الرئسيةبيئةمجتمع

طنجة.. توقيف مشتبه فيه باشعال حريق غابة هوارة

أعلن الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بطنجة، في تطور مقلق يعكس العبث الصارخ بالثروة الطبيعية،عن توقيف مشتبه فيه باضرام النار عمدا في غابة هوارة_الحريق المُتعمّد، كالسجائر المرمية في الطّبيعة، احدى اخر المساحات الخضراء المتبقية في محيط المدينة.

وجاء في بلاغ النيابة العامة ان المشتبه فيه ضبط متلبسا بمحاولة اضرام النار، وقد تم العثور بحوزته على ولاعات وسلاح ابيض، ما يعزز الشبهات حول نوايا اجرامية وراء الفعل.

جنون بيئي يستوجب الردع

أن تمتد يد إنسان لاشعال النار في غابة، فذلك لا يعد مجرد جنحة، بل عدوان سافر على الحياة، واستخفاف لا يغتفر بثروات طبيعية تعود بالنفع على الجميع، ان نحرق الشجر، فنحن نحرق ما تبقى من أنفاسنا النظيفة.

ما وقع في غابة هوارة يكشف مرة اخرى عن وجود سلوكيات مريضة، ترى في البيئة مجرد فراغ يمكن اتلافه دون وعي او محاسبة. هذا النوع من الجرائم لم يعد يحتمل التهاون، ولا بد من مواجهته بحزم قانوني ومجتمعي.

النيابة العامة تفتح تحقيقا

اكدت النيابة العامة ان الابحاث جارية تحت اشراف الشرطة القضائية المختصة لتحديد ظروف وملابسات الحادث، والتحقق مما اذا كان الامر يتعلق بفعل فردي معزول ام بوجود اطراف اخرى قد تكون ضالعة في جرائم مماثلة.

الرأي العام المحلي يتابع القضية بكثير من القلق، خاصة في ظل تكرار حوادث مماثلة في مناطق غابوية اخرى، ما يثير الشكوك حول خلفيات هذه الاعتداءات المتكررة على المجال البيئي.

الغابة مسؤولية جماعية

الغابة ليست ارضا بلا مالك، بل هي ملك مشترك لكل المواطنين، وامانة تستوجب الحماية والرعاية. كل من يتورط في حرقها، انما يعتدي على حق الاجيال القادمة في الهواء النقي، وعلى استقرار النظام البيئي برمته.

ولا يكفي توقيف الفاعلين، بل يجب تطوير رؤية قانونية تعتبر هذا النوع من الجرائم تهديدا حقيقيا للامن البيئي الوطني، وتفرض اقصى العقوبات الممكنة لردع كل من تسول له نفسه ارتكاب مثل هذه الافعال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى