ثقافة وفنون

نوال شريف.. دوار الفلامينگو والأرواح المتمردة الجبرانية التي ترفض التقاليد والأعراف..

دوار الفلامينگو : حياتنا …واقعنا… دوار الفلامينگو: النافذة التي نطل منها على الذات … على الانسانية …على النفس و ما يخالجها من إرهاصات وجودية …دوار الفلامينگو: الأرواح المتمردة الجبرانية التي ترفض التقاليد …والأعراف …و العادات المكبلة والمقيدة للواقع المشرق… دوار الفلامينگو :فلسفة المحبة الرومية التي تناشد الحرية …الانعتاق من الدوائر المفرغة من الذوق …النقد… الجمال… التناغم…

ولا يستقيم هذا إلا بوجود أبعاد تجعل من النص المسرحي نصا متنوعا ومستجيبا للشروط الفنية والإبداعية :

*البعد الفلسفي :

وذلك عبر السؤال الفلسفي الذي يسائل الذات /الآخر (علاش يا مرايتي خليتيني نشوف فيك فرحتي ؟…ص 13.)
(علاش يا نواحة في جرحي تغني؟ علاش فوق جرحي تشطحي؟… ص 14.)
(علاش ما يكونش الراجل والموت توام؟…ص 17.)
و هذا السؤال الفلسفي يتيح لنا إمكانية الفهم و التحليل و التفسير.

*البعد النفسي:

المتعلق بالشخوص التي تعيش تحولات سيكولوجية حسب الوضعيات والأحداث الاجتماعية وسيرورة البحث عن صنع الحقيقة .

*البعد الروحاني:

المتجسد في طقس الموت المحتفى به والذي لم يأت اعتباطيا وعبتيا و إنما عن دراية و معرفة من الكاتبة إذ هو إعلان عن ولادة جديدة : ولادة الإنسانة…ولادة التمرد… ولادة الاختيار… المصير…الخاتمة…

*البعد الفني/الجمالى:

ويتجلى في تصوير المشاهد و مزج الحوار الداخلي بالخارجي / والتعبير الجسدي بالرسم الجسدي فيبدو المشهد كما لو أنه لوحة فنية تشرك المتلقي في سبر أغوارها و الغوص في أعماقها.

وهذا كله عبر مجموعة من الآليات المهمة والمتمثلة في الفضاءات و الديكورات الفلامينگية و الموسيقى التي تم انتقاؤها بعناية و المتسمة بطابع المحلي/الكوني و التنوع (الفلامينكو .التصوف. الثرات الاندلسي ….

تبقى مسرحية دوار الفلامينگو نصا مركبا و ليست مسرحية كلاسيكية تحترم وحدة الزمان و المكان والحدث …

مما يجعلك تتيه في الزمكان وحتى الأحداث بحيث يصعب فك رموز المسرحية وخيوطها المتشابكة بسهولة …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى