
“إليس ووشن” دراما أمازيغية تكشف سحر المغرب السياحي بتشويق سينمائي
يواصل المسلسل الأمازيغي “إليس ووشن”، الذي يُعرض على القناة الأمازيغية خلال وقت الإفطار في شهر رمضان، جذب اهتمام المشاهدين من داخل المغرب وخارجه، فمنذ عرض حلقاته الأولى، استطاع العمل أن يلفت الأنظار بقصته المشوّقة، التي تجمع بين الدراما والتشويق في إطار بصري فريد يبرز جمال المغرب الطبيعي.
تدور أحداث المسلسل حول بطلة القصة التي تعيش في قبيلة أمازيغية حيث تعمل كخادمة، ويشهد المسلسل تصاعدًا كبيرًا في التوترات بين شخصيتها وسكان القبيلة. ومع تنامي الخلافات، تتشابك العلاقات الشخصية مع الأزمات الاجتماعية لتخلق صراعات داخل القبيلة، وتزيد من الإثارة والمتعة لدى المشاهدين.
ما يميز “إليس ووشن” عن غيره من الأعمال الدرامية ليس فقط حبكته المشوقة، ولكن أيضًا دوره في تقديم المغرب كوجهة سياحية استثنائية، فقد تم تصوير المسلسل في بعض من أروع الأماكن السياحية في المغرب، ليمنح المشاهدين فرصة لاكتشاف أماكن سياحية تعد من بين الأجمل في العالم، بين مشاهد صورت في مدينة أزمور و أخرى في منطقة أوريكا بمراكش، يعرض المسلسل خلفية بصرية ساحرة تُبرز سحر الطبيعة المغربية، مثل الجبال، والوديان، والمناطق الريفية الخلابة.
إن هذه المواقع التي تصدرت مشاهد العمل الفني تعد من الوجهات السياحية التي يرتادها السياح من جميع أنحاء العالم، ويعمل المسلسل على تقديمها بصورة فنية جذابة، مما يعزز اهتمام المشاهدين بأهمية هذه الأماكن وضرورة المحافظة عليها، من خلال عدسة كاميرا تُظهر التنوع الجغرافي والثقافي للمملكة، بدءًا من المناطق الجبلية الهادئة وصولًا إلى القرى الأمازيغية التي تحافظ على تراثها العريق.
و بذلك يساهم المسلسل في الترويج غير المباشر للسياحة المغربية من خلال تقديم صورة حية عن المواقع الخلابة، ما قد يشجع المشاهدين، من داخل و خارج المغرب، على استكشاف هذه الأماكن بأنفسهم، فالمشاهد المصورة بين الجبال الخضراء والأنهار الصافية والأزقة التاريخية تمنح العمل طابعًا سينمائيًا راقيًا، يعكس سحر المغرب بطريقة غير تقليدية.
يشارك في “إليس ووشن” نخبة من ألمع نجوم الشاشة المغربية، مثل الحسين برداوز، عبد اللطيف عطيف، أحمد عوينتي، حسن عليوي، عبد الرحيم أگزوم، آمينة أشاوي، وأمينة السوسي، إلى جانب الفنانة نورة الولتيتي التي تتصدر الأدوار الرئيسية في تجسيد شخصية “إليس ووشن” (تايسا). كما يضم العمل مجموعة من الوجوه الجديدة التي تضيف نكهة فنية خاصة، ما يعكس التنوع والثراء في المشهد الفني المغربي.
على مستوى النجاح الجماهيري، تمكن “إليس ووشن” من تحقيق نسب مشاهدة مرتفعة، متجاوزًا حتى بعض الأعمال الدرامية التي كانت تحظى بشعبية واسعة، مثل الجزء الأول من مسلسل “بابا”، و لم يقتصر نجاح المسلسل على التلفزيون، بل امتد إلى منصات التواصل الاجتماعي، حيث أصبح حديث الجمهور ومادة خصبة للنقاش حول تطورات الأحداث والشخصيات.
يُعد العمل مزيجًا متقنًا من الدراما والكوميديا، حيث يخلق توازنًا بين السرد التاريخي والأحداث المشوقة، متنقلًا بين الماضي والحاضر في حبكة تدفع المشاهد للتفاعل العاطفي والفكري مع الشخصيات.
كما يتميز المسلسل بإخراج بصري متطور، تشرف عليه فاطمة علي بوبكدي، التي أبدعت في تقديم رؤية بصرية متناسقة مع طبيعة القصة، أما السيناريو والحوار فهما من إبداع الحبيب صبري وإبراهيم علي بوبكدي، اللذين نجحا في صياغة نص يعكس الهوية الثقافية المغربية بشكل جذاب.
“إليس ووشن” ليس مجرد عمل درامي، بل هو نافذة فنية تعكس ثراء المغرب الطبيعي والثقافي، وتعيد تقديمه كوجهة سياحية ساحرة من خلال عدسة درامية مشوقة، فهو يجمع بين المتعة البصرية، والتشويق الدرامي، والترويج لجمال المغرب، ليصبح بذلك أحد أبرز الإنتاجات الدرامية التي تجمع بين الفن والسياحة في تجربة متكاملة تخاطب المشاعر والخيال في آنٍ واحد.