
أشارت دراسة حديثة للمعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية، أن “الفقر والظلم الاجتماعي والرشوة تعد من بين العقبات الرئيسية التي تحول دون العيش معا بسلام على الرغم من انخفاضها بشكل طفيف مقارنة مع النسب السابقة، حيث تتفوق هذه العوائق على المشاكل الثقافية التقليدية الأخرى مثل الفردية والتطرف الديني واللامبالاة، أما الفظاظة والتطرف الديني فقد تراجعا إلى المراتب الأخيرة”.
جاء ذلك، في النسخة الثالثة للبحث الوطني، حول الرابط الاجتماعي، القطب المدني، الصادر عن المعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية، حيث أكدت، أن الفقر احتل المرتبة الأولى كأكبر عائق للتعايش السلمي في 2023 بقيمة 7.5، وهو في تزايد مقارنة بالأعوام السابقة”.
وتابعت الدراسة، أن الظلم الاجتماعي جاء في المرتبة الثانية متبوعا بالرشوة التي جاءت في تصنيف مقارب للظلم الاجتماعي، فيما شهدت عوامل اللامبالاة والتطرف الديني انخفاضًا نسبيًا مقارنة بالماضي، حيث طغت العوائق المادية والاجتماعية على القيم الثقافية والتقليدية كعوائق رئيسية للتعايش السلمي.
وأشار المصدر ذاته، أن جائحة فيروس كوفيد 19 شكلت أمرا غير مسبوق في تاريخ البشرية، وقد أثرت، من خالل الاعراض الاجتماعية والعاطفية المصاحبة لها، على المنظومة القيمية للمغاربة وتمثالتهم الثقافية، ويمكن القول، تضيف الدراسة، أن إعادة اكتشاف معنى الأسرة والتضامن الوطني والعيش المشترك والرابط المدني تجاه المؤسسات والسلطات العمومية شكل جزء من الاثار اإليجابية لهذا الوباء.
ومع ذلك، يؤكد المصدر نفسه، أن فرض التباعد الاجتماعي ساهم في بروز بعض مظاهر التوتر على مستوى الأسرة النووية منها العنف الأسري أو العنف ضد الأطفال، وتنامي حالات الطلاق، والصحة العقلية، وما إلى ذلك.. في إحداث بعض التراخي للرابط الاجتماعي كما يعتقد أكثر من ٪70 من المغاربة وفقا لبحث عام .
جدير بالذكر، وفق ما ذكر المعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية، أن طريقة أخذ العينات الاحتمالية الطبقية ذات الدرجات الأربع، مكن من اختيار عينة تمثيلية تضم 6000 شخص، تفوق أعمارهم 18 سنة ويتوزعون على جميع مناطق المملكة.
كما أفاد، أنه ونظرا لحجم العينة الكبير، وبحكم استخدام تقنيات المعايرة، يمكن استقراء نتائج بحث 2023 على جميع السكان المغاربة.
هذ، و انطلق البحث في الربع الثاني من عام 2022، وتم إنجاز الدراسة الميدانية ما بين شهري دجنبر 2022 وفبراير 2023 .
اقرأ أيضا….
بحث وطني: بقاء نسبة تفضيل الأمازيغية كلغة رئيسية للتعليم على حالها ٪5 تبقي المطالب بشأنها نخبوية