اقتصادالرئسية

ليدك تقترح حلولا للحد من تأثير الإجهاد المائي

تواصل تعبئتها لتأمين تزويد الدار البيضاء الكبرى بالماء الشروب

يحتفي العالم، يوم 22 مارس من كل سنة، باليوم العالمي للماء، وقد تم برسم السنة الجارية اختيار شعار «تسريع التغيير» لتخليد هذه المناسبة الأممية.
والهدف من ذلك هو تحسيس العموم بأهمية الحفاظ على هذا المورد الحيوي، وحث الأطراف المعنية على اتخاذ التدابير الاستعجالية لإيجاد حل لأزمة الماء والتطهير السائل.

وبهذه المناسبة أصدرت ليدك، الشركة الفاعل في الخدمات العمومية، بتدبير توزيع الماء والكهرباء، وتجميع المياه العادمة و المطرية، بلاغا، أشرات فيه إلى أن التدبير المستدام كان ومازال رهانا استراتيجيا بالنسبة لشركة ليدك، التي تزاول مهامها بالدار البيضاء الكبرى، حيث يشهد مجالها الترابي توسعا حضريا سريعا، وحاجة متزايدة للبنيات التحتية.

وأضاف البلاغ، أن ليدك، في إطار خارطتها للطريق الخاصة بالتنمية المستدامة 2030، والتي تتمحور حول 3 التزامات و12 هدفا استراتيجيا في خدمة التنمية المستدامة في جهة الدار البيضاء سطات، تنخرط (ليدك) على الخصوص للعمل لفائدة التدبير المستدام للموارد الطبيعية، التنوع البيولوجي، والمناخ.

وأشار المصدر إلى أن الشركة (ليدك) حددت من أهدافها تطوير الحلول للتدبير المستدام للموارد المائية، والعمل على المحافظة على الأوساط المستقبلة والتكيف مع التغيرات المناخية.

اقتصاد الماء على مستوى شبكة التوزيع

وأوضح المصدر ذاته أن ليدك تتعبأ بشكل دائم لتحسين مردودية وفعالية شبكتها لتوزيع الماء الشروب.

وأضاف أن سنة 2022 شهدت إجهادا مائيا غير مسبوق، وخلالها عززت المقاولة مخططها لتحسين المردودية، مما مكن من تحقيق اقتصاد مهم في الماء. موضحا أن ذلك يتعلق بمخطط عمل يتمحور حول عقلنة تشغيل الشبكة وتحسين التفاعل للبحث عن التسربات، وذلك عبر:

• تعزيز استعمال نظام قيادة المردودية في الوقت حينه «Aquadvanced» :
• التقسيم المائي للشبكة : 100% من شبكة توزيع الماء الشروب التي تقوم ليدك بتدبيرها، (أكثر من 7.000 كلم) تخضع لتقسيم دائم (شبكة 80 كلم). وتمكن هذه التقنية من الحصول على شبكات تزداد دقة و ضمان استغلال أفضل،
• المضاعفة بخمس مرات لطول الشبكة المراقب بتكنولوجية «الكرة الذكية» لتحديد تسربات الماء للانتقال بالتالي من متوسط يتراوح من 20 إلى 115 كلم تتم مراقبها،
• تعزيز حضيرة الأجهزة السمعية الثابتة لتحديد التسربات بتغيير تكنولوجية الـ GSM بالراديو. و تضم هذه الحضيرة اليوم 2800 جهاز لتحديد التسربات في أفق أن يبلغ هذا العدد 4000 جهاز سنة 2024. وخلال سنة 2022، قامت المقاولة بإجراء عملية “استماع” لـ 19.650 كلم من الشبكات في إطار عمليات مراقبة ليلية، حيث استطاعت فرق ليدك كشف و إصلاح حوالي 19.000 تسرب للماء على مستوى القنوات، الإيصالات، ومراكز العد.
• تعديل ضغط الماء في 50% من الشبكة مما يوفر ضغطا مثاليا (أقل من 6 بار). ليدك تراقب وتقوم بتعديل تعليمات الضغط على مستوى 147 نقطة قياس مثبتة، و ذلك وفقا للطلب و السحب. وعلاوة على اقتصاد المورد المائي، يمكن تعديل ضغط الماء من عدم ارتفاع مستويات الضغط التي ستزيد مخاطر التسربات في الشبكة.

وأشار البلاغ إلى أن جميع هذه الأعمال مكنت، سنة 2022، من اقتصاد 10 ملايين متر مكعب من الماء، أي ما يعادل حجم الاستهلاك بالنسبة لساكنة مدينة صغيرة. وبفضل استراتيجية مندمجة للبحث عن تسربات الماء وإصلاحها، استطاعت ليدك اقتصاد 84 مليون متر مكعب من الماء مقارنة مع سنة 1997، التي انطلقت فيها أنشطتها.

الاستثمار لتقوية البنيات التحتية وتأمين التزويد

إضافة إلى الأعمال التي تهدف إلى اقتصاد الموارد المائية، في شبكتها للتوزيع، وإلى استغلالها الداخلي، أضاف البلاغ أن ليدك تعبئ استثمارات مهمة لتقوية البنيات التحتية للماء الشروب، و تأمين إمداد المدينة بهذا المورد الحيوي، و بالتالي مواكبة نموها الحضري.

