الرئسيةثقافة وفنونشواهد على التاريخ

رحيل الفنان المتعدد المواهب..هكذا كان قدم لحسن زينون سيرته الذايتة “الحلم الممنوع”

توفي أمس الثلاثاء الفنان والمخرج ومصمم الرقصات، لحسن زينون، في إحدى مصحات الدار البيضاء عن سن يناهز 80 سنة، حسب ما علم لدى مقربيه، وكان الراحل مقاوما وصنديدا في الدفاع عن القيم الفنية والجمالية والإبداعية التي كرس مجمل حياته مدافعا عنها وسابحا ضد التيار ومناضلا على الواجهة الثقافية والفنية وغيرها.

كان قدم مصمم الرقصات والمخرج وراقص الباليه، لحسن زينون، في شهر اكتوبر 2021 ببروكسيل، كتابا حول سيرته الذاتية بعنوان “الحلم الممنوع” الصادر عن دار النشر البلجيكية-المغربية “مها إديسيون”.

خلال ذلك  اللقاء الذي نظم بمبادرة من جمعية “وافين يوروب”، تحدث الفنان الراحل المتعدد المواهب عن أهم مراحل حياته المهنية الاستثنائية، وذلك أمام ثلة من الشخصيات المنتمية لعوالم الثقافة، الإعلام والسياسة.

تحدث عن طفولته التي عاشها في الحي المحمدي بالدار البيضاء، إلى غاية انطلاقته في الرقص الكلاسيكي ليصبح أيقونة لهذا التخصص الفني، تشاطر لحسن مع الحضور بعض الحكايات الرائعة التي تستعيد أهم فصول حياته كفنان شغوف وملتزم.

وكان صرح يومها من تلك السنة، أي حوالي 3 سنوات ويزيد لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن “الحلم الممنوع” هو قبل كل شيء كتاب “نابع من القلب”، مضيفا “قلت لنفسي أنه يتعين علي كتابة ما عشته”.


وعلى الرغم من رفض سيناريو فيلم عن سيرته الذاتية قبل خمس سنوات، أصدر لحسن زينون هذا الكتاب أخيرا من أجل التعبير عن ذاته واستعراض تجربته الفنية.

فبين لحظات مشرقة وأخرى عصيبة، استحضر لحسن زينون محطات من مسيرته الفنية الطويلة والغنية، المصحوبة بالنجاحات والإحباطات أيضا.

لكن بحسب الناشرة ميشيل ديسموتس، فإن لحسن زينون “تمكن دائما من النجاح بقوة في تجاوز المحظورات والصعاب، في التحكم بالقدر والعمل دوما على فتح نوافذ جديدة”.

وكانت قالت  في تلك المناسبة أن “هذا الكتاب يعد حقا درسا في الحياة. لحسن فنان حقيقي. وكل واحد من إبداعاته الفنية هو تعبير عن المقاومة من أجل الحفاظ على الموروث الثقافي المغربي والمشاركة في تكوين الفنانين، وأيضا الدفاع عن حرية التعبير الثقافي”.

وأضافت أن “الحلم الممنوع عمل أوتوغرافي، لكنه يتجاوز المسار الفردي للحسن زينون، فهو يسائل الماضي، الحاضر ومستقبل التراث الثقافي المغربي”.

وبالنسبة للناشرة، فعلى الرغم من مظاهر المعاناة، يسلط هذا الإصدار الضوء على المثابرة المذهلة وراء نجاح لحسن زينون.
وبالرغم من أوجه الرفض والعقبات التي واجهها طوال مسيرته، آمن لحسن زينون دوما بحلمه، واستمر في المثابرة حتى أصبح فنانا مرموقا يحظى بالاعتراف.

وبعد خطواته الأولى كراقص في المعهد الموسيقي للدار البيضاء، قضى فترة في بروكسيل وشارلروا من أجل تطوير مهاراته الفنيه. فقد مكنته عزيمته الراسخة من التألق في بلجيكا ليصبح راقصا محترفا بفرقة الباليه الملكي لوالونيا.

وبعد المحطة البلجيكية، عاد إلى المغرب في سبعينيات القرن الماضي من أجل التعريف بالرقص الكلاسيكي في بلاده، مع السعي إلى الحفاظ على موروث الرقص المغربي وإحيائه.


وإلى جانب شغفه الأول: الرقص، أثبت لحسن زينون ذاته في عوالم فنية مختلفة (السينما، النحت، رسم…)، مؤكدا أن هذا التوجه نابع من بحثه الأبدي عن الجمال والذوق.

فمن خلال مواصلة مساره المثير للإعجاب، لا يزال يحمل حلمه المتمثل في النهوض بالفن والثقافة ونقل خبرته إلى الأجيال الشابة.

اقرأ أيضا…

أسس قيد حياته مسرحا للباليه..الموت يغيب صاحب “الحلم الممنوع ” لحسن زينون

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى