الرئسيةحول العالم

مغادرة باكستان إلى فرنسا… “مسألة حياة أو موت”

باريس (أ ف ب) – كان الفرار من طالبان “خيارهن الوحيد”، إلا أن المنفى في باكستان المجاورة تحوّل كابوسا… تروي الأفغانيات الخمس اللواتي أجلين هذا الأسبوع إلى فرنسا ما عشنه خلال أشهر من خوف وقلق، فيما يأملن بمساعدة النساء “العالقات” هناك.

تجلس موجغان ونافين والأخريات في حديقة مركز الاستقبال في ضواحي باريس إلى حيث أجلين قبل يومين.

فبعد ظهر الأربعاء، أجليت خمس أفغانيات مهددات من حركة طالبان بسبب نشاطهن النسوي أو مكانتهن في المجتمع الأفغاني.

وبين هؤلاء موجغان فراجي (32 عاما) وهي أم لثلاثة أطفال رافقوها إلى فرنسا.

غادرت فراجي أفغانستان في أكتوبر 2021، أي بعد شهرين من استيلاء طالبان على السلطة، بعدما طلبت منها الحركة الإسلامية المتشددة “التوقف” عن عملها كصحافية “متخصصة في شؤون المرأة”.

وتروي لوكالة فرانس برس عن عملها كمقدمة برامج تلفزيونية “تلقيت الكثير من التهديدات، خصوصا منذ تظاهرات سبتمبر المطالبة بحقوق المرأة حيث كنت في الصفوف الأولى”.

من جهتها، تعتقد نافين هاشم (31 عاما) أن باكستان كانت “الخيار الوحيد المتاح” لمغادرة أفغانستان.

“المجتمع الدولي تخلى عنا”
وتقول هاشم، المستشارة السابقة لمنظمات غير حكومية، والتي أمضت عامين في باكستان، إن المشاقة تبدأ من الحدود حيث “يمكن أن تتعرض للضرب والاغتصاب” عندما تكون امرأة بمفردها.

وتضيف أنه لاحقا يصبح “الأمر معقدا على كل المستويات. لا يمكننا الحصول على أوراق، ولا نشعر بالأمان، وليس لدينا الحق في العمل، ولا مصدر دخل ولا يمكن للأطفال الالتحاق بالمدارس… لا يمكننا حتى التحدث بحرية ضد طالبان لأن المجتمع الباكستاني يدعم هذا النظام بقوة!”.

وتتابع هاشم “شعرنا بأن المجتمع الدولي تخلى عنا بعدما عملن معه عشرين عاما. كنا شركاء، لكنهم خانونا وتركونا تحت رحمة طالبان” ثم “أصبحنا منسيات” في باكستان.

مع مرور الأشهر، أصبحت مغادرة باكستان “مسألة حياة أو موت”، كما تقول زكية عباسي.

مثل الأخريات، لم تتمكن خبيرة التجميل السابقة هذه التي كانت تدير صالون تجميل في كابول — “آخر مكان كانت تلتقي فيه النساء” — من أن تكون جزءا من رحلات الإجلاء في صيف 2021 إلى دول غربية والتي كانت “معقدة للغاية” في ظل الفوضى التي سادت آنذاك.

“يجب ألا ننساهن”
وتأكيدا لرأيها، تحدثت مدعومة بمقال صحافي، عن لاجئ أفغاني يبلغ 25 عاما انتحر الأسبوع الماضي بالقفز من الطابق الخامس في مبنى في العاصمة الباكستانية إسلام آباد، بعد انتظاره عامين عبثا للحصول على تأشيرة غربية.

وبعد هذا النصر الأول الذي حققته مع هؤلاء الأفغانيات الخمس، تقوم مجموعة “أكويير لي زافغان” (استقبال الأفغانيات) بحملة من أجل إنشاء ممر إنساني “نسائي” للواتي ما زلن عالقات في باكستان.

وقال رئيس المكتب الفرنسي للهجرة والاندماج (أوفيي) ديدييه ليشي الذي نظم هذه العملية لوكالة فرانس برس الاثنين، إن هذا النوع من العمليات يمكن أن “يتكرر”.

وخلال يومين، قدمت الأفغانيات الخمس طلبات لجوء، وهو “شكل من أشكال الترحيب” وفق ماييل لينا، مديرة “فرانس تير دازيل” التي يستضيفهن مركزها.

والآن بعدما أصبحن في أمان، بدأن رسم أحلامهن الأولى التي غالبا ما تكون بسيطة، مثل دراسة الحقوق وإعادة فتح صالون تجميل والعودة إلى الصحافة وإرسال الأطفال إلى المدرسة…

لكنْ هناك حلم واحد يتشاركنه. وتقول نجلاء لطيف (45 عاما)، وهي أول امرأة ترأس كلية في أفغانستان، متحدثة باسم هذه المجموعة “علينا مساعدة النساء العالقات في باكستان، وألا ننساهن. ما زال هناك الآلاف منهن! هل يمكن لفرنسا أن تستقبلهن؟”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى