الرئسيةحول العالم

إسرائيل تكثّف ضرباتها على قطاع غزة ليلا تمهيدا لهجوم بري

رفح (الاراضي الفلسطينية) (أ ف ب) – قصفت إسرائيل قطاع غزة ليل السبت الأحد عقب إعلانها تكثيف ضرباتها تمهيدا لعملية برية، مع دخول الحرب بين حركة حماس والدولة العبرية أسبوعها الثالث عقب هجوم غير مسبوق للحركة الإسلامية الفلسطينية على إسرائيل.

وأعلنت الولايات المتحدة الأحد تعزيز دفاعاتها في الشرق الأوسط على وقع “تصعيد” بين إيران وحلفائها. بينما اتهم اعتبر الجيش الإسرائيلي أن حزب الله اللبناني يسعى إلى تصعيد أكبر في المنطقة الحدودية، محذرا بأن ذلك “سيجرّ لبنان إلى حرب”، وذلك بعد توسّع تبادل إطلاق الصواريخ بين الحزب وإسرائيل.

ودخلت أولى المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة المحاصر السبت، لكن الشاحنات العشرين التي سُمح بدخولها “ليست سوى قطرة في المحيط” بالنظر إلى للوضع الإنساني”الكارثي” ل2,4 مليون نسمة في غزة، وفق ما اعتبرت منظمات دولية.

وشنت حركة حماس في السابع من أكتوبر هجوما على إسرائيل هو الأكثر عنفا في تاريخ الدولة العبرية التي ردّت بقصف مركز متواصل على قطاع غزة وحشد قوات على حدوده استعدادا لعملية برية.

وقُتل 4385 شخصا منهم معظمهم مدنيون في قطاع غزة جراء القصف، بحسب وزارة الصحة التابعة لحركة حماس، فيما قتل أكثر من 1400 شخص في الجانب الإسرائيلي معظمهم مدنيون قضوا في اليوم الأول لهجوم حماس، حسب السلطات الإسرائيلية.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الجنرال دانيال هغاري الليلة الماضية “اعتبارا من اليوم، سنكثّف الضربات ونقلّل (حجم) التهديد”.

وأضاف “سنكثف الهجمات، وبناء عليه طلبت من سكان مدينة غزة أن يواصلوا انتقالهم الى الجنوب لضمان سلامتهم”.

وكان رئيس الأركان الإسرائيلي اللفتنانت جنرال هرتسي هاليفي قال خلال تفقدّه أحد ألوية المشاة أمس “سندخل غزة”، مضيفا “غزة مكتظة بالسكان. العدو يحضر أشياء كثيرة هناك، لكننا أيضا نستعدّ لهم”.

وتابع “سندخل من أجل مهمة عملانية، محترفة، بهدف تدمير إرهابيي حماس والبنية التحتية لحماس. وسنظل نتذكر أيضا صور من قتلوا يوم السبت قبل أسبوعين”، أي في السابع من تشرين الأول/اكتوبر، تاريخ بدء هجوم حماس.

ويرى محللون أن العملية البرية الإسرائيلية إن حصلت لن تكون نزهة، إذ سيكون على الجنود الإسرائيليين مواجهة حرب شوارع وشبكة أنفاق حماس.

وكانت إسرائيل طلبت من سكان شمال غزة البالغ عددهم أكثر من مليون شخص التوجه جنوبا “حفاظا على سلامتهم”.

قطر تتوسط للافراج عن الرهائن
وتحتجز حماس أكثر من مئتي رهينة من جنسيات عدة، وفق السلطات الإسرائيلية، اقتادتهم معها بعد توغلها في بلدات وتجمعات سكانية إسرائيلية ومهاجمتها مقار عسكرية خلال هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر.

وأفرجت مساء الجمعة عن رهينتين أميركيتين بوساطة من قطر التي أعلنت إمكانية إطلاق سراح آخرين “قريبا جدا”.

وشدّدت إسرائيل بعد بدء هجوم حماس حصارها على القطاع الذي يقطنه قرابة 2,4 مليون شخص، وقطعت إمدادات الماء والكهرباء والوقود والمواد الغذائية.

وبعد ضغوط دولية كثيفة وطلب أميركي، سمحت إسرائيل بدخول عشرين شاحنة محمّلة بالغذاء والماء والدواء السبت عبر معبر رفح مع مصر.

وأٌغلق المعبر سريعا من دون أن يخرج أي شخص من القطاع.

وحذّرت خمس وكالات تابعة للأمم المتحدة أن الوضع الإنساني في غزة كان “بائسا” قبل النزاع، مضيفة “إنه اليوم كارثي”، داعية المجتمع الدولي الى “القيام بالمزيد” لمساعدة سكان غزة.

واعتبر مدير الطوارئ في منظمة الصحة العالمية مايكل راين “إنّ عشرين شاحنة هي قطرة في محيط من الحاجة الآن في غزة”، مشيرا الى ان الحاجة هي الى 2000 شاحنة.

ورغم الإنذار الإسرائيلي للسكان بمغادرة مدينة غزة في الشمال والتوجه جنوبا، يطال القصف الإسرائيلي بانتظام مناطق جنوبية.

ويُعتقد أن مئات آلاف المدنيين لا يزالون في مدينة غزة ومحيطها، غير راغبين أو قادرين على المغادرة.

ولا يعرف العديد من الناس المصدومين أين يذهبون لحماية عائلاتهم.

بين أنقاض أبراج الزهراء التي سويت بالأرض، قال رامي أبو وزنة “لم أتخيل حدوث ذلك في أسوأ كوابيسي، لماذا قصفونا؟ نحن مدنيون عزل، أين سنذهب؟”.

وتقول الأمم المتحدة إن عشرات الجثث المجهولة الهوية دُفنت في مقبرة جماعية في مدينة غزة لعدم توفر برادات.

على الجهة الأخرى من حدود غزة في كيبوتس بئيري حيث قتلت حماس أكثر من 10 بالمئة من السكان، وفق السلطات الإسرائيلية، تقام الأحد جنازات للضحايا.

وقال رومي غولد (70 عاما) لفرانس برس إن الأهالي يجدون صعوبة في فهم ما حصل.

وأضاف “أُطلقت النار على عائلات بأسرها أو ذُبحت أو أُحرق أفرادها أحياء”، معتبرا أن الهجوم البري لغزة “لا يأتي بالسرعة الكافية (…). ينبغي القيام بأمر ما”.

– “لعبة خطيرة للغاية” –

في الضفة الغربية المحتلة، قتل عشرات الفلسطينيين على أيدي قوات إسرائيلية أو مستوطنين منذ اندلاع الحرب عقب عملية حماس، وخلال مواجهات حصل فيها إطلاق نار من الجانبين. وأعلنت إسرائيل الأحد أنها قتلت “إرهابيين” في ضربة جوية على مسجد في جنين السبت.

واستهدفت الضربة مسجد الأنصار الذي قال الجيش الاسرائيلي “إن الإرهابيين كانوا يستخدمونه مركز قيادة للتخطيط لهجمات وقاعدة لتنفيذها”.

وقتل أكثر من ثمانين شخصا في الضفة الغربية منذ بدأت الحرب بين إسرائيل وحركة حماس.

ويثير النزاع مخاوف من حرب إقليمية أوسع نطاقا.

وقالت واشنطن إنها ستنشر منظومات دفاع والمزيد من القوات لحماية الجنود الأميركيين في المنطقة. وكانت الولايات المتحدة أرسلت حاملتي طائرات الى منطقة الشرق الأوسط بعد بدء الحرب.

وقال البنتاغون إنه وضع “عدد إضافيا من القوات في تأهب استعدادا للانتشار” من دون تحديد عددهم أو موعد انتشارهم.

واتهم الجيش الإسرائيلي الأحد حزب الله اللبناني بالسعي إلى تصعيد العسكري في المنطقة الحدودية، محذرا بأن ذلك “سيجر لبنان إلى حرب”، وذلك بعد تجدد تبادل إطلاق الصواريخ بين إسرائيل والحزب.

وحذر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي جوناثان كونريكوس عبر منصّة “إكس” بأن “حزب الله يعتدي ويجرّ لبنان إلى حرب لن يجني منها شيئا، إنما قد يخسر فيها الكثير”.

وأضاف أن “حزب الله يلعب لعبة خطيرة للغاية، إنه يصعّد الوضع، نرى هجمات متزايدة كل يوم”.

وقال كونريكوس “هل الدولة اللبنانية مستعدة حقا لتعريض ما تبقى من ازدهار وسيادة اللبنانيين من أجل إرهابيي غزة والدولة الإسلامية في غزة؟”.

ووقع تبادل إطلاق صواريخ السبت بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله، ما أدى إلى مقتل ستة من عناصر الحزب وعنصر من حركة الجهاد الإسلامي في جنوب لبنان.

وأعلن الجيش الإسرائيلي إصابة ثلاثة من جنوده، جروح أحدهم خطيرة. كما أصيب عاملان زراعيان تايلانديان.

وأعلن الجيش الإسرائيلي صباح الأحد أن قواته “رصدت خلية إرهابية تحاول إطلاق صواريخ مضادة للدروع باتجاه منطقة أفيفيم على الحدود مع لبنان”.

وتابع البيان أن “الجنود شنوا ضربة على الخلية قبل أن تتمكن من تنفيذ الهجوم”.

وقال نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم السبت “نحن معنيون ونحن جزء من هذه المعركة، ليكن واضحاً، كلما تتالت الأحداث ونشأ ما يستدعي أن يكون تدخلنا أكبر، فسنفعل ذلك”.

وأخلت إسرائيل عشرات التجمعات السكنية في شمال إسرائيل، وفرّ آلاف الأشخاص في لبنان من المنطقة الحدودية إلى مدينة صور الجنوبية، ومناطق أخرى.

وقال مصطفى السيد الذي فرّ من قرية حدودية ولجأ مع عائلته الكبيرة إلى مدرسة في صور “إذا قامت القيامة، كيف لي أن أحمل الأطفال وأغادر بهم؟ وجدت من الأفضل المغادرة قبل أن تقع المصيبة”.

في سوريا، خرج مطارا دمشق وحلب (شمال)، عن الخدمة الأحد جراء تعرضهما لقصف إسرائيلي متزامن أدى الى مقتل مدني، كما أعلنت وزارة النقل تحويل الرحلات الجوية من المنشأتين.

وهي المرة الثانية التي يستهدف قصف إسرائيلي المطارين بشكل متزامن ويخرجهما عن الخدمة منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس. كما استهدف مطار حلب وحده مرة أخرى.

وخلال السنوات الماضية، نفذت إسرائيل عددا كبيرا من الغارات على مواقع عدة في سوريا بينها نقاط عسكرية ومطارات. ويقول المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي له شبكة مندوبين واسعة في سوريا، بأنها كانت تستهدف غالبا مواقع وأسلحة لحزب الله الذي يقاتل في سوريا الى جانب قوات النظام السوري منذ بدء النزاع في هذا البلد في العام 2011.

وتكثفت الحركة الدبلوماسية خلال الأيام الماضية من دون التوصل الى شيء ملموس على صعيد مسألة وقف إطلاق النار.

في قمة دولية “من أجل السلام” عقدت في القاهرة السبت، حضّ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غويريش الطرفين على وقف إطلاق النار “لإنهاء هذا الكابوس المروع”.

ولم يصدر بيان ختامي عن المشاركين الذين كان بينهم مسؤولون أوروبيون وعرب، بل نشرت مصر عوضا عن ذلك بيانا قالت فيه “إن المشهد الدولي عبر العقود الماضية (…) اكتفى بطرح حلول موقتة ومُسكنات لا ترقى لأدنى تطلعات شعب عانى من الاحتلال الأجنبي”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى