تحتفل جمعية “كلي”، يومه في 14 مارس 2024، باليوم العالمي للكلى، تحت شعار “صحة الكلى للجميع: تعزيز الوصول العادل إلى الرعاية والاستخدام الأمثل للأدوية”.
وأوضح بلاغ للجمعية أن هذا الحدث، ككل سنة، يشكل فرصة جديدة لجمعية “كلي” لرفع مستوى الوعي العام حول تأثير أمراض الكلى التي تصيب أكثر من مليوني مغربي، وللتأكيد على أهمية الفحص والتشخيص المبكر لتجنب أو تأخير غسيل الكلى.
وأضاف البلاغ، الذي توصل “إحاطة.ما” بنسخة منه، أن جمعية “كلي” تعمل، من أجل زيادة الوعي بأهمية هذا الموضوع، على تسليط الضوء على الجوانب المختلفة المتعلقة بأهمية ذلك العضو في جسم الإنسان، وتسليط الضوء على الوعي بالسلوكيات الوقائية، وعوامل الخطر، والوعي بكيفية التعايش مع مرض الكلي للمصابين. وبالتالي، فإن الاحتفال باليوم العالمي للكلي اليوم له صدى خاص جدًا من أجل تعزيز الوصول العادل إلى الرعاية والاستخدام الأمثل للأدوية. كما أن تخليد هذا اليوم العالمي يأتي في سياق تشغل فيه التكنولوجيا الرقمية مساحة متزايدة في الممارسة الطبية وحيث تكون البيئة في قلب اهتمامات العاملين في مجال الصحة.
وتجدر الإشارة، أيضًا، إلى أنه على مدى العقود الثلاثة الماضية، ركزت الجهود المبذولة لعلاج مرض الكلي المزمن في المقام الأول على إعداد وتقديم علاجات استبدال الكلي. ومع ذلك، فإن التطورات العلاجية الحديثة توفر فرصًا أحسن و غير مسبوقة للوقاية من المرض أو تأخيره وكذا تخفيف المضاعفات مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والفشل الكلوي، وبالتالي تمكن من تجويد وإطالة حياة الأشخاص المصابين بمرض الكلي المزمن.
علاوة على ذلك، يتابع المصدر، حققت الرقمنة في أمراض الكلي تقدمًا متباينًا في جميع المجالات الرئيسية للتطبيق السريري. بحيث ترتبط الرقمنة في جميع مسارات علاج أمراض الكلي باحترام التحديات الأخلاقية والتنظيمية للتطبيقات نحو التطبيق السريري الأوسع.
وفي إطار مواجهة التحديات البيئية، يقول المصدر، يجب على كل قطاع أن يلعب دوره للحد من البصمة الكربونية و بالأخص قطاع الصحة لأنه يساهم بحوالي 4 إلى 6٪ من انبعاثات الغازات الدفيئة العالمية. وفيما يتعلق برعاية الكلي، فقد تم التأكد من أن البصمة الكربونية لغسيل الكلى مرتفعة بشكل كبير، وذلك بسبب الاستهلاك العالي للطاقة والمياه والمواد الاستهلاكية بالإضافة إلى الطبيعة المتكررة لعلاجات غسيل الكلي.
وللأسف، لابد من التأكيد على أن مرض الكلي المزمن لا يعتبر من الاولويات بالنسبة للبرامج الصحية الحكومية، رغم أنه يشكل تهديدًا عالميًا للصحة ولذا يجب أن يأخذ مكانًا أساسيًا في المشروع الوطني. خصوصا و أن هذا المرض هو مرض صامت ومتأخر التشخيص مما سيزيد الحاجة العالمية للعلاجات المكلفة والأساسية مثل غسيل الكلي وزراعة الكلي. ومما يزيد الطين بلة، فإن هذا النقص في الاهتمام والمعرفة بمرض الكلي المزمن لا يساعد في الوقاية منه بل يساهم في ارتفاع عدد الوفيات المرتبطة به.
وقال المصدر، اليوم، هناك حاجة ملحة لتنفيذ مقاربة ومنهجية منظمة تجاه مرض الكلي المزمن من أجل تحسين الوعي العام والوقاية الأولية والثانوية والكشف المبكر والفحص والتشخيص وكذا الحصول على الرعاية والعلاج الأمثل. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يكون الاستثمار في علاجات أمراض الكلي المزمنة المبتكرة والواعدة والأكثر ملاءمة للبيئة الآن من بين الأولويات بالإضافة إلى الاستخدام الأخلاقي الخاضع للرقابة للتكنولوجيا الرقمية.
وخلص المصدر إلى أن جمعية “كلي” تطلق، في عام 2024، مرة أخرى، نداءً وطنيًا ليس فقط لزيادة الوعي بالمرض وآثاره، ولكن أيضًا لاتخاذ إجراءات فعالة لحماية صحة الكلي لجميع المواطنين. نداء يجب أن يؤخذ على محمل الجد، مع الأخذ بعين الاعتبار تزايد حالات الفشل الكلوي، والتي تتفاقم بسبب أنماط الحياة الحالية. ففي المغرب، يخضع حوالي 38 ألف مريض لغسيل الكلي المزمن مع زيادة منتظمة، مما يشكل عبئا اجتماعيا واقتصاديا ثقيلا.