ميديا وإعلام

هكذا استقبلت الناشطة في حراك الريف نوال بنعيسى نبأ حصولها على اللجوء السياسي بهولندا

نعم أمي
نعم أبي
نعم جميعا
نعم وطني ارضي انتمائي هويتي جنسيتي طفولتي ذكرياتي حياتي موتي
نعم إنه كما قيل ويقال لقد توصلت بقبولي كلاجئة سياسية في هولندا
نعم تلقيت الخبر بعدما جفت مشاعري ودموعي
نعم شاهدت الفرحة في كل العيون حولي بالخبر
لمحت أملا في عيون كثيرة في الملجأ الذي أقيم فيه
لمحت فرحا وغدا لا ادري لونه
اختلطت عليا مشاعري
لا أدري هل سأطلق ضحكة بعدما دامت دموعي من الظلم شهورا
هل سأزغرد كما يفعل الأغلبية لفرحهم بقرار القبول
أريد أن أفعل شيئا …لكني لا أحس شيئا
سألت نفسي داخلي وسط كل الضجة والتبريكات
هل أنت فرحة
هل أنت حزينة
لم أجد جوابا
سوى رسم ابتسامة أنهكها مشوار انتظار طويل
حادثت أمي قائلة لها
أمي ارتاحي لا تخافي عليا مجددا فلن يتمكن أحد من اعتقالي وتعنيفي مرة أخرى
أمي حصلت على اللجوء اطمئني
أمي لا أعلم إن كان والدي المريض سيحس بالفرحة لهذا الخبر أو سيتيقن انه سيفتقدني كثيرا
أمي داخلي حزين جدا…قلبي جمرة…ياأمي أريد البكاء ولا أستطيع وسط فرحة المحيطين بي …
أمي أحبكم احب وطني أحب الريف أحب أهل وطني ..نعم أحبكم ولم ارتكب جرما استحق به كل هذا ..ما فعلته كان فقط حبا للشعب والوطن وحبا للحياة العادلة…
لكن يا أمي أنت تعلمين أن من يتكلم بالحق في وطني يسجن أو ينفى وفي بعض الحالات يقتل كما قتل محسن فكري وعماد العتابي..
سامحني أمي سامحني والدي سامحوني أهلي لأني عرضتكم لكل هذه المعانات معي …وشكرا لهذه الحروف التي أكتبها الآن فقد أطلقت سراح دموعي لأبكي بحرقة على تربة وطن حرمنا منها لأننا فقط أحببناها .
#الحرية لكل المعتقلين السياسيين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى