الرئسيةثقافة وفنون

“من غزة إلى شكسبير”.. عرض لفنانين من جنوب إفريقيا بمبادرة من “عشتار”

قدم فنانون في كيب تاون، في الأول من يناير الجاري، عرضاً بيعت تذاكره بالكامل، تحت عنوان "من شكسبير إلى غزة"، وجهت عائداته كلها، بالإضافة إلى تبرعات جمعها هؤلاء، إلى مبادرة إعادة التأهيل النفسي والاجتماعي التابعة لمسرح عشتار في رام الله.

وقال الفنانون في بيان إن عرض “من شكسبير إلى غزة” هو “استجابة فنية متواضعة للإبادة الجماعية التي تتكشف في غزة”، حيث يشن الاحتلال الإسرائيلي عدواناً على الفلسطينيين منذ السابع من تشرين الأول الماضي، خلّف أكثر من 22 ألف شهيد، معظمهم من الأطفال والنساء، وأنه دعم “لتحرير الفلسطينيين ومقاومتهم”.

وكان مسرح عشتار قد أطلق دعوة، في نوفمبر، “إلى جميع أصدقائه وصنّاع المسرح في جميع أنحاء العالم، لقراءة أو أداء مونولوجات غزة، في إلىوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وهو يوم مهم لأولئك الذين يقدرون العدالة والمساواة والحرية للشعب الفلسطيني”، مضيفاً أن “مونولوجات غزة هي شهادات كتبها “شباب عشتار” من غزة، وعُرضت للمرّة الأولى في العام 2010، بعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة نهاية العام 2008 ومطلع العام 2009، ولا تزال هذه المونولوجات تحاكي، ولو جزءاً يسيراً، ممّا يحدث جرّاء جرائم الإبادة الجماعية الإسرائليية في قطاع غزة، بحيث سلطوا، وقتذاك، الضوء على أهوال وآمال وصمود سكان غزة الشجعان أمام جمهور أوسع، مُبرزين أصوات الأطفال والناس في غزة.

وعنوان العرض الذي أقيم في جنوب أفريقيا مستلهم من “مونولوج” كتبه الممثل والمخرج الفلسطيني علي أبو ياسين تحت القصف والنزوح المتواصل في غزة، تحت عنوان “من غزة إلى شكسبير”.

وكتب أبو ياسين، في الخامس من نوفمبر الماضي: “كيف لك أن تكون حاضراً بعد أكثر من 500 عام. تقفز أمام عيوني مع كل صورة، مع كل صرخة أسمعك تصرخ مع الأطفال وتشارك الأمهات بكاءهن.. ترتدي الأسود كوالد هاملت.. تخرج من تحت الأنقاض حاملاً لعبة طفل.. تظهر من فوق أجراس الكنائس تقرعها محذراً من تدميرها شاخصاً فوق مئذنة لم يتبق من المسجد سواها..

تحاول أن تسعف من سقطوا في باحة مستشفى. توجد في كل مكان وكأنك انقسمت مجموعة أشباح لتجبر العالم أن يوقف ما يحدث في غزة من مجازر وتطهير عرقي.. هذه ليست حرباً، بل شيء آخر حينما تنبأت الساحرات بتحرك غابة إيل إلى قصر الملك ماكبث.. كأنك تتنبأ بتحرك مدينة غزة بعد كل هذا الدمار والموت إلى البحر..

لم يتبقَ منزل أو مبنى إلا ودمر فوق ساكنيه، وكأنك تنبأت بتحرك غزة إلى البحر، ولكن حينما تحركت الغابة كان النصر حليف الجنود. هل ستكون المباني المدمرة المحملة بالإسمنت والحديد وآلاف الجثث التي ما زالت تحت الأنقاض من الأطفال والنساء والشيوخ والآباء.

وأضاف أبو ياسين: كل تلك الأرواح الطاهرة التي حتماً سوف تجرف بعد انتهاء الحرب إلى البحر كعادة كل المباني بعد كل حرب. ولكن الاختلاف هذه المرة أن المباني امتزجت من لحم ودم، وسوف تعمد بالبحر، وكأن ثمن حريتنا التي ناضلنا من أجلها أكثر من 75 عاماً كان هذا التعميد نحو الحرية، متسائلاً: هل تم التخطيط لكل ما يحدث؟ وهل يا شكسبير كنت تعلم أن ثمن الحرية تحرك المدن والغابات وأن المياه الساكنة هي مياه آسنة؟.. نعم إذا كان هذا ثمن حريتنا وكرامتنا سوف ندفعه بكل تقدير واحترام ورغبة بالذهاب نحو الشمس.. هل كان ضمن الحركة الطيران أيضاً؟ طيران جسد صديقي ماجد في الهواء 100 متر لينتهي جسده في شرفه شقة ممزقاً إثر صاروخ قتله و120 شخصاً من عائلته”.

وختم: “كيف لك يا شكسبير أن تكتبنا في روميو وجولييت وتحذرنا من بشاعة النزاع والحرب بين أبناء العمومة وأن الجميع سوف يدفع الثمن. اختلفت الرؤية يا صديقي، لقد صارت أصعب كثيراً.. صوت الصواريخ يجعل القلب يقفز رعباً.. رائحة البارود والدخان المسرطن التي تخترق رئتيك عنوة.. قنابل الفوسفور المحرّم دولياً تحرق الأخضر واليابس.. رؤية أحبائك وهم أشلاء.. قلبك الذي يتمزق كل يوم ألف مرة، وكأنه قطعة مطاط.. انهض يا شكسبير.. ساعدني يا صديقي.. لقد تعبت فعلاً.. قاوم بقلمك الحكيم المليء بالحب والفرح والثورة والإنسانية والأمل والحرية، علّنا نصبح كلّنا إخوة تحت تلك السماء الزرقاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى