الرئسيةرأي/ كرونيكميديا وإعلام

انتبه إنها تردح.. قل: حماس إرهابية وإلا!

بقلم الصحافي المصري سليم عزوز

انتبه إنها تردح.. وللعرب العاربة، الذين لا يعرفون معنى الردح، عليهم تذكر مجمل أداء الفنانة عبلة كامل في فيلم «خالتي فرنسا»، فقد كانت فيه تمارس الردح على أصوله، وحسب المعايير الدولية!

وعلى ذكر الفنانة القديرة، فقد سبق أن كتبت هنا عن زهدها في اللقاءات التلفزيونية، وقد جرى العرف أنه عقب شهر رمضان، تستضيف القنوات التلفزيونية نجوم الأعمال الدرامية، التي عرضت خلال الشهر الكريم، إلا عبلة كامل، فإنها تعتذر ولا تبدو معنية بالأمر، وقد طلبت منها رئيسة تحرير إحدى المجلات المهمة، عقب مسلسل «لن أعيش في جلباب أبي»، أن تختصها بحديث لمقابلتها، تجريه إحدى المحررات في المجلة، لكنها اعتذرت لها، فليس لديها ما تقوله؟!

وبعد ذلك شاهدتها في بداية عملها بالتمثيل في مقابلة قديمة مع برنامج «زووم» لسلمى الشماع، وكانت خشنة في ردودها، سواء كان السؤال موجهاً لها، أو لزميلة لها، في كواليس أحد الأعمال، وقد أعادت قناة «ماسبيرو زمان» عرض اللقاء، فعلمت كيف أنها تعرف حدودها عندما تعتذر عن المقابلات للصحافة والقنوات التلفزيونية، فقد تسيء لنفسها دون أن تدري!

بيد أني شاهدت لها مقطعاً من مقابلة مع عماد أديب، في البرنامج الذي كان يقدمه على قناة سعودية مشفرة، ولا نعرف كيف أمكنه التأثير عليها لتقبل ذلك، ومعلوماتي أن المكافأة التي كان يعرضها على بعض الأشخاص كانت مغرية، وقد عرض على المستشار سعيد العشماوي مبلغاً كبيراً، ومع ذلك اعتذر له، وأحد الأصدقاء أعاد نشر مقال للراحل جلال كشك، قال فيه إن العشماوي واحد من الذين يسبون الدين (أتحفظ على القول)، من أجل الشهرة والمال. والرجل هنا رفض الشهرة والمال معاً، لأن اعتزازه بكرامته كان أكبر من أي اغراء آخر!

وعندما سألته لماذا لم يقبل؟ أجابني وماذا كسبت لو جيء باتصال على الهاتف يستهدف اهانتي؟ وكان مشروعه الفكري ضد الإسلام السياسي ومقولاته.

ولهذا لم يكن يندفع إلى مثل هذه المقابلات، إلا بعد ثقته في من يحاوره، وعندما شاهدته بعد الانقلاب ضيفاً على لميس الحديدي، قلت: لقد تغير الصديق القديم. وقد مات بعد ذلك بشهور قليلة. نحس لميس هذه، فقد حاورت هيكل فمات، وحاورت العشماوي فمات، وحاورت غيرهما فماتوا بالحياة، واللهم حوالينا لا علينا!

الثور الهائج في الأستوديو

ما علينا، فقد ردحت المذيعة البريطانية لضيفها، والذي كان من حسن حظه، أنه ليس في الأستوديو، وإلا لافترسته وأشبعته ضرباً، وقد بدت ثوراً هائجاً، ضخما من المشهد أنها امرأة متينة، تتسم ببسطة في الجسم، مفتولة العضلات، نسفت حلة محشي للتو، وتريد أن تهضم بالمشاجرة مع ضيوفها، إذ اختلفوا معها في الرأي!

ولعل هذه العملاقة، وغيرها من العملاقات اللائي يظهر على شاشات المحطات التلفزيونية الغربية، إشارة للمسؤولين عن الشاشات العربية، بأن المقاييس القديمة للاختبار قد تجاوزها الغرب، الذي يصدر لنا معاييره، وكم من متقدمة للعمل التلفزيوني وقد رُفضت لزيادة الوزن، وكم من مذيعة حرمت نفسها من ملذات الحياة الدنيا، لأن في السمنة نهاية للظهور التلفزيوني، وها نحن نشاهد مذيعات غربيات تجاوزن هذه المعايير الشكلية، فماذا يفيد المرء أن يعمل مذيعاً، ويحرم نفسه من طبق كشري يتبعه طبق أرز باللبن والمكسرات!

أعتذر، فيبدو أنني جائع، فأنا أكتب هذا المقال على لحم بطني، وقديما قال السلف الصالح: الطريق إلى الرجل يبدأ من معدته!

ينصح المذيعون التقليديون، الذين هم من زمن فحت البحر، في دروسهم من يتقدم للعمل التلفزيوني، أن يدخل للأستوديو بمعدة فارغة، ليخرج الصوت من البراح للبراح، وكانت أم كلثوم لا تأكل في يوم حفلتها إلا ربع فرخة مسلوقة قبل الموعد بأكثر من أربع ساعات مع طبق حساء، فيجلجل صوتها، ولو وقف المرء يتكلم وليس ليغني لطب ساكتاً، مع هذا الجوع الكافر.

والحمد لله، أنا لست مذيعاً، ولست مغنياً، إذاً لكانت أيامنا غبراء، وإن كان الأمر مختلفا لدى قراء القرآن الكريم، إنهم لا يحيون حفلاتهم في المآتم إلا بعد عشاء بما لذ وطاب، فيتجلى الصوت، وتصلب الحنجرة طولها!

بيد أن المقاييس القديمة انتهت ولا أتصور المذيعة البريطانية إلا أنها جاءت للأستوديو بعد عشاء احتوى على المحمر والمشمر، لذا تمكنت من أن تمارس الردح مع ضيفها، وكانت قوية وعفية، لزوم ما يلزم!

حماس إرهابية!

كان الحديث عن الحرب على غزة، وتريد المذيعة أن تأخذ من ضيفها اعترافاً أن حماس حركة إرهابية، والرجل يقول لها إن إسرائيل تحتل فلسطين منذ (75) سنة، وإنها تحاصر غزة، وتقتل أطفالها، لكن رأسها وألف سيف فقد قاطعته من أجل أن تنتزع منه اعترافاً بما تريد، فلما لم يستجب لطلباتها، هاجت وماجت، والحقيقة هي أنها كانت هائجة ومائجة وهي تطلب هذا الطلب، ومن ثم أنهت المقابلة بعجرفة، وهي على الوضع ذاته ثور هائج، مستعد لتحطيم أي شيء!


لتذكرنا بالمستوى نفسه في الأداء، والعنف اللفظي، من مذيعة خواجاية أيضا لمصطفى البرغوثي، ونشر أن كثيرين تقدموا ببلاغات لجهات ضبط الجودة وعقاب المخالف، لكن لا نعرف مصير هذه البلاغات، والمؤكد أن مصيرها سيكون سلة المهملات، على نحو كاشف أن المعايير المهنية القديمة لم تعد هي السارية، وربما هذا ما يفسر هذا العنف الذي يمارسه بعض مقدمي البرامج في قنوات تلفزيونية أوروبية، وانهاء المكالمة، ومحاولة فرض رأي على لسان الضيف، ليكون السؤال مذيعات هؤلاء أم محمد علي كلاي، وأستوديو هذا أم حلبة مصارعة؟!

لتنتهي مرحلة أن الضيف هو ضيف للمذيع في بيته، وبالتالي لا يجوز تبكيته أو اهانته، وعاد زمن الرأي الواحد، فإما أن يكون الضيف على هوى المذيعة، وإلا وجب انهاء المكالمة. وقد بدت الشاشات الغربية في الحرب على غزة، في حالة عكشنة، نسبة لتوفيق عكاشة، وفي مرحلة ما بعد المهنية!

لقد تطور الموقف، فلم تعد المذيعة هي التي نعرف، من أخذ الضيف على «كفوف الراحة»، وذكر التعريف الذي يريد ولو كان محمود إبراهيم نائب رئيس مركز دراسات الاتحادية، دون أن يكون للمركز وجود، ودون أن يكون هناك رئيس للنائب!

والحال كذلك، وإذ ليس لائقاً أن يدخل الضيف الاستوديو وفي جيبه مطواة «قرن غزال»، لمجابهة عملية افتراسه، لا سيما وأن المقابلات تكون غالباً عن بعد، كما في حالة الحلقة موضوع المقال، وكذلك حلقة مصطفى البرغوثي، فالواجب يحتم على الضيف أن يضع في جيبه قطعة قماش حمراء، وعند أي اندفاع من المذيعة يرفعها في وجهها!

في فقه التعامل مع الثور، يمكن لأي ريفي أن يفتي، وقد شاهدت الحالة بأم عيني أكثر من مرة، فالثور الذي يربى في مكان مغلق لمدة عام، قبل ذبحه أو بيعه، يحدث، ونتيجة خطأ، أن يغادر للشارع، ويطيح بكل ما يقابله، إنها لحظة جنون، لا تشلها إلا قطعة قماش حمراء، توضع على عينه فتشل حركته، ويستسلم تماما.
ولهذا جاء في الأثر: إذا كان حبيبك ثوراً.. البس له أحمر»!

أحمد موسى ولميس الحديدي وزوجها عمرو أديب قفزوا من محررين مبتدئين لنجوم بطريقة تثير علامات الاستفهام (الجزيرة)

أرض ـ جو

تختلف عزة مصطفى، مذيعة التلفزيون المصري قبل سن التقاعد، ومذيعة قناة «صدى البلد» بعد هذا السن، عن «قصواء عبد الرؤوف»، و»منى الشاذلي»، فعزة تملك «شاسيه» مذيعة، أو الشكل الخارجي للمذيعة Caver، فلديها قبول على الشاشة حتى بعد التقاعد الوظيفي، وتعرف كيف تضبط حركتها، وكيف تقطع الكلام؛ من التقطيع، فتكون الحروف مرتاحة وليست قلقة، لكنها متواضعة في مجال الوعي العام، مما يجعلها أداة طيعة، ومثاراً لسخرية أهل الحكم بوصفها بـ «البت عزة»!

وحاشانا أن نصفها بذلك، فهي عندي مذيعة لها احترامها، حتى مع استضافتها لمن جاءت تنشر الشعوذة، بالقول إن لزيادة المال لا بد من قراءة سورة «قريش» عليه، أو على البطاقات البنكية، وواضح أن أولي الأمر منها في أزمة يريدون شغل الناس بقصص للإلهاء، ولم تنجح محاولة جذب الانتباه بالإعلان عن طلاق شيرين وحسام حبيب، والبلد تعاني أزمة اقتصادية طاحنة، ثم إنهم سيعلون عن صفقة بدأوا بالتمهيد لها منذ فترة، وبشر رئيس الوزراء بالإعلان عن تفاصيلها لاحقاً.

لماذا لا تقرأ الحكومة سورة «قريش» على الموازنة العامة للدولة؛ لعل وعسى!؟

المصدر: القدس العربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى