سياسة

السيديتي للحكومة: ماذا تريدون؟

في سياق تحضيرها للمؤتمر الوطني السادس نهاية الأسبوع الجاري، تحت شعار ’’مواصلة النضال من أجل الحرية والديمقراطية والتنمية والعدالة الاجتماعية‘‘ جددت الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، تأكيدها على مسؤولية الحكومة في تأزيم الوضع الاجتماعي بالمغرب، وعرقلة مسلسل التغيير.

وقال علال بلعربي، في كلمة ألقاها باسم المكتب التنفيذي للكونفدرالية، خلال الندوة الصحفية المنعقدة صباح اليوم الإثنين بالمقر المركزي للنقابة بهدف تسليط الأضواء على المؤتمر الوطني السادس، إن ’’الطموح الوطني المشروع في التغيير يصطدم بثقافة سياسية وفكرية تجر المغرب إلى الوراء وتعود به إلى ثقافات ماضوية تجاوزها التاريخ‘‘ معتبرا أن ’’فالحكومة الحالية امتازت بتغييب الحوار الاجتماعي، ولم تدرك أهمية الحوار في زمن إقليمي مليء بالتوترات العنيفة، ولم تدرك انه يعد من بين العناصر الأساسية المؤسسة للاستقرار واسترجاع الثقة في المؤسسات، فإن تغييبه يطرح السؤال إلى أين يمضي المغرب وماذا يريدون؟

وحملت الكونفدرالية، الحكومة المسؤولية الكاملة في إفشال الحوار الاجتماعي، معتبرة أن سياستها اللااجتماعية ستكرس الأزمة وتغذي التوترات، كما حملتها مسؤولية ما سيؤول اليه الوضع في البلاد الذي بات مقلقا وغير مطمئن.

وعاد بلعربي في كلمته، إلى التأكيد على الأسباب والدواعي التي جعلت الكونفدرالية تنسحب من آخر جولة للحوار الاجتماعي، التي دعت إليها الحكومة يوم 2 نونبر الجاري، أهمها ’’هزالة العرض الحكومي فيما يتعلق بمطالب النقابة حول الزيادة العامة في الأجور والتعويضات وتحسين المعاشات في القطاعين العام والخاص وتمسكها به، ورفض الحكومة سحب الملفات الاجتماعية من البرلمان وإعادتها إلى موقعها الطبيعي في الحوار الاجتماعي وتنفيذ ما تبقى من اتفاق 26أبريل 2011، بالإضافة إلى غياب إرادة سياسية حقيقة للحكومة بسبب منهجية عملها وأسلوب تعاطيها مع الحركة النقابية في مأسسة حوار تفاوضي ثلاثي الأطراف مسؤول ومنتج يرقى في نتائجه إلى انتظارات الطبقة العاملة بما يؤدي إلى وقف كل أشكال الطرد والتوقيف والتسريح الجماعي لأسباب نقابية‘‘.

وفيما يتعلق بالرهانات المطروحة على المؤتمر الذي سيشارك فيه أزيد من ألف مؤتمر، عشرون بالمائة منهم نساء، قال القيادي بـ’’السيديتي‘‘ إن هذا الأخير سينكب على القراءة النقذية التحليلية لأوضاع المغرب سواء المتعلقة بالقضية الوطنية ومقتضيات تحصين وصيانة الوحدة الترابية بالأقاليم الجنوبية، أو ما يتعلق بالمطالبة بتحرير سبتة وامليلية والجزر التابعة لهما، كما سيقف المؤتمرات والمؤتمرون على متطلبات البناء الديمقراطي الحقيق والمهام المطروحة على الحركة النقابية في ظل التحولات الكونية التاريخية‘‘، مضيفا أن ’’الإدراك والوعي بطبيعة اللحظة الوطنية ومتغيراتها السياسية والاجتماعية، تفرض على الكونفدرالية في مؤتمرها الوطني السادس، أن تنكب على تطوير تنظيمها عموديا وأفقيا، والانفتاح على الفئات الاجتماعية الواسعة المتضررة من السياسات اللاديموقراطية، حتة نساهم في صنع شرط تاريخي جديد نعيد فيه التوازن داخل البلاد، وبمنظور يحد من جشع اللوبيات المالية المهيمنة بطرق لامشروعة على خيرات البلاد، ويقاوم الهجوم المتوحش للنيوليبرالية الجديدة‘‘.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى