
السياحية للوجهة المغربية في سوق السفر بالصين في حدث عرف مشاركة فاعلين في المجال السياحي من كلا البلدين.
وحرص المكتب الوطني المغربي للسياحة، في أول حملة ترويجية ينظمها بالصين، على ضمان حضور وكالات سفر صينية تحتل مكانة رائدة من حيث جودة ورقي وتنوع الخدمات في السوق الصينية، على غرار نظيراتها المغربية، في خطوة تروم تحقيق التوافق بين العرض المغربي ووكالات السفر المستهدفة.
وتميز هذا الحدث الذي عرف أيضا مشاركة مسؤولين يمثلون وحدات فندقية مرموقة بالمغرب وكذا دور ضيافة تقليدية متخصصة في تقديم خدمات راقية بالمملكة، باستعراض رؤية المكتب الوطني المغربي للسياحة بخصوص سوق السفر الصينية، حيث تم عرض مستجدات هذه السوق ومختلف توجهات السياح الصينيين معززة ببيانات وأرقام.
كما تميز بعقد لقاءات “بي تو بي” بين المهنيين المغاربة والصينيين وكذا الفاعلين في المجال السياحي من كلا الجانبين من أجل تعزيز الشراكات واستكشاف فرص عمل جديدة.
وفي كلمة بهذه المناسبة، أكد سفير جلالة الملك بالصين عبد القادر الأنصاري أن الصين تشكل بالنسبة للمغرب سوقا سياحية مهمة منذ عدة سنوات، وهو ما جعل المملكة سنة 2016 تتخذ قرار إعفاء المواطنين الصينيين من تأشيرة دخول المغرب.
وقال الأنصاري إن المغرب قرر سنة 2018 افتتاح أول تمثيلية للمكتب الوطني المغربي للسياحة في آسيا، بينما قررت شركة الخطوط الملكية المغربية في يناير 2020 إطلاق أول خط جوي مباشر نحو آسيا من خلال رحلة بكين-الدار البيضاء، مشيرا إلى أن جائحة كوفيد-19 أثرت على النتائج المتوخاة من هذه الدينامية.
وأضاف أن الترويج للوجهة المغربية بصدد الانتقال لمرحلة جديدة بالصين تتمثل في التشبيك بين الفاعلين الحقيقيين في مجال السياحة من البلدين، لاسيما بعد استئناف الخط الجوي المباشر بين الدار البيضاء وبكين في يناير الماضي.
وأعرب عن أمله في أن يتم مواصلة وتوسيع وتعميق هذا البعد الجديد، مشددا بالمقابل على أنه رغم الجهود المبذولة فإنه لايزال يتعين بذل المزيد من المجهودات للتعريف بإمكانات السوق السياحية المغربية بالصين.
كما أعرب عن الاستعداد الدائم للسفارة المغربية ببكين لمواكبة مهنيي السياحة بالصين والمغرب لتحقيق الأهداف المشتركة، وذلك عبر تسريع وصول أكبر عدد من السياح الصينيين للمغرب، وكذا الرفع من عدد زيارات السياح المغاربة للصين.
وخلص إلى أن هذه الحملة الترويجية والأنشطة الأخرى التي ستتبعها مستقبلا سواء بالمغرب أو الصين ستمكن من تعارف أفضل بين الفاعلين من البلدين، وأيضا تقديم أفضل للعرض السياحي المغربي بالصين.
من جهته، قدم مسؤول مديرية التسويق بالمكتب الوطني المغربي للسياحة رضا كيليطو، استراتيجية المغرب لتسويق وجهته السياحية، مشيرا إلى أهم محاور خارطة الطريق الاستراتيجية المغربية بحلول 2026، والرؤية الطموحة للمغرب لمضاعفة عدد السياح الوافدين بحلول 2030.
وأوضح المسؤول أن العرض السياحي يعد أحد العناصر الأساسية لخارطة طريق وزارة السياحة، والذي يتمحور حول 9 قطاعات سياحية موضوعاتية، و5 قطاعات للترويج والحفاظ على التراث غير المادي.
وفي ما يتعلق بسوق السفر بالصين، لفت المسؤول إلى أن المغرب يحظى بمستوى جيد من الاهتمام وسط السياح الصينيين بنسبة بلغت 44 بالمائة، مع وجود مجال للتحسن في مواجهة البلدان المنافسة.
وشدد على أنه يتعين إعادة التفكير في استراتيجية التسويق بالسوق الصينية، وذلك من خلال مخطط تسويق رقمي متعدد القنوات، وإدماج استراتيجية الصين الرقمية في استراتيجية المكتب الوطني المغربي للسياحة، فضلا عن تعزيز التعاون بين الفاعلين المغاربة والصينيين.
من جهتها، أعربت ممثلة الكونفدرالية الوطنية للسياحة، عفاف الشحام، عن استعداد الكونفدرالية للاضطلاع بدور مركزي في الترويج للشراكات المؤسساتية الإستراتيجية، وذلك من خلال مبادرات من قبيل تقاسم البيانات والمعلومات حول السوق لتحسين اتخاذ القرار وأداء القطاع، وتوقيع اتفاقيات تعاون.
كما أعربت عن استعداد الكونفدرالية لتنظيم أحداث كبرى تعزز الحضور السياحي العالمي في المغرب، وتشجيع الاستثمارات التي تحفز تطوير البنية التحتية وتطور القطاع، وكذا دعم برامج التكوين لتعزيز قدرات هذه الصناعة وخبرة اليد العاملة.
وسجلت أنه في الوقت الذي يعزز فيه المغرب علاقاته مع صناعة السياحة الصينية، فإن الكونفدرالية الوطنية للسياحة ملتزمة بتعزيز الشراكات والابتكار والنمو المستدام، مبرزة أنه بفضل المبادرات الاستراتيجية والتطور المهني وتحسين تجارب الزوار، فإننا نهدف إلى إحداث فرص جديدة وخلق بيئة مواتية لاستقبال المسافرين الصينيين.
من جهتها، ذكرت المسؤولة بالاتحاد العالمي للمدن السياحية لي سو يوان، أن الاتحاد وجه اهتمامه نحو المغرب، البلد المعروف بتراثه الثقافي الغني ومناظره الطبيعية الخلابة ومدنه الديناميكية، بالنظر لتوفر إمكانات كبيرة للتعاون.
وسجلت أن مدنا مغربية من قبيل مراكش والدار البيضاء وفاس تعتبر بالفعل وجهات سياحية شهيرة، ولكن هناك امكانية لتعزيز جاذبيتها العالمية من خلال الشراكات الاستراتيجية.
وعلى المستوى المؤسساتي، أبرزت لي أن الاتحاد العالمي للمدن السياحية يمكنه العمل مع المغرب من أجل تعزيز ممارسات السياحة المستدامة التي تحافظ على التراث الثقافي والطبيعي للمغرب، وتسهيل تبادل المعارف بين المدن المغربية والمدن الأعضاء الأخرى في الاتحاد، وذلك من أجل استلهام أفضل للممارسات العالمية.
وأضافت أنه يمكن العمل على تعزيز عملية اتخاذ القرار القائمة على البيانات من خلال تمكين المدن المغربية من الولوج لأبحاث وتحليلات سوق الاتحاد العالمي للمدن السياحية.
وتهدف هذه الحملة الترويجية، التي ستجري محطتها القادمة بشنغهاي، لاستئناف مسلسل تواصل الفاعلين المغاربة مع نظرائهم بالسوق الصينية، لاسيما بعد استعادة هذه السوق لنشاطها الطبيعي بعد التوقف الاضطراري الذي عرفته بسبب جائحة كوفيد-19.
كما تهدف إلى إطلاع الفاعلين المغاربة على نماذج تطوير علاقات الأعمال مع الصين، وكذا تثمين تنوع العرض المغربي، فضلا عن التعرف عن قرب عن رهانات سوق السفر بالصين، ودراسة جوانبه التواصلية والتسويقية والرقمية.
يذكر أن المغرب والصين أطلقا الشهر الماضي خطين جويين مباشرين، وذلك من خلال استئناف خط الدار البيضاء-بكين لشركة الخطوط الملكية المغربية، وافتتاح خط الدار البيضاء-شنغهاي لشركة “شنغهاي اير لاينز”.