الرئسيةثقافة وفنون

المهرجان الدولي للفيلم في نسخته الـ 20 ينعش الحركة الاقتصادية والسياحية بمراكش

تعيش مدينة مراكش وساحتها التاريخية والأسواق المحيطة بها، خلال هذه الأيام، التي تتزامن مع تنظيم الدورة 20 من المهرجان الدولي للفيلم، انتعاشة كبيرة وطفرة مهمة من الناحية الاقتصادية، مما ساهم في خلق رواج يؤشر على انتعاش سياحي مهم تسجله المدينة الحمراء، مع تنظيم عدد من الملتقيات والتظاهرات الدولية التي ساهمت في زيادة تدفق الأجانب على المدينة السياحية الأولى في المغرب.

بالرغم من إلغاء عروض أفلام دورة هذه السنة من المهرجان الدولي للفيلم المبرمجة خارج المسابقة الرسمية، بساحة جامع الفنا العالمية، لأسباب وصفت ب”الأمنية”، وهو تقليد دأبت عليه مؤسسة المهرجان لعدة سنوات، فإن المهرجان الدولي للفيلم يساهم في تحريك عجلة الاقتصاد والسياحة بساحة جامع الفنا، والأسواق المحيطة بها لترتفع الإيرادات بشكل ملحوظ، وتعيد الساحة التاريخية مكانتها كأول قبلة للسياحة الوطنية وتعزز تمركزها ضمن المواقع التاريخية الأكثر جاذبية للسياح في العالم باعتبارها تدخل ضمن قائمة الساحات المصنفة ضمن التراث الثقافي اللامادي لليونسكو.

ولا يمكن للزائر أن يعرج على مدينة مراكش دون زيارة ساحة جامع الفنا والأسواق المحيطة بها، والتنقل إلى فضاءات أخرى وسط صهيل الخيول التي تجر العربات وأصوات حوافرها وهي تجوب الشوارع الرئيسية بالمدينة وتحمل السياح من مكان إلى آخر.

وتمنح ساحة جامع الفنا لزوارها مغاربة وأجانب، فضلا عن كونها نواة اقتصادية مهمة، سهرا جميلا بصخبه وسحره وأضوائه، وسمرا يصعب وصفه، حيث تمثل أحد الفضاءات ذات الطابع الثقافي والسياحي التي يقف من خلالها الزوار على العديد من التقاليد الشعبية التي تزخر بها الثقافة المغربية (الحكواتيين والمجموعات الموسيقية والألعاب البهلوانية وغيرها من الفرق الشعبية المنتشرة داخل هذه الساحة).

وحسب عدد من المهتمين بالشأن السياحي، فإن مدينة مراكش سجلت خلال شهر أكتوبر المنصرم، وشهر نونبر الجاري، زيادة في تدفق السياح الأجانب، مع تنظيم عدد من الملتقيات والتظاهرات الدولية، مشيرين إلى أن المهرجان الدولي للفيلم، أحد أكبر مواعيد السينما في العالم، ساهم في إنعاش الحركة السياحية والاقتصادية بالمدينة الحمراء، لتترسخ بذلك المكانة المتميزة التي تحظى بها مدينة مراكش على الصعيدين الوطني والدولي باعتبارها الوجهة المفضلة لدى العديد من السياح المغاربة والأجانب.

وتوحدت آراء مجموعة من السياح الأجانب في تصريحات متفرقة ل”الصحراء المغربية”، حول المهرجان الدولي للفيلم والمكانة المتميزة لساحة جامع الفنا.

وفي هدا الإطار، يقول السائح الشاب طوني (29 سنة) القادم من لندن، والذي يزور مراكش للمرة الأولى “أنا مندهش بسحر ساحة جامع الفنا ومدرسة ابن يوسف، أحد المعالم التاريخية للمدينة، وبدقة التفاصيل المعمارية، افتقدت مثل هذه الرحلات لاكتشاف ثقافات أخرى”.

وعبر السائح البريطاني عن سعادته بتواجده في مراكش لمتابعة فقرات المهرجان الدولي للفيلم، والذي يتضمن أفلاما جد مهمة فضلا عن حضور متميز لفنانين مرموقين على الصعيد العالمي.

من جانبه، عبر الفرنسي ستيفان، عن سعادته وهو يتابع فيلم مشترك بين اسبانيا والبرتغال وفرنسا “قبل كل شيء ليلا” لمخرجه فيكتور إيريارتي ضمن أفلام القار11 في قاعة العروض لمتحف سان لوران، مبرزا في هذا السياق، أن المتحف أتاح له فرصة لقاء أعمال إيف سان لوران، وصور الممثلين الفرنسيين من نظير كاترين دينوف، وأسماء مخرجين فرنسيين وممثلين طبعوا الحياة السينمائية العالمية.

وأشار الاسباني أنطونيو إلى أنه بالنظر الى عشقه وولعه للفن السابع، فان المهرجان الدولي للفيلم بمراكش أصبح موعدا بارزا في الأجندة السينمائية الدولية ضمن سلسلة المهرجانات العالمية للفن السابع، وبالتالي فإن زيارته لمراكش وساحة جامع الفنا خلال هذه الفترة ستمكنه من الاستمتاع بفقرات هذا المهرجان وبالأفلام التي ستعرض به.

وتتميز دورة 2023 من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش بوجود عدد من المهنيين المرموقين الذين يواصلون بموهبتهم وإبداعاتهم كتابة تاريخ السينما، ويبقى المهرجان الدولي للفيلم قيمة خاصة تزداد بازدياد عدد نجومه ومشاهيره، لأنهم وجدوا فيه فرجة السينما العالمية بجميع أصنافها، كما وجدوا فيه الجمهور المحب المتعطش لرؤيتهم والمتتبع لأعمالهم، ووجدوا أيضا المدينة الساحرة بأضوائها ومعالمها وشمسها الدافئة، لتحول كل تلك العوامل مهرجان مراكش إلى أهم مهرجان ضمن التظاهرات السينمائية العالمية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى