الرئسيةبيئةمجتمع

إطلاق عريضة إلكترونية تحت عنوان «الواحة أمانة»..واحات النخيل بالمغرب: خضرة في مهب الحرائق والجفاف

الأناضول: في الآونة الأخيرة تعرض عدد من واحات النخيل في المغرب لحرائق جراء تغير المناخ ما حدا بمختصين بيئيين للدعوة إلى تفعيل النشاط الزراعي والسكاني ووضع «خطط كوارث عاجلة» لتفادي الآثار المدمرة للجفاف والحرائق على الواحات التي تبلغ نحو 15 في المئة من مساحة البلاد الكلية وفق تقديرات غير رسمية.

بعض الواحات التي تنتشر فيها أشجار النخيل بكثافة جنوب شرقي المغرب، شهدت حوادث حرائق مختلفة، آخرها قبل نحو أسبوعين في واحة «تودغي» بمدينة تنغير، ما خلف خسائر كبيرة.

ووفق تقرير للمعهد المغربي لتحليل السياسات (غير حكومي)، فإن «الواحات تغطي 15 في المئة من مجموع مساحة البلاد، ويقدر عدد سكانها بنحو مليوني نسمة»، أي ما يعادل 5 في المئة من مجموع سكان المملكة.

وأشار التقرير إلى أن الواحات شهدت خلال العقدين الماضين تدهورا لافتا، ولا سيما في مستوى المياه الجوفية، بمعدل يراوح بين 15 و20 مترا مكعبا سنويا، مع انخفاض 34 في المئة من إنتاج التمور.

بينما حذر المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، في تقرير سابق له، من الاستغلال المفرط للموارد المائية بالواحات.


وفي 21 يونيو الماضي، حذرت الوكالة المغربية للمياه والغابات، في بيان، سكان المناطق المجاورة للغابات في 10 أقاليم من «خطورة قصوى» (المستوى الأحمر) لاندلاع حرائق في تلك الغابات.

قبل أسبوعين، أتى حريق «تودغي» على كثير من أشجار النخيل بالواحة، بينما تمكنت السلطات المحلية والوقاية المدنية بمساعدة السكان من إخماده دون تسجيل خسائر بشرية. وانتقد حزب التقدم والاشتراكية (معارض)، حينها، ما وصفه «بضعف وقلة الآليات والإمكانيات التي حالت دون السيطرة الفورية على الحريق، ما ترتب عنه خسائر كبيرة».

ووفق الباحث المغربي المتخصص في البيئة والتغيرات المناخية شكيل عالم، فإن «إهمال الواحات أحد أبرز أسباب الحرائق».

عالم، وهو أستاذ بكلية العلوم بمدينة الراشيدية، قال إن «عدم الاهتمام بالواحات جعلها فضاء قابلا للاشتعال في أي لحظة، خاصة مع تراجع مستوى المياه في الأرض».


وأوضح أن عدم تنقية النخيل من الجريد اليابس يزيد احتمال الحرائق في ظل ارتفاع درجات الحرارة، بالإضافة إلى هجرة الشباب من هذه الواحات، ما يحول دون تعميرها والاهتمام بها. وذكر أن قلة المياه في تلك المناطق جعلت السكان لا يهتمون بالواحات، ما بات يشكل مصدرا آخر يفاقم مشكلاتها.

رئيس جمعية المنارات الإيكولوجية من أجل التنمية والمناخ بالمغرب  مصطفى بنرامل، حذر من ارتفاع وتيرة حرائق الواحات نظرا إلى ارتفاع درجات الحرارة، أحد تداعيات التغيرات المناخية.

واعتبر بنرامل أن تراجع النشاط الزراعي بالواحات جراء الجفاف يشكل أحد أسباب الحرائق التي تنشب فيها بين حين وآخر.
في 6 يوليوز الجاري، دعا مواطنون وناشطون في المغرب مسؤولي البلاد إلى التدخل لحماية واحات النخيل من الحرائق، عقب يومين من اندلاع حريق بواحة «تودغي» في تنغير.


وفي عريضة إلكترونية تحت شعار «الواحة أمانة»، وقعها عشرات المواطنين والناشطين المغاربة، «يناشد الغيورون على الواحات خاصة والبيئة عامة، المسؤولين بالتدخل لحماية الواحات من الحرائق ووضع خطة استباقية لتفادي وقوع الكوارث».

وطالب الموقعون بتنظيم حملات توعوية بالشراكة مع المجتمع المدني لحماية الواحات من الحرائق المحتملة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى