الرئسيةثقافة وفنوندابا tv

السينما و فيلم أعجبني..”الفتاة الدنماركية” مخاض قضية حساسة من خلال قصة رائد المتحولين جنسيا+صور وفيديو

هذه المادة يتم إنجازها بشكل مشترك بين ّدابا بريس” ومجموعة عشاق الفن السابع التي يديرها الكاتب عبد العزيز كوكاس.

حلقة اليوم:”الفتاة الدنماركية” مخاض قضية حساسة من خلال قصة رائد المتحولين جنسيا

الكوكاس
بقلم الاعلامي والكاتب عبدالعزيز كوكاس

فيلم “الفتاة الدنماركية” لتوم هوبر، هو قصة كفاح فردي وهو أيضا صورة لزواج كان سعيدا وتحول إلى ما يشبه المأساة، إنه تكريم لتجربة ليلي أول متحول جنسي في العالم في عشرينيات القرن الماضي، عندما لم تكن كلمة المتحولين جنسيا موجودة ولم تكن المؤسسة الطبية تقبل هذا المفهوم.

بني الفيلم على المذكرات التي تركتها ليلي المتحولة جنسيا بعنوان “رجل في جسد امرأة” Man Into Woman، يتعلق الأمر بزوجين عاشقين جيردا واينار فيجنر، لعب الدورين الممثلان أليسيا فيكاندر وإدي ريدماين، عاشقان بدا أنهما متطابقان في كل الشيء من الجنس إلى الحب.

كلاهما رسامان يعيشان وسط الألوان الناعمة وهواء البحر في كوبنهاغن عام 1926. جيردا رسامة بورتريه، في حين أن المناظر الطبيعية لأينار المستمدة من ذكريات طفولته عن المضايق والأهوار في بلدة فيجل في شبه جزيرة جوتلاند قد جلبت له الشهرة. مثل العديد من الأزواج الذين يتشاركون في المهنة، فإنهما يقدمان الدعم لبعضهما البعض. صديقتهما المقربة Ulla Amber Heard، راقصة تتعجب من تفانيهما المتبادل، الذي يجمع بين الدفء السهل والصداقة مع حرارة الانجذاب الجنسي.. كانا يكتبان في تفاصيل حياتهما اليومية تجربة عشق استثنائي.

من خلال لعبة زوجها بملابس أنثوية، يكتشف أينار أن الرجل الذي اعتبره الكل أنه ذكرا ليس هو الشخص الذي هو عليه حقا. ما بدأ كتجربة وكلعبة، ارتداء ملابس امرأة في لوحة فنان كوبنهاغن، وارتداء أحد قمصان جيردا تحت ملابسه، سيصبح تحولا فيزيقيا، تغيرا وجوديا مبنى ومعنى.. لفترة من الزمن، تظاهر الزوجان أينار وجيردا أن ليلي، شخصيته الأنثوية هي ابنة عم أينا، التي تزور كوبنهاغن قادمة من الريف. حتى أن شابا رومانسيا، سيقع في حبها. لكن ليلي لم تكن غير الزوج أينار مقنعا في ثوب امرأة.

فيلم “الفتاة الدنماركية” هو سيرة ذاتية خيالية لليلي إلبه (التي عُرفت بالزوج أينار فيجنر)، قبل إجرائها عملية جراحية لتغيير الجنس إلى أنثى.

تشكل مواجهات ليلي مع الآراء السائدة، والتي بلغت ذروتها في لقائها مع طبيب متعاطف (سيباستيان كوخ).. وشجاعتها تجعل هذا الفيلم في نظر حركة الدفاع من أجل حقوق المتحولين جنسيا. عملا بطوليا لرجل يكشف أن امرأة تسكن جسده وروحه اسمها “ليلي” تطلب أن يتم الاعتراف بها من قبل أولئك الذين يهتمون بها كثيرا.

وسيظهر صديق طفولة أينار هانز (ماتياس شوينارتس) وهو تاجر فنون في باريس، حيث ستبدأ محنة جيردا التي تزود السرد بمركز ثقله العاطفي.

عندما عُرض فيلم “The Danish Girl” في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي أحدث صدمة نفسية، بالإضافة إلى الأداء المتميز للبطل، الممثل الإنجليزي Eddie Redmayne الذي نجح في عكس هذه المشاعر المتناقضة بين أصله وحقيقته في الفيلم كأنثى معتقلة في جسد ذكوري وتخوض معركة التحول الجنسي، كما تميزت الزوجة بانفتاح وعفوية سواء حين كانت ترسم أو تدخن أو تعانق زوجها أو تمد يدها إلى المرأة التي تحل محله، إن جيردا هي الشخصية الوحيدة التي تبدو أنها تتنفس الهواء الحاد للواقع. وتجسد الممثلة فيكاندر الألم والتناقض، فضلاً عن الولاء العاطفي الذي تشعر به جيردا بينما تفسح أينار الطريق أمام ليلي. الذي يدمج التحول الجنساني في نسج كثيف ومفصل للعلاقات الأسرية.

إن الصورة التي تنقلها عين الكاميرا، تحاول أن تدخلنا في قلب ذلك القلق الوجودي بين ما كان عليه البطلان من سعادة لا توصف، حب وجنس وفن وتألق أنيق، وبين التوتر الذي صاحب اكتشاف الزوج أنه امرأة معتقلة في جسد ذكوري، مثل فراشة تعي مخاض الولادة من الشرنقة، في ظل مجتمع يصعب عليه تقبل مبدأ التحول الجنسي لذكر إلى امرأة، وكانت تضحيات الزوجة نابعة ليس فقط من تفهمها ولكن من حبها اللامحدود لزوجها المتحول.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى