ثقافة وفنون

مع مطلع 2020 “الشارقة الثقافية” في عددها (39) ترصد تعايش الإبداع الورقي مع الرقمي

تحت عنوان “عندما تكون الثقافة بخير” جاءت افتتاحية العدد (39) شهر يناير من مجلة الشارقة الثقافية التي تصدر عن دائرة الثقافة بالشارقة، لتطالب مع مطلع العام الجديد بثقافة غنية بمضمونها الإنساني ونابضة بتنوّعها الحضاري، تنهض بالفكر العربي وتهدي الأمّة مصابيح التنوير، وتعيد مكانتها التاريخية والحضارية عبر الإصغاء إلى صوت العقل، والارتماء بأحضان العلم، والاستفادة من الإبداع في تقديم صورة حقيقية للعرب، تعبّر عن قيمنا وتراثنا وإنجازاتنا في أبهى معانيها وأرقى تجلياتها الفكرية والثقافية والعلمية.

أمّامدير التحرير نواف يونس فتوقّف في مقالته بعنوان”أوراق من الذاكرة” عند معاناة الكتّاب والأدباء على مختلف العصور والأزمنة وما أصابهم من أسى وفقر وغبن، مشيراً إلى أنّ هؤلاء يختلفون في معاناتهم ومصابهم من الظروف المادية والنفسية والاجتماعية، كما يختلفون في مستويات إبداعهم ونتاجهم الأدبي، فكما أنّ بعضهم لا يجد منبراً مريحاً يكتب فيه، أو ناشراً يحتفي بما يكتبه ويسهّل له صروف الحياة والعيش، فإنّ بعضهم تصيبه الشهرة وتصادفه أسهم الحظّ، فيستمتع برغيد العيش والسفر والتنقّل والإقامة المريحة دون همّ ولا معاناة.

تضمّن العدد الجديد إضاءة على إسهامات العرب في علم الزراعة والبستنة حيث حوّلوا أراضيهم إلى جنّات وثروات بقلم يقظان مصطفى، ووقفة مع مجلة (الكاتب المصري) وصفحات مجهولة من حياة عميد الأدب بقلم أحمد أبوزيد، فضلاً عن مداخلة حول شخصية السندباد وتأثيرها في الشعر العربي المعاصر بقلم د.يحيى عمارة.

وفي باب “أمكنة وشواهد”إطلالة على مدينة بيت لحم التي تمّ اعتمادها عاصمة للثقافة العربية لسنة 2020 بقلم حسن بن محمد، وجولة في ربوع مدينة براغ التي تعدّ متحفاً مفتوحاً بقلم د.أمل الجمل، إضافة إلى بانوراما بديعة حول الخرطوم التي كتب النيل اسمها في التاريخ بقلم عامر الدبك.

أمّا في باب “أدب وأدباء”فتطرّق د.محمد صبيح إلى القصّة القصيرة التي تخالف بروح تجريبية السرد المألوف، وذكّر عزت عمر بمشروع حلقة (الإحياء والبعث) الشعرية التي جسّدت مشاعر التوق لمواكبة التطوّر والتقدّم، وقدّمت رولا حسن قراءة في رواية (عشّاق وفونوغراف وأزمنة) للأديبة العراقية لطفية الدليمي التي تسرد فيها حكاية بغداد، وتناول مدحت صفوت المفكّر والناقد الأميركي هارولد بلوم الذي يعدّ من أكثر النقّاد نفوذاً وتأثيراً، وكتبت عزة أحمد حامد عن العالم الدكتور حامد عبد الفتاح الذي دخل كلّ بيت مصري من خلال برنامجه التلفزيوني (عالم البحار)، فيما سلّط د.سعيد بنكراد الضوء على تجربة الروائي العراقي عبد الخالق الركابي الذي يتعامل بحنكة مع التجريب في بناء رواياته، واحتفى وليد رمضان بالأديبة نعمات أحمد فؤاد التي دافعت عن وطنها وتراثه الحضاري، أمّا د.بهيجة إدلبي فأخذتنا إلى عالم الهمس والبوح لدى الشاعرة ملك عبدالعزيز التي تبحث عن جوهر الأشياء في اللغة، وتوقّف د.أحمد حسين حمدان عند القاصّة مريم جمعة فرج التي رحلت مؤخراً تاركة أبطال قصصها يواصلون البحث في البحر عن الغائبين من أحبّائهم بلا انتهاء، وتناول محمود حسانين الكاتب ألبير قصيري الذي يعتبر فولتير النيل، وقدّم د.ضياء خضير قراءة في مجموعة الشاعر علي العامري (خيط مسحور) التي تميّزت بلغة شعرية ترسم حدود وأطراف عوالم تجربته الحياتية، وتساءل د.عبدالسلام المغناوي حول تعايش الإبداع الورقي مع الأدب الرقمي، ورصد عبده وازن محاور رواية (الموت غرقاً) للياباني كنزابورو أوي بين الأب والابن ومأساة هيروشيما، كما تناول ناجي العتريس الأديب الراحل علاء الديب الذي يمتلك قدرة فريدة على تقديم المواهب وتشجيع المبدعين، وحاور محمد الحمامصي الروائي والقاص محمد صالح البحر الذي يتكىء على فيض الموروثات الشعبية.

في باب “فن.وتر.ريشة” كائنات المخيال..معرض تجاوز المألوف- بقلم محمد العامري، تنويعات التداخل التعبيري والجمالي في أعمال الفنانة مهدية آل طالب – بقلم أديب مخزوم، ليلى نصير..لوحاتها تحكي وتنشد شعراً- بقلم غيثاء رفعت، سيد مكاوي والفنّ الأصيل- بقلم مجدي إبراهيم، محمد صبحي من الرموز التي أثرت المسرح العربي – بقلم هيا زيدان، فرانك فيديكند رائد المسرح التعبيري في القرن الـ19 – بقلم محمد خليل،فيلم (الإيرلندي) منافسة رائعة في الأداء التمثيلي – بقلم أسامة عسل.

من جهة ثانية، تضمّن العدد مجموعة من المقالات الثابتة، منها:الدراما والتاريخ.. طومان باي نموذجاً– د.محمد صابر عرب، الشعر والواقع..غربة واغتراب–عمر شبانة، ثقافة الحارة العربية وتحولات الزمن– أنيسة عبود، نهى صبحي تحاول ملامسة أعماق النفس البشرية – اعتدال عثمان، الاستغراب الشعري في (الديوان الغربي) للشاعر الشرقي– د.حاتم الصكر،د.زكي نجيب محمود وقراءة متأخرة للتراث– د.عبدالعزيز المقالح، إلماحات منهجية حول مشروعية القصيدة الحديثة – أحمد يوسف داوود، عبدالإله بلقزيز ودور المثقف – د.سعيد عبيدي، اللغة والغموض في النص الأدبي – حسن الربيح، الإيهام والتشكيل– نجوى المغربي، تماسك الفضاء الروائي عند شهلا العجيلي– د.انتصار البناء، رسائل ومكاتيب–نبيل سليمان،الرواية التاريخية ورواية التاريخ– سلوى عباس، قلق ثقافي– نوال يتيم، الحياة وحب البقاء–مفيد أحمد ديوب، نادر القنّة..حسّ نقدي مجتهد– أنور محمد، الكتاب في مرآة (الكاريكاتير) – فوزي مرسي،محمد آيت ميهوب نموذجاً لبراعة المترجم – مصطفى عبدالله، الأدب النسوي من منظور الثقافة الشعبية – د.بشير غريب،المسردية بين المسرح والسرد –عزالدين جلاوجي، مسرح الطفل..نظرة تأملية – سوسن محمد كامل، المسرح السوداوي الكفيف – لينا أبوكر.

وفي باب “تحت دائرة الضوء” قراءات وإصدارات: (الرواية والتراث السردي) دراسة تحليلية لدور التراث في الرواية العربية – بقلم ناديا عمر، قراءة جمالية لتسعين فيلماً مصرياً – بقلم سعاد سعيد نوح، أدب الرحلة الخيالية في كتاب اليمني عبد الوهاب سنين – بقلم أحمد الأغبري، رسم الشخصيات وتباين سرد الأحداث في (حفل عيد ميلاد) – بقلم مصطفى غنايم، الإحالي والتخييلي في رواية (ذئبة الحب والكتب) – بقلم د.هويدا صالح، تذكرتان ليستا للسفر في رواية وراد خضر (جواز سفر) – بقلم غسان كامل ونوس، (ليل القرابين) جديد الكاتب المسرحي السوري أحمد إسماعيل – بقلم د.أديب حسن محمد، (من زاوية فلسفية) لـ زكي نجيب محمود – بقلم نجلاء مأمون.

ويفرد العدد مساحة للقصص القصيرة والترجمات لكوكبة من الأدباء والمبدعين العرب، وهي: خالد عبدالرؤوف ماضي”طيور لا تحلق” / قصّة قصيرة، قراءة في )طيور لا تحلق( بقلم د.سمر روحي الفيصل، د.أماني محمد ناصر”حالة التباس”/ قصّة قصيرة، ممدوح عبدالستار”نافذة ضيقة” /قصّة قصيرة، أميرة الوصيف “حواء تتذكّر” / قصّة مترجمة، إضافة إلى “أدبيات” من إعداد فواز الشعار.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى