بوتين: العقوبات الغربية ستسبب في أضرار جسيمة للاقتصاد العالمي بأسره وروسيا لن تتراجع أو تنهار..هم لا يعرفون تاريخها
وكالات، أ ف ب رويترز/ قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء 16 مارس 2022، إن “الحقائق الجديدة” ستدفع بلاده إلى إجراء تغييرات بنيوية في اقتصادها؛ ما سيؤدي إلى “مزيد من التضخم والبطالة”، مشيراً إلى أن “العقوبات الغربية تسببت في أضرار جسيمة للاقتصاد العالمي بأسره”.
جاء ذلك في كلمة له خلال اجتماع عقده مع مسؤولي حكومته، تحدث خلالها عن الحرب الدائرة بأوكرانيا والعقوبات المفروضة على بلاده، حيث أكد بوتين أن الاقتصاد الروسي دخل حقبة جديدة، مشدّداً على أن العالم سيشهد مشاكل تتعلق بالغذاء.
إلا أنه بيّن أن القطاع الخاص في روسيا سيلعب دوراً مُهماً في التغلب على المشكلات بالاقتصاد، مؤكداً ضرورة منح المستثمرين في الداخل الروسي مزيداً من الحرية لمواجهة الضغوط الخارجية.
وأضاف قائلاً: “لا ينبغي للمصدرين تقليل إنتاجهم، ويجب عليهم توجيه منتجاتهم للسوق المحلي؛ ما يؤدي إلى انخفاض الأسعار”.
و بخصوص الاحتياطيات الدولية لروسيا التي جمدتها الدول الغربية، فقال بوتين: “الآن رأى كل شخص في العالم كيف يمكن ببساطةٍ سرقة احتياطيات دولة ما”.
في حين لفت بوتين إلى أن المشكلة الرئيسية لا تكمن في المال حيث “يوفر الاقتصاد الروسي الإيرادات اللازمة”، وإنما في توريد القطع والمعدات ومستلزمات البناء.
فيما أفاد بوتين بأن وصول الجيش الروسي إلى مشارف كييف “لا يعني أن الهدف احتلال أوكرانيا”، مؤكداً أن “الدول الغربية تدفع كييف إلى إراقة الدماء من خلال تزويدها بالأسلحة والمرتزقة”، وفق قوله.
كما أشار إلى أن “الحرب في أوكرانيا تسير وفق ما خطط له”، لافتاً إلى عزم بلاده على “تحقيق أهدافها، وضمان أمن أراضيها ومواطنيها”.
إذ قال إن “روسيا ستحقق أهدافها في أوكرانيا”، ولن تخضع لما وصفه بـ”محاولة الغرب للهيمنة على العالم، وتقطيع أوصال روسيا. هم يريدوننا دولة ضعيفة تابعة وينتهكون وحدة أراضيها”.
وأضاف بوتين، في اليوم الحادي والعشرين من الحرب على أوكرانيا، أنه إذا كان الغرب يعتقد أن روسيا ستتراجع أو تنهار، “فهم لا يعرفون تاريخنا أو شعبنا”.
بينما شدّد على “أهمية أن تكون أوكرانيا محايدة ومنزوعة السلاح”، مشيراً إلى أنهم تناولوا هذه المسألة خلال مفاوضاتهم مع كييف.
من جانبه، اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي موسكو بمحاولة تنصيب حكومة “دُمية” (تخضع لروسيا)، وتعهد بأن الأوكرانيين سيدافعون عن بلادهم ضد “العدوان”.
في المقابل، تقول موسكو إن “العملية العسكرية تستهدف حماية أمنها القومي”، وحماية الأشخاص “الذين تعرضوا للإبادة الجماعية” من قِبل كييف، متهمةً ما سمتها “الدول الرائدة” في حلف شمال الأطلسي “الناتو” بدعم من وصفتهم بـ”النازيين الجدد في أوكرانيا”.
يأتي ذلك في الوقت الذي تشترط فيه روسيا لإنهاء العملية، تخلي أوكرانيا عن أي خطط للانضمام إلى كيانات عسكرية بينها حلف شمال الأطلسي “الناتو”، والتزام الحياد التام، وهو ما تعتبره كييف “تدخلاً في سيادتها”.
في حين لقي الآلاف مصرعهم في الحرب التي أجبرت الملايين من الأوكرانيين على الفرار من ديارهم.
كانت العلاقات بين كييف وموسكو قد توترت منذ نحو 8 سنوات، على خلفية ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى أراضيها بطريقة غير قانونية، ودعمها الانفصاليين الموالين لها في “دونباس”.