وزارة التربية والتكوين تدافع عن استعمال ’’الدارجة‘‘ بالمناهج المدرسية
في رد لها على موجة الانتقاد والسخرية، التي شنها نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي ’’فايسبوك‘‘ بخصوص إدراج اللغة العامية بالبرامج المدرسية، قالت وزارة التربية والتكوين، عبر بلاغ لها إن الغاية من اعتماد بعض الالفاظ ’’الدارجة‘‘ ربط التلميذ بالثقافة الوطنية والبيئة القريبة منه، مضيفة أن الكلمات الواردة بالعامية لا تتجاوز حقل الألبسة والمأكولات والعائلة المغربية.
وأوضحة الوزارة المعنية، أن المقررات المدرسية موضوع النقد، تهم المستويين الأول والثاني من السلك الابتدائي، حيث لم تجد لجنة التقويم والمصادقة أي مبرر تنظيمي أو تربوي يمنع من استعمال أسماء مغربية (لباس ومأكولات) في نص قرائي وظيفي، اعتمادا على منطلقات ذات بعد استراتيجي للمناهج، حيث تنص الرافعة السابعة عشر من الرؤية الاستراتيجية، على أن المدرسة يجب أن تصبح حاملة للثقافة وناقلة لها في نفس الوقت وأن تضطلع بدورها في النقل الثقافي عبر: “المدرس؛ البرامج الدراسية والتكوينات والكتب المدرسية؛…؛ المواد والأنشطة الدراسية لتنمية الذوق الفني لدى المتعلمين، وتقوية الإحساس بالانتماء للمجتمع وللمشترك الإنساني ككل، وتنمية عادات وكفايات القراءة والتواصل والفضول المعرفي ‘‘كما تنص المادة 85 من الرؤية الاستراتيجية على
“…إعطاء الأولوية للدور الوظيفي للغات المعتمدة في المدرسة في: ترسيخ الهوية؛ الانفتاح الكوني؛ اكتساب المعارف والكفايات والثقافة؛ الارتقاء بالبحث؛ تحقيق الاندماج الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والقيمي.”
على المستوى البيداغوجي، يتابع المصدر ذاته، فقد تم اعتماد الثقافة المغربية في نصوص موجهة لتلاميذ المراحل الأولى من تعليم اللغة العربية، على اعتبار أن اختيار النصوص على مدخل الموضوعات والمجالات الأسرية والبيئية والوطنية وغيرها كما هو منصوص عليه في المنهاج. ومن المطلوب أن تشمل نصوص كل مجال رصيدا لغويا وثقافيا ذا صلة بكل مجال، كما يعتمد تعليم اللغة وتعلمها على القراءة والفهم عبر نصوص حكائية ووظيفية تضمنت حقولا لغوية مختلفة تنسجم مع كل مجال وتثري الرصيد اللغوي للمتعلم. وينبغي في هذا الصدد، دعم هذا الرصيد بواسطة الوقائع والأمثلة والأشياء المحسوسة المستقاة من المحيط والوسط.
وفيما يتعلق بالنصوص موضوع النقاش، قالت الوزارة إ، الأمر يتعلق بمحور العائلة، وهو نص وظيفي يصف حفل عقيقة في بيت مغربي بهدف معرفة المتعلم والمتعلمة بأواصر الارتباط بين أفراد العائلة، حيث أن يلبس أعضاء الأسرة كسائر المغاربة لباسا مغربيا أصيلا، وهو ما برر استعمال كلمات مثل القفطان، والشربيل، والجلباب والطربوش والبلغة. ومنها كلمات تستعمل في جميع اللغات دون أن تترجم (مثلا Caftan)، علما أن الأمرـ يضيف المصدر ذاته، يتعلق فقط ب8 كلمات في كتاب مدرسي من 150 صفحة يحتوي على أزيد من 8000 كلمة، والمنطق ذاته حكم محاور المأكولات والملابس المغربية.