
في ظل التغيرات المناخية المتسارعة” تأثير البشر على البيئة“، وتزايد الحاجة إلى حلول عمرانية مستدامة، بدأت تظهر بدائل طبيعية تفرض نفسها على المشهد الحضري.
من بين هذه البدائل، تبرز نبتة صغيرة في حجمها، لكنها كبيرة في فوائدها الزعتر الزاحف (Thymus serpyllum).
هذه النبتة، التي تنتمي إلى فصيلة النباتات العطرية،” زعتر شائع” تنمو بشكل زاحف لتغطي الأرضيات تلقائيا دون الحاجة إلى تدخل كبير، او لاستهلاك مياه كثيرة، وبالإضافة لرائحتها الزكية، فإنها تملك أيضا قدرة على التمدد أفقيا، وتحمل الدهس بالأقدام والجفاف، ما يجعلها بديلا مثاليا للإسمنت في تغطية الممرات والأرصفة، والساحات المفتوحة .
يبدأ الزعتر الزاحف في التزهير مع بداية الربيع، ويستمر حتى أواخر الخريف، مزينا الأرض بألوان وردية أو بنفسجية تضيف لمسة من الحياة إلى أي مساحة، وإلى جانب قيمته الجمالية، يساهم هذا الغطاء النباتي في تحسين جودة التربة، تخفيف التلوث الحراري، ودعم التنوع البيولوجي من خلال جذب الحشرات الملقحة مثل النحل والفراشات.
هكذا تتحول الأرضيات الصلبة إلى مساحات حية ونابضة بالجمال، دون حاجة إلى إسمنت.
هذه النبتة، خيارا ممتاز لتغطية الأرصفة، والساحات، وممرات الحدائق،بعكس الإسمنت الذي يحتبس الحرارة ويمنع امتصاص مياه الأمطار.
ويرى بعض الخبراء في تصميم المساحات الخضراء، أن الاعتماد على هذا النوع من النباتات قد يشكل حلاً عمليا وجماليا في آن واحد، خصوصا في المدن التي تعاني من ارتفاع درجات الحرارة وتراجع المساحات الطبيعية.