رأي/ كرونيك

“التراكس” ونزار ونخنوخ والسياسة…

ممنوع على أقل من 18 سنة
ممنوع على العقلاء
ممنوع على من كبدته هشيشة
ممنوع على ” المغوبشين “
راني غير ضاحك

شغلتني السياسة هذه الأيام…؟

كيف يمكن لحزب بلا أعيان ولا ملاكي أراض ولا أثرياء ولا تجار مخدرات ومن عفا عنهم بنكيران، ومن دون توظيف ذوي السوابق والسماسرة والمجرمين والعاهرات والقوادات وشبكات الخدمة الاجتماعية المغلفة أن ينافس في انتخابات كل شيء فيها يشي بحياد السلطة إلا سلطة المال والفساد؟

الحقيقة هناك ثلاث فئات لا يؤثر فيها المال والفساد ووسطاء سوق الأصوات الانتخابية و “حياحة” طرائد السياسة… فئة محسوبة على اليسار التاريخي لا اليسار الانتهازي وأخرى تميل كل الميل لمن يتحدث باسم الله، وما تبقى جماعة القبيلة والغنيمة أولى من السياسة…

والحقيقة في ظل الجهل والقهر والفقر وسلطة الغفر وانحسار الفكر النقدي إلا من فكر تنويري منشغل بخطبة طارق بن زياد، و تصحيح الأسماء والحرب مع ضباط الحالة المدنية، وانشغال الليبرالية الأخنوشية وشقيقتها البوحاطية باستقطاب الحركة الأمازيغية .. وكل من يرى في البخاري خرافة وصلاح الدين الأيوبي مصيبة…والأكراد قبل الأعراب الغزاة المتوحشين… وانهاك اليسار لنفسه بالتاريخ والتحليل والتدليل والبرهنة والصراع الثانوي والأساسي و قوى التحالف في مجتمعات خلت من العمال غير عمال الداخلية… في ظل كل هذا…

الشعب ينصت أكثر لمن يتحدث باسم السماء… ويبكي لبكاء بنكيران… ولو غيرته الأهواء… فهو عندهم ولي من أولياء الله … لا قبة له… غير البرلمان …وحفظته ليسوا غير بوليس الداخلية على الأبواب….

لكن كثيرا من أمتنا أيضا يطربهم رنين الدينار وعلب السكر والزيت والشاي وجلسة خمرية على حساب الحاج … مع الفريت والدجاج و الشيخات والعلوات…

والمتعفف منهم لا يرى مانعا في العبادة وقبول نادي المنادي وهو يرسل خلسة إلا من عيون المقدمين وسطاء المال والحظوة والعطايا…والهبات والخبايا…

لا أحد في ديمقراطيتنا الغريبة.. لا يضعف أمام غواية المال والخمور والنساء والولائم والسهرات والوساطات… أو جذبة من جذبات بنكيران…أو وليمة من ولائم أغراس…

بالمناسبة…. كل الصحف والمواقع مؤخرا… لا هم لها سوى تتبع بغلة سي أغراس… وذكر أمجاد حرب المائة يوم بالأرقام والمؤشرات… فبغلة سيدي أغراس … تحمل صناديق بالملايير صالحة للتقطير والتنظير والتبندير والتقشير والتمرير والتطبيل والتكبير والتطعيم والتقليم والتمزيغ
…. كم سالت عليها لعاب بغل بن كيران…

ورغم ذلك…
الخطاب باسم السماء لا تنتهي صلاحيته… ومنافس لبغلة سي أغراس…و ناقة سي علال… وقلالش سي علي… وتريكة الغبار…
الصراع مع المدنس بالمقدس…يجعل اللعبة الديمقراطية ممكنة وفق خصوصية الفسيفساء السياسية المغربية…
البيجيدي الآن… قطب يمثل المقدس..
والباقية يمثلون المدنس…
المدنس أطياف وليس أحزابا…

الليبراليون في المغرب بلا خطاب مقنع غير حصان يجري في حلبة السباق وقد ضمن العدو ضمن كوكبة منهكة…
اليساريون التاريخيون.. لهم خطاب رومانسي في مغرب آخر قضاياه علاقة رضائية أو الحق في الإفطار… لهذا فحصانهم جيد… لكنهم يشاركون في سباق لا يتابعهم المغاربة…. أو قلة فقط…

اليساريون الانتهازيون… تعلموا السياسة… تخلوا عن الاشتراكية واحتفظوا بالرفيق والتاريخ وسير الشهداء وصورهم وأشعار المعتقلات… تخلوا عن القوات الشعبية واحتفظوا بالاشتراكية اسما لجريدة حالمة… مارسوا السياسة بآليات وفهم وفيء” وعياقة” الحاضر… ولأنهم دخلاء على المدنس الليبرالي.. كادوا يفقدون كل شيء… لولا حاجة النظام… لرصيدهم التاريخي، ولأسهمهم في بورصة السياسة الدولية…

وها هم تعلموا من جديد أن السياسة قفوزية وعياقة… وزعيمهم في رحلة التنقيب عن الأعيان والأثرياء والأحصنة المضمونة ومن عفا عنهم بنكيران وعن كل من بإمكانه أن يضمن مقعدا في البرلمان ولا يهم أصله وفصله السياسيين… المهم تحقيق الهدف المنشود… والمقربون أولى…. فرحاتك بباك آسي حسن… وفرحات وزير تكميم الأفواه بيك….
المهم خيرنا في ديالنا… ولي غضب… الباب واسع…. سمع على وذنيك يا نجمي…. شكون مولا نوبة…. انتهى دوركم التاريخي… الحزب في حاجة إلى من ينتج السكر لا من يكتب الشعر… الحزب محتاج للرفادة والسقاية وليس لكتاب الرواية…. الحزب محتاج للمملولين وليس للمفكرين…. العم غوغل ينوب عنكم جميعا… إلا الممولين…
“قلبة أخرى ”

الانتصار على خطاب باسم الله… صعب وشاق ولو كانت الأحزاب ظهيرا لبعضها البعض…

فكل من تكلم باسم الله، غالبا لا مغلوب، لا لمصداقية الخطيب… بل لأننا الشعب الذي يصمت عند ذكر الله…

لأننا الشعب الذي يطلب منه لحظة الغضب أن يلعن الشيطان لا النظام ولا الصندوق الدولي ولا اتفاقية التجارة الحرة، ولا اتفاقيات الصيد البحري، ولا كل الفاسدين الذين ينهبون الثروات ويذهبون طلقاء… يجولون أصقاع العالم في أمن ورخاء وسخاء..
لأننا شعب مزيف…. منافق… نصلي الصلوات الخمس ونضاجع زوجة الجار، ونراود بنات الجيران على أنفسهن…

لأننا شعب نتهم كائنات لا مرئية لا حول لها ولا قوة، ونحملها أعطابنا ومشاكلنا، كم ظلمنا الجن… وعائشة التي منها مليون نسخة، وميمون اليهودي الذي منه ألف نسخة… وألصقنا بهم ضعفنا الجنسي وخوفنا وجنونا وانفصامنا وقهرنا واضطهادنا… ولأن لكل حرب تجارا.. ولكل أزمة تجارة جديدة تظهر… ظهر الرقاة الذين يخاطبون الجن و العفارين والشياطين… وظهرت عياداتهم ذات الجدران المغلفة بالبونج والمجهزة استديوهات تليق بحضرة الجن…وخرجت للوجود ونقاباتهم وجمعياتهم… وفي آخر فاتح ماي…مشوا في مسبرة العمال… بالمناسبة….من مشغلهم؟ ربما مخاريق يوما ما سيتفاوض مع الجن حول ساعات العمل، والتعويض عن الخفاء، ومنحة الخروج من الأصابع، والأداء مضاعفا عند العمل بعد العصر…. وربما سيفاوض حول منحة عاشوراء لشراء البخور والسلاحف والقطط السوداء والديوك والتيوس..

مرحبا بالطبقة الشوافة… ومهن السبوب و عمال إصلاح أعطاب الأسرة… وفك أنابيب العنوسة… ومهندسي توقعات المستقبل بقراءة الخط والكف والفنجان والبيضة…

مرحبا بنقابة الزوهريين…. لابد لهم من قانون أساسي يضمن حقوقهم من الكنوز ويحميهم من الاستغلال …
الجن…هذا المظلوم الذي صار حبل غسيل لكل القهر والفقر… هو عنوان كبير للتخلف… وتصريف جميل لأزمة القهر… هدية من السماء للدولة وللنصابين والمحتالين…

الجن المغلوب على أمره الذي لم ينتخب ولم يشارك في أي مسؤولية نحمله كل أسباب القهر والهم والغم….
هكذا نحن المغاربة… بدل أن نحاسب المنتخبين والحكام نحاسب “الجواد” من الجن وعالم الخفاء…
بهذه العقلية دخلنا عالم الديمقراطية…. وبها ندبر اليومي كل أوضاعنا..

فهل يجد أي خطاب حداثي صداه في كل هذه المزبلة الفاضلة على لغة المسرحي السعودي الكبير ” عباس الحايك”…
الشعب الذي فيه السكارى يمتنعون عن شرب الخمر أربعين يوما قبل رمضان… ويعربدون يوم العيد.

الشعب الذي فيه الفاسدون ولصوص المال العام والخاص والجلادون يطنون أنه يكفيهم عمرة سنوية وحج بيت الله الحرام، وبناء مسجد في قراهم النائية، وحفر بئر هنا وهناك… وإطعام المساكين والفقراء… ليتم نسخ صحيفة خطاياهم وفسادهم…
أكثر اللصوص الكبار حجاج ومعتمرون بلا حساب… ولهم صدقات جارية…ماء… مسجد… موائد الرحمن…
المساكين… يظنون أنهم بذلك يغسلون العظام… ويكفرون عن الآثام…
من يدري فرحمة الله واسعة ووعده حق… وهو شديد العقاب…

والحقيقة أن الصراع الانتخابي مع فئة تزعم أنها وصية على الدين والملة… صراع يرجح كفة الخطاب الديني في مجتمع يصمت عند الحديث باسم الله…

 

والحقيقة… أن ديمقراطيتنا ونفسها السياسي بعد تحلل الطبقة الوسطى، واستقلالية المثقف وانبطاحه لإغراءات متعددة، وتفضيله الغنيمة على تلك البراميل التي كان يقف عليها جول بول سارتر وسط الجماهير مؤديا دوره كمثقف…
تلك البراميل لم تعد مغرية… أكثر من حضور ندوات ودورات ومحاضرات مدفوعة الأجر بالعملة الصعبة في الخليج، بل والانخراط الفعال في استراتيجية الحصار الثقافي والإبداعي وتزكية… ثقافة المهرجانات والمنصات…

هامش لا تأخذوه على محمل الجد…

ما الحل؟

علينا أن نوغل في المدنس.. قدر الإمكان…
أقترح عليكم حزبا جديدا ابن المرحلة، يفهم شعبه…
سأؤسس حزب الاتحاد الحر للمؤخرات…
سيكون شعاره” تراكس”…
أليس “تراكس” اللحمي علامة مسجلة مغربية أصيلة…؟
فلا تدعوا أنني غير مهتم بالأصالة….
ولأنني حداثي معاصر… ابن زمني …
سأكلف “ندى حسي” بالتنظيم النسائي، آه.. لو أستطيع إقناع مايا… كناطقة باسم الحزب… رقصة منها على اليخت تؤمن للحزب كل الدعم المالي….
سيكون القادة في تنظيمات الشباب شباباقياديين مؤثرين…
قادة الزمن المزيف “نزار” مثلا …. وجوقته..
مي نعيمة… ستكون رئيسة لجنة المعتقلين والمعتقلات السابقين لأسباب كوفيدية…
نيبا سيكلف برفع الدعاء عند كل افتتاح…وبجانبه علال القادوس ونخنوخ…
سأؤسس تنظيما موازيا للرقاة…
يحصنون الحزب ضد العفاريت والتماسيح…
وأفتح مقرات الحزب… للرقية المجانية مع الدعم … تصوروا كم من امرأة ستصوت للحزب…؟ فقط لأننا سندافع عن المسكونات والمسكونين، ونطالب الوكالة الصحية بالاعتراف بالرقية كدواء والجن كمسبب لمرض مزمن…
ستنظم وقفة بالرباط صد عايشة كنديشا… عايشة البحرية….

لن يفك اعتصامنا… فالهم مشترك… وقد ننظم مهرجانا للجذبة وسباقا في أكل الشوك وشرب الماء الساخن… و جمع كل ملابس التابعة وإرسالها للعراة في مكان ما…

سأزكي “أبو النعيم”…فالحزب يحتاج لجرعة إضافية من الجنون الديني… قد يخطف من بنكيران جزءا من جماعته الرافضة للتطبيع وتقنين الكيف…و الدعاء على اليهود والنصارى و الرباح و الأخوة الذين صدر في حقهم حكم الطلاق في كاغيط بنكيران الشهير..

فقيه محارب للطواحين واليهود والهنود والفهود والدود وميركان والبقان واليونان والفرنجة والصليبيين والماسونيين…
سأفتح الانخراط لكل شهيدات الروتيني اليومي… وشهداء زوجات لا رأسمال لهم غير مؤخرات مطلوبة أكثر من الخبز والسكر…
آه… كم أنا أصيل وحداثي في الوقت نفسه..

ما زلت مترددا بين شعارين للحزب “التراكس” أم صورة لجني له قرون طويلة وجسده يغطي جسده وله ظلفان وذيل ونابان طويلان…وامرأة تصرخ…
سأبدأ استراتيجية متدرجة…
تكوين تنسيقية لذوات المؤخرات المظلومات… المحرومات من التأمين على الرأسمال الأصلي والتقاعد والتطبيب… سأدافع عن حقهن في مراحيض تليق بحجمهن ومكانتهن… فهل تستوي المؤخرات…؟
سأطالب باعتبار “التراكس” تراثا وطنيا..
فقد ينافسوننا عليها كما نافسونا على الكسكس والطاجين والرفيسة والخبيزة والحريرة..

وحدنا بالمغرب لنا “تراكس” من نوع التراكس… تحفر حفرا عميقة من سقط فيها لا يعود أبدا… وتعبد طرقا نحو ميمون العفريت جوقته…

سأنافس ب”التراكس” عند كل تجمع سعيد المغربي… ومارسيل خليفة… والمقرئ ” أبو زيد”… الأول تنافسه في الكلمة الملتزمة بالمؤخرة المتأرجحة والثاني تنافسه في “عمارة الراس وسوء التنياش”
سأسمي الحزب جبهة المؤخرات الاشتراكية.
نعم… سنؤمم المؤخرات…
فهي ثروة وطنية…
نحن ضد الملكية الخاصة…
لابد لنا من منبر إعلامي …
بل منابر مختلفة … سأسمي الموقع” شطح تنجح” و مواقع أخرى مموهة أضرب بها خصومي: مثلا: “كوفاش”- “مناش”- “علاش”- “فلاش كاش”- باش داير”- “لاباس”- آش” ” شى رى”..

رسالتنا الإعلامية الدفاع عن حقوق ذوات المؤخرات والحمقى والمعربدين و الشامة والحشاشين وسحيت الليل ونيبا ونخنوخ… في الوصول إلى الإعلام العمومي…
على الأقل فريقنا البرلماني… لن ينام في البرلمان…. لأنه ألف السهر والأضواء.
فقط سنطالب لبعض برلمانياتنا بكراسي مكيفة…
وفريقي ينام كباق النوام… لكنه نومه غال بالعملة الصعبة…. تحت قعقعة الشمبانيا وهدير البحر وحوريات البر والنهر…
ستكون لذي مشكلة في التمويل…
سنؤسس جمعية وطنية قد لا تكون إلا في حقيبتي ولا يعرف مقرها غير عائلتي..
لنأخذ حظنا من التمويل الدولي للبرامج الدولية…
فالغرب متحمس للمؤخرات… وقضايا المؤخرات…. فهي ضمن الحريات والحركات الجندرية…
ذوات المؤخرات العريضة الجميلة مضطهدات..
سنطالب بحماية دولية…
سندفع بالاعتراف باللجوء المؤخراتي…
لا… لن نفعل… لن نجد مؤخرة بعدها إن فلعنا…
ستدعمنا أمريكا والاتحاد الأوروبي…
سنؤسس جمعية حماية العاملات بالمؤخرات…
سنطال أمولا عمومية لتأهيلهن وللتمكين والوصول لمواقع القيادة…
المؤخرة لا يجب أن يكون عامل تمييز وقهر…
نريد كوطا…
تمييزا إيجابيا..
نريد دعما للوجستيك والتكوين والتأطير والتمليح والصيانة والإصلاح.. فحتى المؤخرات العريضة تصاب بالعطب..
الحداثة… شعارنا…
“مايا”… تجيد الفرنسية والدفاع عن لعنة الجسد…
ستكون الناطقة الرسمية باسم الجسد النافع في الزمن الصعب…
مايا تجيد الدفاع عن الحق في الاحتفال بالجسد والعهد والشهد…

مرحبا…
انتظرونا قريبا…
سيكون لنا فريق متميز
سلوا “لكبيدة”…
الأمر سهل…
سأترك رقم التواصل مع اللجنة التحضيرية…
في كل ملهى بعين الذئاب…
سلوا الفيدور…
و مولات الموتور…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى