دخل الكاتب والإعلامي عبد الحق نجيب تجربة الإخراج السينمائي، موظفا ثقافته الموسوعية المتعددة المشارب في فلمه الأول الموسوم ب “الهاربون من تندوف”، الذي عرض بالرباط يوم الأربعاء 26 فبراير 2025 ” صناعة السينما في المغرب“
يعرض الفيلم قضايا إنسانية، من معاناة في جحيم عاشها أسري مغاربة، في سجون البوليساريو. يقوم الفيلم على الدقة في الحكي برؤية سينمائية بعيدا عن الخطاب العاطفي للمواطنة، مركزا على الصورة في حركاتها أكثر من الكلمة، وبتقنية عالية، قدمت الصورة رسالة إنسانية إلى السياسي والحقوقي والإعلامي لتقول إن هناك في الجهة الأخرى المحتلة، معتقل الذل والعار اسمه تندوف يسجن مغاربة.
الفيلم مصورا لواقع حقيقي لمعاناة قاسية
جاء الفيلم مصورا لواقع حقيقي لمعاناة قاسية عاشها المغاربة في معتقلات البوليساريو، معتمدا على الصورة، باعتبارها أبلغ من التعبير الشفاهي، وذلك ليس بغريب عن الأستاذ عبد الحق نجيب، الذي كسب موهبة مصقولة من تجاربه الرائدة في الكتابة الإبداعية والممارسة الإعلامية .
استطاع الكاتب والمخرج في الآن ذاته وبمهارة عالية، ملء الفراغات في مشاهد تحكي رحلة معتقلات ومعتقلين مغاربة، الذين قضوا سنوات الاعتقال في ظروف قاسية بسجون البوليساريو، تحت حماية النظام الجزائري .الفلم يحكي قصصا من القهر والتعذيب التي تعرض لها المعتقل الجندي المغربي في مخيمات تندوف .
يأتي هذا الشريط السينمائي في زمن ملائم، حيت ارتفاع أصوات الدفاع عن الحرية، مساهما في تعرية الجانب المظلم المسلط على حقوق الانسان، كما لا شك فيه، أنه يساهم في الدفاع عن عدالة قضية الوحدة الوطنية.
شارك في هذا الفيلم العديد من الوجوه السينمائية البارزة، منهم المرحوم محمد الشوبي وادريس الروخ وكريم أوجيل وياسين عبد القادر ومحسن مونتكي ومحمد سموكة ووايمان قنديلي وعليا بن الشيخ مع مشاركة الكاتب والمخرج عبد الحق نجيب.
إن الفيلم بتقنياته الاخراجية والموسيقى المرافقة، وتعدد وضعيات المشاهد، تجعل المتفرج يفكر في العودة إلى الذاكرة للتذكر والتأمل في احداث التاريخ الآني والعودة كذلك لاسترجاع الذاكرة الجماعية إلى مرحلة