنة المحلية، وكذا ثقة الناخبين فيها لتدبير شؤونهم المحلية، كلها عوامل ساهمت في شحذ همة فتيحة للترشح للانتخابات الجماعية.

تقول فتيحة، في حديث خصت به وكالة المغرب العربي للأنباء، “دخولي عالم السياسة، قبيل الانتخابات الأخيرة، كان بتشجيع من العائلة والأصدقاء وكذا الساكنة، كما جاء نتيجة إيماني القوي بضرورة تغيير واقع جماعة المحبس نحو الأفضل باعتبارها جماعة ترابية ذات أهمية قصوى، الأمر الذي يفرض تنزيل مخطط لتحقيق نهضة تنموية محلية عبر اعتماد مقاربة جديدة تقطع مع التدبير الكلاسيكي لها”.

هي سيدة تشق طريقها بروية وثبات نحو عالم السياسة، صقلت قدراتها انطلاقا من تكوينها الأكاديمي ومسيرتها المهنية والجمعوية، فهي حاصلة على الإجازة ودبلوم الدراسات المعمقة في العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس بالرباط، بعد أن تلقت تعليمها من الابتدائي إلى الثانوي بمدينة الزاك، وتشغل حاليا منصب رئيسة مصلحة التخطيط بالمديرية الإقليمية للتربية الوطنية بأسا الزاك، وهي أيضا عضو بمركز الدراسات للواحات بمدينة أسا.

وتطمح فتيحة لحمامي، التي تدرك ثقل المسؤولية الملقاة على عاتقها كمسؤولة عن تدبير الشأن المحلي لجماعة المحبس، إلى إحداث طفرة تنموية بالجماعة وتحقيق الأفضل لساكنتها وتلبية تطلعاتها.

تقول المسؤولة الجماعية “نطمح إلى تحقيق الأفضل لجماعة حدودية تفتقر إلى كل شيء، فالتحدي الأكبر هو تحقيق نهضة تنموية بها عبر البحث عن شراكات على المستويين الإقليمي والجهوي وحتى المركزي خدمة للساكنة واستجابة لاحتياجاتها”.

وتابعت “سطرنا برنامجا انتخابيا محليا ترافعنا بشأنه لدى الناخبين إبان الحملة الانتخابية، وسنعمل على ترجمته على أرض الواقع. هو برنامج يركز على تأهيل جماعة المحبس والنهوض بالخدمات الأساسية عبر توفير كل الوسائل الضرورية التي تفتقر إليها هذه الجماعة، لاسيما إحداث مرافق إدارية لتقريب الإدارة من المواطنين وتوفير الماء الصالح للشرب وتقوية شبكة الإنارة العمومية والاهتمام بقطاع النظافة.

ويمثل انتخاب هذه السيدة لتدبير الشؤون المحلية دليلا واضحا على أن المرأة المغربية تمتلك القدرة، مثل الرجل، على تدبير الشأن المحلي. فالمشاركة الفعالة للمرأة في الانتخابات الأخيرة، تقول فتيحة، يؤكد كفاءتها وقدرتها على اقتحام عالم السياسة.

وأكدت أن مشاركة النساء وترشحهن في الانتخابات الاخيرة بإقليم أسا الزاك كانت “لابأس بها”، بل إن حضورها كان وازنا في مختلف المجالس الجماعية بالإقليم.

ومن المنظر أن يشكل انتخاب فتحية لحمامي، كأول سيدة ترأس جماعة ترابية على مستوى الإقليم، حافزا قويا لدى نساء المنطقة للانخراط في العمل السياسي والجمعوي.

وتصدر حزب الوحدة والديمقراطية نتائج الانتخابات الجماعية على مستوى جماعة المحبس، التي جرت في ثامن شتنبر الجاري، بحصوله على 8 مقاعد من أصل 16 مقعدا، فيما حصلت أحزاب الحركة الشعبية على 4 أصوات والاستقلال (2) والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية (1) والأصالة والمعاصرة (1).

وبلغت نسبة المشاركة في الاقتراع الانتخابي ليوم 8 شتنبر بإقليم أسا الزاك، 80.54 في المئة، وهي أعلى نسبة على مستوى جهة كلميم – وادنون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى