قام طلبة الطب بالرباط بخلع الوزرة البيضاء، التي تعد رمزًا للمهنة الطبية، وإلقائها على الأرض احتجاجًا على الأوضاع التي يعيشونها.
° جيهان مشكور
و جاءت هذه الخطوة كتصعيد من قبل الطلبة، بعد تعنيفهم من قبل السلطات، وتجاهل الحكومة لمطالبهم المتواصلة منذ شهور، كما أنها تعكس رمزية كبيرة، إذ أن الوزرة البيضاء تمثل الالتزام المهني والإنساني للطلبة، وإلقاؤها على الأرض يعكس إحساسهم العميق بالإحباط وفقدان الثقة في الحلول الرسمية.
و بدأت الاحتجاجات منذ حوالي عشرة أشهر عندما خرج طلبة كلية الطب والصيدلة في الرباط للاعتصام والاحتجاج، معبرين عن رفضهم للأوضاع التعليمية والمهنية التي يرون أنها لا تتناسب مع تطلعاتهم ولا تؤهلهم لمواجهة التحديات المستقبلية.
وقد تصاعدت حدة الاحتجاجات بشكل كبير، خصوصًا بعد التدخل الأمني لفض اعتصام ليلي بالقوة، مما أسفر عن وقوع إصابات وحالات إغماء في صفوف الطلبة، وقد أثار هذا التدخل غضبًا واسعًا بين الطلبة وأسرهم والهيئات الحقوقية، ودفع إلى تصعيد الاحتجاجات.
تجدر الإشارة أن مطالب الطلبة تتركز في تحسين ظروف التكوين والتدريب داخل الكليات والمستشفيات الجامعية، حيث يعانون من نقص في المعدات الحديثة، وقلة فرص التدريب العملي، كما يطالبون بضمان فرص عمل للخريجين، في ظل تخوفاتهم من البطالة المتزايدة في صفوف الأطباء الجدد، علاوة على ذلك، يشتكي الطلبة من غياب حوار جاد مع الحكومة، ويعتبرون أن تجاهل مطالبهم يزيد من تعقيد الوضع.
من ناحية أخرى، وبعد الإفراج عن 28 طالبًا تم تقديمهم أمام وكيل الملك بالرباط، أكد الطلبة على استمرارهم في الاحتجاج والنضال السلمي لتحقيق مطالبهم، وأعربوا عن ثقتهم في القضاء المغربي، مشيرين إلى أن الاحتجاجات ستتواصل حتى تحقيق الأهداف التي يسعون إليها.
في ظل هذه الأوضاع المتوترة، دعت عدة منظمات حقوقية ومدنية إلى ضرورة التهدئة وفتح قنوات حوار بين الحكومة والطلبة لتجنب مزيد من التصعيد، كما دعا العديد من المهنيين في القطاع الصحي إلى مراجعة سياسات التكوين الصحي وتوفير بيئة ملائمة تضمن جودة التعليم والتدريب الطبي.
و تسلط هذه الاحتجاجات الضوء على أزمة أعمق يعاني منها القطاع الصحي في المغرب، حيث يعاني من نقص في الكفاءات، وضعف في التجهيزات، وغياب رؤية شاملة لتطوير التكوين الطبي، ويظل الأمل معقودًا على تدخل حكومي جاد ومسؤول وبعيدا عن المزاجية لاحتواء الأزمة، والاستجابة لمطالب الطلبة بشكل يحفظ كرامتهم ويضمن لهم مستقبلًا مهنيًا واعدًا.