بعد 45 عاماً على كتابتها وتلحينها وإصدارها..استعادة أغنيات “أنا طفل فلسطيني” +فيديو
بعد خمسة وأربعين عاماً على كتابة وتلحين الفنانة ريما ترزي، لأغنية “نيالك يا عصفور”، التي غنتها في العام 1979 لأطفال مؤسسة إنعاش الأسرة، وشكلت نقطة انطلاق أسطوانة “أنا طفل فلسطيني”، أعادت جوقة أطفال معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى بقيادة الفنان جورج غطاس، غناء تسع أغنيات من أصل 13 أغنية من الأسطوانة التي كتبت غالبية كلمات أغنياتها ولحنتها ترزي، وذلك في مسرح مؤسسة عبد المحسن القطان بمدينة رام الله، أول من أمس.
وترصد الأغنيات “يوميات الطفل الفلسطيني التي ما زالت كما كانت حتى يومنا هذا”، وهو ما جعل ترزي، تعبّر خلال حواريّة سبقت أمسية العرض الموسيقي للأسطوانة، عن حزنها لبقاء الحال كما كان منذ قرابة نصف قرن، ويزيد، بل أكثر قتامة، ومع ذلك بقيت متسلحة بالأمل، كما نهايات جلّ أغنياتها، حين خاطبتهم عقب اختتام الحفل، بأنكم “الأمل القادم، وبكم ستتحرر فلسطين”، هم الذي أعادوا أغنياتها للحرية، والأسرى، وللأرض، ولأطفال انتفاضة الحجارة، وللمقاومة أيضاً، مطلقين صرخة من سلبت منهم حريتهم، ولا يزال الاحتلال يهدم بيوتهم، ويصادر أراضيهم، ويقيد حركتهم.
وكان هذا ما عبّرت عنه ترزي، بدءاً من أولى أغاني الألبوم، وسبب انطلاق العمل عليه، والتي تقول في مطلعها: “نيالك يا عصفور، إنت حر وطليق، وأنا سجين مظلوم”، واختتمت بها الأمسية التي شارك فيها الفنانون: جوزيف دقماق، ومحمد القططي، كعازفين مرافقين، وجوى برغوثي غناءً.
وعنها قالت ترزي في الحوارية التي احتضنتها ذات القاعة: ما بعد احتلال العام 1967، وبعد انخراطي في جمعية إنعاش الأسرة منذ العام 1968، اقترحت على السيدة سميحة خليل أن نعلّم الأطفال، وكانت غالبيتهم من أيتام قرى اللطرون، ومهجّريها، الموسيقى، فكنتُ ألحن وأغني كلمات كمال ناصر، وفدوى طوقان، وسلفادور عرنيطة، وروزا غريّب، وغيرهم، لكن في العام 1979، وجدت أنه من الضروري في عام الطفل العالمي، أن يكون لنا أغنية خاصة، فكانت “نيّالك يا عصفور”، التي تتحدث مآسينا بسبب الاحتلال، وعن مفهوم الوطن، بلغة سهلة بسيطة يستطيع الطفل فهمها وإدارك معانيها، وبشكل بعيد عن الشعارات الكبرى، والخطب الرنّانة.
ووصفت الفنانة تانيا ناصر، أول من قدمت “العصفور” بصوتها، الأغنية بنقطة محورية في مشوارها الفني، بحيث كانت تقطن في المملكة الأردنية الهاشمية في عام تأليفها، وكانت في زيارة لفلسطين هي وأولادها بينما كان زوجها مبعداً، حين استمعت إليها من ترزي، وكلتاهما كانت من بين عضوات جمعية إنعاش الأسرة، و”ما إن فرغت منها، حتى أبلغتها بحماستي لغنائها، لاعتبارها ليست أغنية للأطفال فحسب، بل للكبار أيضاً”، وحين عادت إلى عمّان، شاركت بها في العديد من النشاطات والفعاليات الفنيّة المخصصة لفلسطين، بل باتت تُطلب على وجه الخصوص، لعمق تأثرها بها وتأثيرها في مستمعيها، حتى أنه مع أغنية “العصفور” كان يرتفع منسوب التبرعات لفلسطين في هذه الفعاليات.
وقدّمت جوقة الأطفال في العرض الموسيقي لأسطوانة “أنا طفل فلسطيني”، التي أعاد المعهد توزيعها برؤية للفنان الشاب طارق عبوشي في العام 2021، أغنيات من قبيل: “القدس”، و”هذه أرض جدودي”، و”الخروف”، و”مسكين الحمار”، و”يا بلدي ما أحن ترابك”، وغيرها، علاوة على أغنية “أنا طفل فلسطيني”.
وكشفت ترزي أن المربية الراحلة سميحة خليل شاركت في كتابة أغنية “يا بلدي ما أحن ترابك”، التي يتمنى فيها أطفال فلسطين لكل أطفال العالم العيش بسلام، دون ملاحقة من الجنود، معبرة عن فخرها بكون الأغنيات لا تزال تعيش في وجدان الجيل الجديد من أطفال فلسطين حتى يومنا هذا، خاصة أنهم من يمنحوننا الأمل بمستقبل أفضل، رغم قتامة الأوضاع.
وجاءت هذه الفعالية في إطار البرنامج العام لمؤسسة عبد المحسن القطان، وضمن الفعاليات الموازية الخاصة بمعرض “نَسْلُ الْمَنْسُوج – الْمَرْأَةُ، الْأُمَّةُ، التَّحَرُّر”، بالتعاون مع جمعية إنعاش الأسرة.
المصدر: الأيام الفلسطنية