وأوضح أن ذلك يتم عبر تقوية قدرات التخزين وإعادة هيكلة الشبكة بترابط مشبك لجميع مرتفعات التوزيع. متابعا أن ليدك أطلقت، على سبيل المثال، مشاريع كبرى لتزويد الماء على مستوى مناطق التوسعة، منها المنصورية، رياض سيدي حجاج، والرشاد. كما أنجزت المقاولة مشروع تأمين تزويد الماء الشروب لشمال جنوب الدار البيضاء، الذي يتيح تزويد الماء الشروب لمنطقة جنوب المجال الترابي للتدبير المفوض، التي تشهد توسعا حضريا كبيرا (جماعات بوسكورة، أولاد صالح، مديونة، المجاطية أولاد الطالب، لهراويين…)، وانطلاقا من قنوات أبي رقراق.

وأضاف أن ليدك تواصل مجهوداتها للاستثمار في مشاريع كبرى لتقوية قدرات التخزين من خلال إنجاز خزانات المنصورية، بوسكورة، سيدي حجاج.

وأكد أن ليدك برمجت، حاليا، مشروعا لتأمين التزويد على مستوى المنطقة الغربية للدار البيضاء، والذي سيمكن من تزويد الماء الشروب لمناطق دار بوعزة، الرحمة ولابيسة (الكروصة)، و التي يتم تزويدها الآن عبر قنوات سيور و دورات انطلاقا من قنوات أبي رقراق.

ولم يفت البلاغ التذكير أن استثمارات التدبير المفوض في مشاريع تزويد الماء الشروب، بلغت 7 ملايير درهم منذ سنة 1997.

إعادة استعمال المياه العادمة لسقي المساحات الخضراء

وفي هذا السياق الخاص بالإجهاد المائي، قال البلاغ إن إعادة استعمال المياه في السيرورات على مستوى منشآت التصفية و كذا لسقي الفضاءات الخضراء، هو إحدى رافعات التكيف مع التغيرات المناخية. و قد عرفت توصيات المخطط المديري للتطهير السائل بالدار البيضاء الكبرى – جانب التصفية وإعادة الاستعمال – (عرفت) تطورات ملموسة جدا مع إنجاز مشاريع للتصفية بما في ذلك إعادة الاستعمال. يتعلق الأمر بمحطات تصفية المياه العادمة:

محطة مديونة (طاقتها الإنتاجية 3800 متر مكعب / اليوم)، محطة مجازر الدار البيضاء (1200 متر مكعب / اليوم) ومحطة المنطقة الصناعية للنواصر- سابينو (2000 متر مكعب / اليوم).

ولم يفت الشركة التذكير، حسب البلاغ، أن محطة تصفية المياه العادمة لمديونة هي منشأة حاصلة على إشهاد التصديق وفقا لمعيار إيزو 14001 وتتميز بجودة التصفية التي تتيح إعادة استعمال المياه لأغراض السقي.

وأضاف أنها تتضمن فضاء تجريبيا للزراعة الحضرية تم تهيئته داخلها من طرف مؤسسة ليدك لأعمال الرعاية و بشراكة مع جمعية البحث والعمل من أجل التنمية المستدامة، و ذلك لإبراز إمكانية إعادة استعمال هذه المياه المصفاة للسقي، حيث يحتوي الفضاء على 80 نوعا نباتيا.

وأشار إلى أن ليدك وضعت رهن إشارة السلطات إمكانياتها للدراسات للتمكن من توجيه المياه العادمة المصفاة في محطة مديونة ومحطة مجازر الدار البيضاء نحو أماكن استعمالها، و ذلك لسقي الفضاءات الخضراء. و يمثل ذلك اقتصاد 5000 متر مكعب من الماء في اليوم، أي 1,8 مليون متر مكعب من الماء في السنة.

وأكد أن هناك مشاريع أخرى خاصة بتصفية المياه في طور الإنجاز على مستوى المناطق المدارية، مثل محطة تصفية المياه العادمة بالنواصر (3600 متر مكعب / اليوم)، وتوسيع محطة تصفية المياه العادمة لمديونة (3800 متر مكعب / اليوم).

التحسيس بأهمية الحفاظ على الماء

وأضاف البلاغ أن مؤسسة ليدك لأعمال الرعاية، وفي إطار منظومتها التحسيسية المعتمدة، شاركت، بمناسبة اليوم العالمي للماء، في تنظيم «أسبوع الماء 2023»، المقام من 21 إلى 23 مارس، و لك بشراكة مع جمعية مدرسي علوم الحياة و الأرض.

وتتمثل الفكرة، حسب المصدر، في تتبع رحلة قطرة الماء من مصنع المعالجة، نحو مختبر تحليلات المياه (لابيلما)، قبل وصولها إلى محطة تصفية المياه العادمة لمديونة أو محطة المعالجة القبلية “أوسيان”.

وتستهدف هذه العملية، يضيف المصدر، حوالي 60 مشاركا (تلاميذ، أساتذة، فاعلين خواص، وسائل إعلام…).

وفي الأخير، ذكر البلاغ أن ليدك قامت، منذ سنة، بإطلاق مخطط عمل لمكافحة الجفاف يهدف إلى تدبير ندرة الماء في المجال الترابي للتدبير المفوض، وذلك وفقا لثلاثة مستويات للمراقبة (يقظة، إشعار و أزمة). كما تم تفعيل منظومة تواصلية و تحسيسية لفائدة مختلف الأطراف المعنية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى