الرئسيةميديا وإعلام

التاريخ يعيد نفسه في جنين..”الغارديان”: محاولة نقل تجربة غزة للضفة لن تحل مشكلة الاستيطان ولا الاحتلال

قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية، ان “التاريخ يعيد نفسه، الهجوم الإسرائيلي يحوّل جنين، ومرة أخرى، إلى ساحة حرب”.

جاء ذلك في تقرير أعدته مراسلة الصحيفة بالقدس بيثان ماكرنان وسفيان طه ، حيث قالا “في مركز جنين، ومدخل مخيم المدينة، تهتز الأرض بأصوات الانفجارات: جولات من طلقات المدفعية والرشاشات التي غطّت على صفارات سيارات الإسعاف والصرخات والاستغاثات، الطرق مليئة ببقايا الطلقات والزجاج المهشم، وامتلأ الجو برائحة الغاز المسيل للدموع وأعمدة الدخان المتصاعد من العجلات المحترقة، والتي تم إشعالها لمنع الرؤية وتقدم الإسرائيليين”.

واضافا فيالتقرير ذاته، أن القتال الشديد احتدم في مخيم جنين، الذي يشبه غيتو خانقاً، ويسكن فيه حوالي 11.000 شخص. ومن الساعات الأولى في يوم الإثنين، عندما شنت القوات الإسرائيلية عملية “البيت والبستان”، وهي أكبر عملية لها في الضفة الغربية، منذ 20 عاماً.

وتابعا، و”قد شهدت جنين، المدينة الفقيرة في شمال الضفة الغربية، واحدة من أسوأ المواجهات في الانتفاضة الثانية، بداية القرن الحالي. وبعد عقدين عادت الحرب الشاملة إلى شوارعها، وجلبت معها الكدمات القديمة لجيل الكبار، وفتحت أعين الصغار”.

وفي جنين، أكبر المخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية، التي بنيت بعد طرد الفلسطينيين من قراهم ومدنهم عام 1948، وظل مركزاً للمقاومة للاحتلال الإسرائيلي الذي مضى عليه 55 عاماً، ولا يزال اليوم يعاني من معدلات عالية من الفقر والجريمة والبطالة، ومعارك السلاح بين المقاومين والقوات الإسرائيلية في الشوارع الضيقة للمخيم. وينظر الكثير من الفلسطينيين للسلطة الوطنية بأنها مجرد متعهد للاحتلال الإسرائيلي، ولا حضور لها أو شرعية في المخيم، ووصل المقاتلون الذين لا يأخذون أوامر من الفصائل الفلسطينية درجة النضج.

وتقول الصحيفة إن المخيم هو مركز موجة “عنف” أغرقت إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة. وبحسب الجيش الإسرائيلي، فإن 50 عملية إطلاق نار في إسرائيل، خلال العامين الماضين، جاءت من المخيم، الذي اختبأ فيه 19 شخصاً مطلوباً.

وحتى بتكرر محاولات إسرائيل المعروفة بـ “جزّ العشب” فقد تدهور الوضع، وأصبحت هجمات الفلسطينيين قاتلة، وقتل أربعة مستوطنين عند مدخل مستوطنة بالضفة الغربية الشهر الماضي. وقتل 130 فلسطينياً، على الأقل، و24 إسرائيلياً منذ بداية عام 2023، ما يعني أن هذا العام في الطريق لكي يصبح أكثر الأعوام دموية في الضفة الغربية وإسرائيل.

هذا وتضيف الصحيفة أن عمليتان مفاجئتان، العام الماضي، على قطاع غزة 83 فلسطينياً وإسرائيلياً واحداً. وتصاعدت حدة القتال، في الأسابيع القليلة الماضية، بجنين، وعلى عدة مساحات، حيث أجبر الجيش، في الشهر الماضي، على إرسال مروحيات عسكرية، لأول مرة منذ عقدين، لإنقاذ قوات برية واجهت بشكل غير متوقع مقاومة، بما في ذلك استخدام القنابل المصنعة محلياً، والتي ربطها الجيش بتلك التي واجهها في حربه بلبنان عام 2006. وفي تطور غير مسبوق أُطلق صارخ من جنين باتجاه إسرائيل، في تقليد للترسانة الحربية التي بنتها “حماس” في غزة.

حتى الساعة عرف السبب الذي دفع القوات الإسرائيلية لشن العملية الآن، وقالت تقارير صحافية إسرائيلية ان العملية مخطط لها، ولكنها أجلت لما بعد عيد الأضحى. ويتعرض الجيش لضغوط من حكومة اليمين المتطرف التي وبخت المؤسسة الأمنية بأنها لم تفعل المزيد لمكافحة “الإرهاب”.

كما ألهبوا قاعدتهم، حيث يقوم المستوطنون الفيجالنتيز بأخذ الأمور بأيديهم، وبشكل أوسع من ذي قبل، حيث نزل المئات من المستوطنين على القرى الفلسطينية، وحرقوا البيوت والسيارات انتقاماً لمقتل مستوطنين. وفي الوقت الحالي ينحصر العنف في جنين ونابلس، ولا تدعم السلطة الوطنية، والحزب الحاكم فيها “فتح”، العودة إلى الحرب الشاملة، كما أن تكنولوجيا الرقابة تجعل من الصعوبة بمكان للجيل الجديد من المقاتلين تنظيم أنفسهم. ولم تؤد عملية سفك الدماء إلى حرب شاملة بعد، لكن أحداث العام الماضي تؤشر إلى أن فصلاً جديداً قد فُتح في النزاع الطويل، ولا يعرف مقدماً أي شرارة سيشعل، وبالنسبة لسكان جنين فإن الحياة اليومية قد تحولت إلى ساحة حرب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى