أعرب عدد من الأساتذة المنخرطين في مشروع مؤسسات الريادة بإقليم تيزنيت عن استيائهم الشديد من التأخر الحاصل في توزيع الحواسيب المحمولة المخصصة للاستعمال المهني، وهو ما أثار علامات الاستفهام حول التزام الوزارة الوصية على قطاع التعليم بتعهداتها.
ورغم أن المديرية الإقليمية للتربية الوطنية قد توصلت بهذه الحواسيب ضمن العتاد المخصص للتدريس وفق أساليب التعليم الفعال والمبتكر، مثل “TaRL”، إلا أن الواقع يبدو مختلفاً تماماً، حيث لم تُوزع هذه الحواسيب بعد، مما دفع الأساتذة للتعبير عن استغرابهم من هذا الوضع، واعتبر هؤلاء أن الفشل في توفير هذا العتاد المعلوماتي يؤثر سلباً على جودة التعليم المقدم، ويعوق تحقيق الأهداف المرجوة من مشروع الريادة.
ولفت الأساتذة إلى أنهم وجدوا أنفسهم مضطرين للعودة إلى الطرق التقليدية في التدريس، مستخدمين “السبورة” و”الكراسات” كوسائل تعليمية، مما يقلل من فعالية العملية التعليمية، ويجعلها أقل جذباً للطلاب، الذين يُعول عليهم استيعاب المفاهيم الحديثة من خلال استخدام التكنولوجيا.
ويؤكد الأساتذة أن التأخر في تسليم الحواسيب، الذي تجاوز الأسبوعين، سيؤثر بشكل مباشر على المكتسبات التعليمية للتلاميذ، فبدون الوسائل التكنولوجية، يصبح من الصعب تطبيق الأنشطة المبتكرة المطلوبة ضمن مشروع الريادة، الأمر الذي يضع مستقبل هؤلاء التلاميذ على المحك.
من جهة أخرى، انتقدت مصادر عديدة ما وصفته بـ”الفوضى” التي تعيشها المؤسسات التعليمية المصنفة كـ”مؤسسات ريادة” منذ بداية الموسم الدراسي الحالي، فإلى جانب عدم توصل المؤسسات بالتجهيزات الرقمية، يشمل التأخر أيضاً عدم صرف المنح الخاصة بالتكوين والمنح السنوية للأساتذة، مما يزيد من تعقيد الوضع ويعكس غياب التنسيق بين الجهات المعنية.
هذا الوضع أثار قلقاً عميقاً لدى العديد من المهتمين بالشأن التربوي وأولياء الأمور، الذين يتطلعون إلى أن تسهم مؤسسات الريادة في تحديث التعليم العمومي وتحقيق نقلة نوعية في مستوى التكوين.
وتطرح هذه الانتقادات تساؤلات حول مدى جدية الوزارة في تنفيذ خططها، خاصة في ظل التحديات الكبيرة التي تواجهها المدارس العمومية.
في الختام، يتطلب الأمر تدخلًا سريعًا من الوزارة الوصية لتوفير الحواسيب المحمولة وكافة الوسائل التعليمية اللازمة، لضمان تحقيق الأهداف المرجوة من مشروع مؤسسات الريادة وتحسين جودة التعليم في الإقليم.