اقتصادالرئسية

انفتاح سوق الألياف البصرية في المغرب: نحو إنترنت أسرع وأسعار تنافسية

في خطوة محورية نحو تحسين جودة خدمات الإنترنت عالي الصبيب في المغرب، أعلنت شركة “إنوي” عن فتح بنيتها التحتية الخاصة بالألياف البصرية أمام باقي الفاعلين في السوق، وهو الإجراء الذي تبنته أيضًا كل من “أورونج” و”اتصالات المغرب”.
هذا القرار جاء استجابةً لتوجيهات الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات التي تهدف إلى تعزيز المنافسة وتشجيع تقاسم البنية التحتية بين الشركات العاملة في القطاع.

و من شأن هذا الانفتاح أن يؤدي إلى تحولات جذرية في سوق الإنترنت بالمغرب، حيث يُتوقع أن يساهم في خفض الأسعار خلال الفترة المقبلة، إذ سيمكن تقاسم الشبكات بين الشركات من تفادي التكاليف الضخمة لإنشاء بنيات تحتية منفصلة لكل فاعل، مما ينعكس إيجابًا على التكاليف التشغيلية ويفتح الباب أمام تطوير خدمات بجودة أعلى للمستهلكين، بالإضافة إلى ذلك، ستتيح هذه الخطوة إمكانية انتشار أوسع لخدمة الألياف البصرية، خاصة في المناطق التي كانت تعاني من ضعف التغطية بسبب التكاليف المرتفعة لإنشاء بنية تحتية جديدة.

وكانت الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات قد صادقت رسميًا على تعديل العرض التقني والتسعيري لشركة “اتصالات المغرب” في 6 فبراير 2025، مما مهد لاعتماد آلية جديدة تتيح لمختلف المشغلين استئجار الشبكة الخاصة بغيرهم وفق شروط واضحة ومتفق عليها مسبقًا.

ويعد هذا النهج بديلاً استراتيجياً لإنشاء بنية تحتية منفصلة في كل منطقة، الأمر الذي كان يعوق تطوير القطاع بسبب التكاليف الباهظة وتداخل المشاريع المتنافسة.

ولتوفير مزيد من الشفافية وضمان استفادة كافة الفاعلين في السوق من هذه الدينامية الجديدة، فرضت الوكالة على الشركات الثلاث الالتزام بنشر عروضها التقنية والتسعيرية على مواقعها الرسمية، مع ضرورة الاستجابة لطلبات الاستفادة من البنية التحتية المشتركة، كما حُدد أجل أقصاه 16 أبريل 2025 لتقديم هذه العروض، مما يضع الشركات أمام مسؤولية تنفيذ هذا التحول في إطار زمني محدد.

هذه الخطوة تعكس توجهاً متزايداً نحو تنظيم أكثر مرونة لقطاع الاتصالات في المغرب، حيث أصبح تعزيز المنافسة وتحسين الخدمات هدفين استراتيجيين لضمان ولوج أوسع لخدمات الإنترنت عالي الصبيب بأسعار معقولة، ومع دخول هذا القرار حيز التنفيذ، سيكون المستهلك المغربي على موعد مع تحسينات ملموسة في جودة الاتصال، إلى جانب توفير خيارات أكثر تنوعاً تناسب مختلف الاحتياجات والميزانيات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى