يجري تداول وعلى نطاق واسع رسالة معبرة ودالة، ضد مصادرة مقر الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، وتفويته لصالح وزارة الشبيبة والرياضة، وهذه المصادرة تقول الرسالة إن تمت فهي تشكل بأحد المعاني مصادرة لمدرسة تخرج منها الآلاف من الأطر والكفاءات على مختلف المستويات، ومصادرة لمقر لمنظمة أوطم، التي كان لقضايا الشعوب العادلة صوت وفي وصادق في المغرب، وعلى رأسها قضية فلسطين التي اعتبرها الاتحاد قضية وطنية مركزية، ذات صلة وثيقة بنضاله إلى جانب قوى التحرر من أجل انعتاق المغرب من الاستبداد والظلم الاجتماعي…
“دابا بريس” تعمم نص الرسالة…
لا لمصادرة المقر التاريخي للاتحاد الوطني لطلبة المغرب وتفويته إلى وزارة الثقافة والشباب والرياضة؛
لا لمصادرة مقر مدرسة كفاحنا الأولى لأجل مغرب حر وديمقراطي؛
أنا ناضلت في أوطم، وتعلمت فيه أبجديات النضال والمقاومة والرفض وتحمل المسؤولية والعمل الجماعي، وساهمت هذه المنظمة العريقة في فتح عيني على واقع المغرب وعلى العالم الذي أعيش فيه؛
أوطم ليس مجرد منظمة كباقي المنظمات الأخرى، فهو المدرسة الأولى في تعليم قول لا دون خوف، وراية الكفاح الأولى ضد الظلم والاستبداد وضد التفاوتات الاجتماعية والثقافية، فمن قلب هذه المنظمة تخرجت أجيال عديدة من المناضلات والمناضلين، ولا تزال، جزء مهم منهم لا زال يملأ ساحات الكفاح من أجل الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان في كل مكان؛
بفضل أوطم تمكن أبناء الشعب من الاستفادة من حقهم في التعليم الجامعي المجاني، ومن حقوق مادية أساسية (منحة، تغذية، سكن جامعي…) ضرورية لمواصلة تعليمهم الجامعي؛
بفضل أوطم كان للشعب المغربي صوت قوي ضد القمع وضد انتهاك الحرية في وقت كانت فيه الكلمة الحرة تؤدي مباشرة إلى الاغتيال والاعتقال والنفي؛
بفضل أوطم كان لقضايا الشعوب العادلة صوت وفي وصادق في المغرب، وعلى رأسها قضية فلسطين التي اعتبرها الاتحاد قضية وطنية مركزية، ذات صلة وثيقة بنضاله إلى جانب قوى التحرر من أجل انعتاق المغرب من الاستبداد والظلم الاجتماعي؛
وبفضل صمود أوطم، رغم الحظر البوليسي الممارس ضده طيلة أربعة عقود تقريبا، لا زالت راية الكفاح ضد خوصصة التعليم وضد القمع صامدة في الجامعة، وبفضل هذا الصمود سيعيد الطلبة المغاربة، دون شك، بناء منظمتهم، إذ لا مستقبل للكفاح لأجل الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية دون مساهمتهم النضالية الوحدوية.
لكل هذه الاعتبارات وغيرها، أعبر عن تنديدي الشديد بالقرار الجائر وغير المشروع الرامي إلى مصادرة مقر أوطم، الذي يدخل في إطار اجتثاث آخر معالم هذه المنظمة الصامدة والوفية وإقبارها إلى الأبد، معبرا عن استعدادي الشخصي للانخراط في جميع الخطوات النضالية الرامية إلى إيقاف تنفيذ هذا القرار الجائر.
جميعا للدفاع عن راية النضال الطلابي الديمقراطي الصادق والأمين.