الرئسيةرأي/ كرونيكميديا وإعلام

الحسين يزي يكتب عن “الآراء الغليظة” والأحكام الرنانة الجاهزة، التي صارت وسيلة للتراشق بين “أهل الصحافة والنشر” وبعض الحقوقيين وأغلب الفضوليين، الذين يتلذذون بنار الفتن؟!!

يستحيل أن تتمكن مهنة الصحافة من مساهمتها في محاربة الفساد والاعوجاجات والتجاوزات الصادرة عن السلطة، ما لم تتوفر على تنظيم ذاتي محكم، مرفوق بالاحترام الواجب والملزم لهذا التنظيم.

كتب الصحافي القيدوم، الزميل الحسين يزي، على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، رأيا عما يلوكه البعض حول قضية اليوتوبرز حميد المهداوي، وحول تلك “الآراء الغليظة” والأحكام الرنانة الجاهزة، التي صارت وسيلة للتراشق بين “أهل الصحافة والنشر” وبعض الحقوقيين وأغلب الفضوليين، الذين يتلذذون بنار الفتن؟!!، ونظرا راهنيته وأهميته نعيد نشره كاملا.

الحسين يزي

لماذا لا نحاول حصر وقائع ما يروج ويدور بعيدا عن “الآراء الغليظة” والأحكام الرنانة الجاهزة، التي صارت وسيلة للتراشق بين “أهل الصحافة والنشر” وبعض الحقوقيين وأغلب الفضوليين، الذين يتلذذون بنار الفتن؟!!

ما هو مرفوض ومدان في “معمعة الزميل حميد المهداوي” هو المس بشرف أسرته وعائلته، ومن حقه اللجوء إلى القضاء وأظنه فعل ذلك.

ما تبقى من الوقائع تدخل في باب مشتكي في مواجهة ما يراه مسا بشرفه وذمته وصفته وشخصه عبر الصحافة والنشر، قولا أو كتابة. وهنا تبقى على القضاء المسؤولية المنوطة به والاستقلالية والنزاهة المفروضة فيه.

الترويج لكون الزميل المهداوي يواجه “أمة بأكملها” و”عا بوحدو” كلام مبالغ فيه، وشعار تضامني لا يختلف في شيء عن فحوى المثل الشعبي: “غرارين عايشة”.

بالأمس القريب، كان أغلب المغاربة “يحلفون باسم رشيد نيني”، وبأنه الشعب ومنه الشعب وإليه الشعب”. رشيد هو الآخر دخل السجن بسبب تراكم شكايات صادرة عن أشخاص ذاتيين ومعنويين. أزيد من 80 شكاية.

الآن، في حالة سألنا أي مغربي: اشنو بان ليك في نيني؟ سيجيب بشكل آلي: “باع الماتش”. هذا هو الشعب، الذي يظن البعض أنه يمتلكه. والحقيقة المؤكدة هي أن الشعب ليس ملكا لأحد ولا المغاربة مجتمعين ملك لأي كان.

يستحيل أن تتمكن مهنة الصحافة من مساهمتها في محاربة الفساد والاعوجاجات والتجاوزات الصادرة عن السلطة، ما لم تتوفر على تنظيم ذاتي محكم، مرفوق بالاحترام الواجب والملزم لهذا التنظيم.

ماذا يعني الترويج لكون “صحافي واحد” يواجه الفساد، وجميع السلط، والمجلس الوطني للصحافة، والنقابة الوطنية للصحافة المغربية، وكل هيئات الناشرين “عا بوحدو”؟!

هذا يعني أن هناك خلل كبير لدى المتلقي، الذي صار ساديا بامتياز. يتلذذ بالتفرج على “شجارات الضرب والجرح المتبادلين، ويطلق أحكامه: (عطاه والله حتى عبر عليه/ مزيانة فيهوم/عبر عليهوم/ كرفسهوم…).

ينتهي الشجار. ينصرف الساديون إلى حال سبيلهم، في انتظار شجار جديد أو حادثة سير جديدة.

هذا هو الوضع، في انتظار أن يرفع عنا الله تعالى هذه الحكومة، التي حشرنا معها. وأن تهب على بلادنا نسائم نفس ديمقراطي جديد.

ملامسة النفس الديمقراطي واستشعاره سهلة بالنسبة للمغاربة، بعيدا عن مزايدات الغاضبين دوما وعلى كل شيء، حتى على أنفسهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى