السعودية تفكر في قبول اليوان بدلاً من الدولار في مبيعات النفط الصينية في خطوة قد تهز عرش الدولار
قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” إن المملكة العربية السعودية تفكر في قبول اليوان بدلاً من الدولار في مبيعات النفط الصينية، في خطوة قد تهز عرش الدولار.
ونقلت الصحيفة، أول من أمس، عن مصادر مطلعة على الأمر إن السعودية تجري محادثات نشطة مع بكين لتسعير بعض مبيعاتها النفطية إلى الصين باليوان.
وقالت المصادر أنها خطوة من شأنها أن تقلل من هيمنة الدولار الأميركي على سوق البترول العالمية وتمثل تحولًا آخر من قبل أكبر الشركات في العالم.
وأضافت المصادر إن المحادثات مع الصين بشأن عقود النفط المسعرة باليوان توقفت منذ ست سنوات لكنها تسارعت هذا العام.
وتحتفظ السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، بمركزها كأكبر مورد للصين بشكل شبه دائم، وبما يقارب مليوني برميل يومياً من الخام.
ووفقا لتقرير الصحيفة فقد دعت المملكة العربية السعودية، الرئيس الصيني شي جين بينج، لزيارة الرياض.
وقالت إنه من المتوقع أن تتم زيارة الرئيس الصيني للمملكة في مايو المقبل، عقب انتهاء شهر رمضان، وإذا أجريت الزيارة، ستكون أول رحلة لرئيس الصين خارج البلاد، منذ بدء تفشي جائحة كورونا عام 2020.
وأشارت الصحيفة إلى قوة العلاقات بين السعودية والصين، بعكس العلاقات مع واشنطن، موضحة أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الصيني أصدقاء وتربطهما علاقة قوية.
وقالت أرامكو السعودية في بيان، الخميس الماضي، إن شركة “أرامكو هواجين للبتروكيميائيات”، وهي مشروع مشترك بين “أرامكو” ومجموعة “شمال هواجين للصناعات الكيماوية” وشركة “بانجين” الصينيتين، ستعمل على تطوير مجمع تحويل السوائل إلى كيميائيات.
ويأتي القرار، الذي يخضع لاستكمال توثيق المعاملات، والحصول على الموافقات اللازمة من الجهات التنظيمية المختصة وشروط الإغلاق، عقب إنشاء المشروع المشترك “أرامكو هواجين للبتروكيميائيات” الذي تم في كانون الأول 2019، والذي ضم الشركاء الثلاثة.
ويمثّل المشروع الذي يُتوقع بدء تشغيله في عام 2024 فرصة لـ”أرامكو” لتوريد ما يصل إلى 210 آلاف برميل يوميًا من النفط الخام للمجمع.
وسيضم المجمع مصفاة بطاقة إنتاجية تبلغ 300 ألف برميل يوميًا، ووحدة تكسير إثيلين، تعد أساسًا بتروكيماويًا لتصنيع آلاف المنتجات اليومية.
وستسهم المنشأة التي سيتم بناؤها في مدينة بانجين بمقاطعة لياونينغ الصينية، في تلبية الطلب المتزايد على الطاقة والمنتجات الكيميائية في الصين.
وقال الخبير المصرفي، ريتشارد تورين، إنه من المتوقع أن يتحدى اليوان الرقمي هيمنة الدولار على التسويات التجارية خلال السنوات الـ 10 المقبلة.
وأضاف تورين إن بكين هي أكبر دولة تجارية في العالم في الوقت الحالي، لذلك فهو يرى أن اليوان الرقمي سيحل ببطء محل الدولار عند شراء المنتجات من الصين.
وقال خبير التكنولوجيا المالية: “بعد مرور من خمس إلى 10 سنوات، سنجد أن اليوان الرقمي يمكنه لعب دور مهم في خفض استخدام الدولار في التجارة الدولية”.
وأضاف تورين أن الاتجاه نحو أنظمة الدفع البديلة هي مسألة محتملة، نتيجة رغبة الدول في خفض اعتمادها الحالي على الدولار من نسبة 100% إلى 80%.