الرئسيةحول العالم

غزة تموت عطشا.. وتحذير من انهيار شامل في القطاع

أطلقت سلطة المياه نداء عاجلا، حذرت فيه من كارثة إنسانية وشيكة تهدد أكثر من 2.3 مليون مواطن في قطاع غزة، نتيجة انهيار شبه الكامل في خدمات المياه والصرف الصحي بفعل العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع.

وأوضحت سلطة المياه، في بيان صدر عنها، أمس السبت، أن تدمير الاحتلال للبنية التحتية، وقطع الكهرباء، ومنع دخول الوقود والمستلزمات الأساسية، أدى إلى توقف شبه كامل لتقديم الخدمات المائية، مؤكدة أن غزة أصبحت “منطقة تموت عطشا”.

تدمير الاحتلال لمحطة التحلية،و تدمير الآبار وخزانات المياه

وتقول بلدية غزة التي ردت على استفسارات نقص المياه في المدينة، بأن الأمر يعود إلى تدمير الاحتلال لمحطة التحلية، إضافة إلى تدمير الآبار وخزانات المياه، وقد عادت البلدية واضطرت لتقليص خدماتها الأساسية بما فيها المياه، بسبب نقص الوقود المخصص لتشغيل مواتير الكهرباء المخصصة لتشغيل الآبار، وأعلنت أن الأزمة تتفاقم بعد منع جيش الاحتلال طواقمها الوصول لصيانة آبار المياه المتضررة جراء القصف، وحذرت من “أزمة عطش حادة”، مع ارتفاع درجات حرارة الصيف، واستمرار النزوح، وذكرت أن آلاف الأسر شرقي المدينة لا تصلهم المياه منذ أسبوع.

ويُقدر إجمالي حجم المياه المتوفرة حالياً ما بين 10 و20% من حجم المياه التي كانت متاحة في غزة قبل الحرب، وهذه الكمية غير ثابتة وتخضع لتوفر الوقود، وتقول سلطة المياه الفلسطينية، إن التقييمات الفنية تؤكد أن 85% من منشآت المياه والصرف الصحي في القطاع تعرّضت لأضرار جسيمة بسبب الحرب، وأكدت أن غزة أصبحت “منطقة تموت عطشا”.

85% من منشآت المياه والصرف الصحي في القطاع تعرّضت لأضرار جسيمة

وبحسب التقييمات الفنية، فإن 85% من منشآت المياه والصرف الصحي في القطاع تعرّضت لأضرار جسيمة، كما انخفضت كميات استخراج المياه بنسبة 70-80%، ونظرا لذلك انخفض معدل استهلاك الفرد من المياه إلى ما بين 3 و5 لترات يوميًا، وهو أقل بكثير من الحد الأدنى الذي توصي به منظمة الصحة العالمية في حالات الطوارئ.

وأكدت أن هذه السياسات الإسرائيلية تشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني، بما يشمل اتفاقية جنيف الرابعة، واتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية، ونظام روما الأساسي.

وتقول وكالة غوث وتشغيل اللاجئين أكبر المنظمات الأممية التي تقدم خدمات إغاثة لسكان غزة، إن الحرب في غزة تتسبب يبتراكم كبير للنفايات، مما يُسهم في انتشار الأمراض.

وهذا الأمر يشابه كثيرا ما يعانيه النازحون والسكان على حد سواء في جميع مناطق قطاع غزة، التي أبقاها جيش الاحتلال بدون أوامر عسكرية للإخلاء، ومساحتها أقل من 20% من مساحة القطاع الضيق، ويعاني هؤلاء أكثر عند محاولتهم الحصول على مياه صالحة للشرب، خاصة بعد تدمير الكثير من محطات التحلية، وتوقف أخرى بسبب نفاذ الوقود، ويظهر ذلك في التزاحم الذي يحصل عند وصول العربات التي تقل هذه المياه إلى مناطق السكن والنزوح، إذا لا يسمح لكل أسرة إلا بتعبئة جالون واحد فقط.

شرب الماء بقدر معين

ومع ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف يقول محمد المغاري من مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، حيث لا تعمل هناك إلا محطة صغيرة لا تلبي احتياجات عدد كبير من المقيمين من السكان والنازحين، إن الشرب أصبح بقدر معين، ويشير إلى أن السكان حاليا لا يشعرون بالارتواء، لشربهم ماء بكميات قليلة بدرجة حرارة الجو، بعد توقف المبردات عن العمل بسبب توقف امدادات الكهرباء، ويضيف للقدس العربي “الكل يتمنى شرب ماء بارد”، ويتابع “الأمر صار (أصبح) في الأحلام”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى