معاشو: استمتعت بتكرار مشاهدة الفيلم المتميز “بوخنشة” ولعدة مرات
أتاح لي صديقي المخرج الشاب الهواري غباري El مشكورا فرصة مشاهدة عمله السينمائي القصير الجديد بوخنشة.
وللصراحة فقد استمتعت بتكرار مشاهدة الفيلم عدة مرات ولم أتمالك نفسي في إبداء انطباعي الأولي حول هذا العمل المتميز.
فأول ما شدني هو الانسجام والتوازن العام الذي أحسست طيلة أزيد من12 دقيقة وهي زمن الشريط.
انسجام سلس بين الصورة والموسيقى يجذبك لعمق فضاء الغابة لتحس بدائية وتوحش بوخنشة وتقترب من الرمزية الخرافية التي نسجت حول هذه الشخصية على مر الأجيال وجعلتها كائنا يرمز للرعب والرهبة.
ثم ما تلبث أن تنجذب لعمق شخصية بوخنشة المشروخة بين بعدها الطفولي المرتبط بالدمى التي تؤثت فضاءه الخاص وتشبع ضمأه العاطفي. وبين بعدها الهمجي المتمثل في التربص لفريسته البشرية والفتك بها دون رحمة.
ثم إن الحوار لا يبرز إلا عند الضرورة ودون حشو. وكأننا في غير حاجة لغير لغة الصورة لاستيعاب قصة بوخنشة وأبعادها المركبة في علاقاتها بفضاء الغابة البكر وبالدمى الطفولية المشنوقة وبالشخصيات المتوترة وبالانتقال لفضاء العمارة حيث تنتهي خرافة بوخنشة وتنتقم منه راوية في فضائلها الخاص.
لقد توفق المخرج في تصوري في حبكة عمله باعتماد مقاربة شاعرية تنتصر لشعرية الصورة وتوفق في اختيار شخصياته وإدارتها بأبعاد تخترق عمقها النفسي.
أعود لأقول أنه مجرد انطباع أولي حول هذا العمل السينمائي القصير.. مع التنويه إلى أنني غير مختص في المجال السينمائي وتقنياته.
شكرا صديقي الهواري على تقاسم عملك الجميل.
