الرئسيةثقافة وفنوندابا tv

السينما و فيلم أعجبني..”الفصيلة” قصة فيلم مكتوب بالدم في حرب مجنونة وغير مفهومة+فيديو

هذه المادة يتم إنجازها بشكل مشترك بين ّدابا بريس” ومجموعة عشاق الفن السابع التي يديرها الكاتب عبد العزيز كوكاس.

 

 

حلقة اليوم “الفصيلة” قصة فيلم مكتوب بالدم في حرب مجنونة وغير مفهومة

الكوكاس
بقلم الاعلامي والكاتب عبدالعزيز كوكاس

شكلت حرب فيتنام في أذهان الأمريكيين في الستينيات والسبعينيات من القرن مركز جرح نرجسي ولكن فقط الجندي الذي قاتل في تلك الحرب فهم الجنون الحقيقي الذي كان في فيتنام.. فيلم “الفصيلة” “Platoon” الذي تم تصويره عام 1986 من إخراج العملاق أوليفر ستون يروي القصة المروعة لحرب فيتنام التي لم يفهمها الجمهور الأمريكي.

توم بيرنجر الذي يلعب دور الرقيب المطلع بارنز، تم ترشيحه في أفضل ممثل مساعد إلى جانب ويليام ديفو الذي يلعب دور الرقيب إلياس. تشارلي شاين يلعب دور كريس تايلور المتدرب المثالي الذي ترك الكلية والتحق بالجيش وأرسل لفيتنام. كل هؤلاء الجنود لم يكونوا على علم بالجحيم الذي سيذهبون إليه، ولا يُمنحون سوى القليل من الوقت للاستعداد.

يظهر فيلم “الفصيلة” كيف أثرت الحرب على الجنود، الذين لم يشعروا أنهم كانوا يقاتلون لسبب معقول. تعرض قصة الفيلم تجربة فيتنام من وجهة نظر الجندي.

لم يكن مهتما بعرض المعارك بل بإظهار المعضلات الأخلاقية التي واجهها الجنود. لا يمجد أوليفر ستون الحرب في فيتنام. بقدر ما يبرز عبر نظرة شجاعة ما تحمل الجنود أثناء خدمتهم لبلدهم.

في الفصيلة يأتي الجنود من جميع مناحي الحياة يتشاركون نفس الرغبة في قضاء وقتهم والابتعاد عن القتال ما أمكن. لكن لن يسلم جندي واحد في غابة الحرب، خرج الأحياء منهم بعقول مشوهة ونفسيات معطوبة بسبب ويلات الحرب.

يتلاشى بارنز وآخرون في تيه الغابة بينما كان يقضي تايلور وقته في الحنين إلى الوطن وتخفيف عبء القتال عن رفاق السلاح. في حرب لا توجد فيها خطوط معركة محددة فالعدو ينتشر في كل مكان.. الخط الفاصل بين الخير والشر غير واضح أو غير موجود في هذا الفيلم.. يمثل الرقيب إلياس دور قائد حنون وذكي يبتعد عن الواقع من خلال استهلاك المخدرات بشراهة.. لا يوجد أبطال حقيقيون في هذا الفيلم ولا أشرار حقيقيون. هناك فقط مجموعة من الرجال الخائفين يقاتلون من أجل البقاء بطرقهم الخاصة وعدّ الأيام حتى يتمكنوا من مغادرة هذا الجحيم.

صور الفيلم بأكمله في غابة كثيفة مع العشب الطويل والمناظر الطبيعية الجميلة. جميع الجنود مجبرون على السير في الغابة مع الحشرات القارضة وأسلاك التعثر الخفية. تتحرك الكاميرا دائمًا لإعطاء إحساس بالارتباك.

إن طلقات الرجال الجرحى وهم يصرخون وإطلاق النار المستمر يجعلك تشعر وكأنك في شراك العنف والبارانويا التي ابتلي بها الجنود الأمريكيون الذين لا يعرفون من أين يطلع عليه الفيتناميون.

تمت الإشادة بفليم بلاتون “الفصيلة” عند إصداره كأول نظرة أصيلة لما حدث في فيتنام بعد نهاية الحرب. تم ترشيحه للعديد من الجوائز وحصل على جوائز الأوسكار لأفضل فيلم وأفضل مونتاج وأفضل صوت وأفضل مخرج. لقد شكل فيلم ستون وثيقة مكتوبة بالدم.

موعدنا في القادم مع “فيلم أعجبني:

فيلم “القارئ”.. القراءة بلسم ومصيدة، وهي أول باب للحقيقة مهما كانت مفجعة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى