سياسةمجتمع

الدارالبيضاء: مسيروها من البيجيدي يضعونها ضحية قروض لا تنتهي وتقاد للإفلاس ..

سيكون‭ ‬على‭ ‬مجلس‭ ‬مدينة‭ ‬الدار‭ ‬البيضاء‭ ‬الذي‭ ‬سينتخب‭ ‬في‭ ‬الولاية‭ ‬القادمة‭ ‬أن‭ ‬يضع‭ ‬برنامج‭ ‬عمله‭ ‬رهن‭ ‬أداء‭ ‬ديون‭ ‬البنك‭ ‬الدولي‮.‬‭ ‬التي‭ ‬اقترضها‭ ‬المجلس‭ ‬الحالي‭ ‬للمساهمة‭ ‬في‭ ‬برنامج‭ ‬تنمية‭ ‬الدار‭ ‬البيضاء‭ ‬2020‭/‬2015‭.‬، فهذا‭ ‬القرض‭ ‬الذي‭ ‬تبلغ‭ ‬قيمته‭ ‬200‭ ‬مليار‭ ‬سنتيم‭ ‬وكانت‭ ‬المدينة‭ ‬قد‭ ‬توصلت‭ ‬بأول‭ ‬شطر‭ ‬منه‭ ‬في‭ ‬سنة‭ ‬2017‮.‬‭ ‬ألزم‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬البنك‭ ‬الدولي‭ ‬المدبرين‭ ‬للشأن‭ ‬المحلي‭ ‬البيضاوي‭ ‬باحترام‭ ‬بنود‭ ‬وضعها‭ ‬البنك،‭ ‬تذهب‭ ‬في‭ ‬اتجاه‭ ‬ضمان‭ ‬استرداد‭ ‬أمواله‭.

القرض‭ ‬الممنوح‭ ‬للجماعة‭ ‬الحضرية‭ ‬للعاصمة‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬يعفيها‭ ‬مدة‭ ‬سبع‭ ‬سنوات‭ ‬سيكون‭ ‬عليها‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬المدة‮.‬‭ ‬أداء‭ ‬الفوائد‮.‬‭ ‬وبعد‭ ‬مرور‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬سيكون‭ ‬عليها‭ ‬أداء‭ ‬أصل‭ ‬القرض‭ ‬أي‭ ‬المئتي‭ ‬مليار‮.‬‭ ‬مرت‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات‭ ‬ومازالت‭ ‬أمام‭ ‬المجلس‭ ‬أربع‭ ‬سنوات‭ ‬لتسديد‭ ‬فوائد‭ ‬البنك‮.‬‭ ‬ولم‭ ‬يتبق‭ ‬من‭ ‬عمر‭ ‬هذا‭ ‬المجلس‭ ‬سوى‭ ‬سنة‭ ‬ونصف‮.‬‭ ‬ستعقبها‭ ‬انتخابات‭ ‬بلدية،‭ ‬ليصعد‭ ‬مجلس‭ ‬جديد‭ ‬يعطيه‭ ‬القانون‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬مدة‭ ‬سنة‭ ‬لوضع‭ ‬برنامج‭ ‬عمله‮.‬

‭ ‬أي‭ ‬أن‭ ‬مدة‭ ‬أداء‭ ‬الفوائد‭ ‬لوحدها‭ ‬ستطول‭ ‬وتتمدد‭ ‬لسنة‭ ‬أخرى‭ ‬على‭ ‬الأقل،‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬كانت‭ ‬للمجلس‭ ‬القادم‭ ‬عصا‭ ‬سحرية‭ ‬يفي‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬بالتزاماته‭ ‬تجاه‭ ‬البنك،‭ ‬لكن‭ ‬أمام‭ ‬هول‭ ‬الديون‭ ‬التي‭ ‬سيجدها‭ ‬أمامه،‭ ‬سيكون‭ ‬هاجس‭ ‬أداء‭ ‬قرض‭ ‬البنك‭ ‬الدولي‭ ‬هو‭ ‬عماد‭ ‬برنامج‭ ‬عمله،‭ ‬لماذا؟‭ ‬لأن‭ ‬المجلس‭ ‬الحالي‭ ‬لم‭ ‬يقم‭ ‬بأي‭ ‬خطوة‭ ‬تنموية‭ ‬قد‭ ‬تساعد‭ ‬في‭ ‬الرفع‭ ‬من‭ ‬المداخيل‭ ‬المالية‭ ‬للتغلب‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬القروض،‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬البنك‭ ‬الدولي‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬ولن‭ ‬يكون‭ ‬رحيما‭ ‬مع‭ ‬أي‭ ‬جهة‭ ‬التجأت‭ ‬إليه‮.‬‭

‬فالمجلس‭ ‬الحالي‭ ‬لم‭ ‬يتمكن‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬الآن‭ ‬من‭ ‬تقليص‭ ‬حجم‭ ‬الباقي‭ ‬استخلاصه،‭ ‬أي‭ ‬المداخيل‭ ‬المالية‭ ‬المستحقة‭ ‬لفائدة‭ ‬المدينة،‭ ‬والتي‭ ‬بلغت‭ ‬اليوم‭ ‬1600‭ ‬مليار،‭ ‬لأنه‭ ‬لم‭ ‬يبذل‭ ‬أي‭ ‬مجهود‭ ‬ولم‭ ‬يرسم‭ ‬خطة‭ ‬عمل‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬أن‭ ‬تصون‭ ‬مداخيله‭ ‬المالية،‭ ‬أيضا‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬بأي‭ ‬خطوة‭ ‬لتثمين‭ ‬ممتلكاته‭ ‬لتحصيل‭ ‬أموال‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬أمس‭ ‬الحاجة‭ ‬إليها‮.‬‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إعادة‭ ‬الحيوية‭ ‬لهذه‭ ‬الممتلكات‭ ‬تنفع‭ ‬الاستثمار‭ ‬وخزينة‭ ‬المدينة،‭ ‬كما‭ ‬أحجم‭ ‬عن‭ ‬خلق‭ ‬علاقات‭ ‬تشاركية‭ ‬بينه‭ ‬وبين‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص،‭ ‬وإذا‭ ‬ما‭ ‬عدنا‭ ‬إلى‭ ‬مسار‭ ‬المجلس،‭ ‬لم‭ ‬يسجل‭ ‬ولو‭ ‬لقاء‭ ‬واحد‭ ‬مع‭ ‬الصناعيين‭ ‬والخدماتيين‭ ‬والمقاولين‭ ‬وغيرهم،‭

‬كما‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يقم‭ ‬ولو‭ ‬بمبادرة‭ ‬واحدة‭ ‬لتشجيع‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬القطاعات،‭ ‬أي‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬المجلس‭ ‬لم‭ ‬يؤسس‭ ‬لأرضية‭ ‬تخلق‭ ‬الأريحية‭ ‬اللازمة‭ ‬للمستقبل‭ ‬التدبيري‭ ‬للجماعة‭ ‬الحضرية‮.‬‭ ‬بل‭ ‬عمد‭ ‬إلى‭ ‬النفخ‭ ‬في‭ ‬التقديرات‭ ‬المالية‭ ‬إرضاء‭ ‬لشروط‭ ‬البنك‭ ‬الدولي،‭ ‬دون‭ ‬خلق‭ ‬مستقبل‭ ‬للموارد‭ ‬المالية،‭ ‬حتى‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الباب‭ ‬التجأ‭ ‬إلى‭ ‬صندوق‭ ‬الأشغال‭ ‬المخصص‭ ‬للتجهيز‭ ‬وتقوية‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬وضخ‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬أمواله‭ ‬في‭ ‬التسيير‭ ‬لأداء‭ ‬عمال‭ ‬شركة‭ ‬النقل‭ ‬القديمة‮.‬‭ ‬وإذا‭ ‬علمنا‭ ‬أن‭ ‬البنك‭ ‬الدولي‭ ‬أقرض‭ ‬مجلس‭ ‬المدينة‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬ضمانة‭ ‬من‭ ‬الدولة،‭ ‬فإننا‭ ‬اليوم‭ ‬أمام‭ ‬مجلس‭ ‬دخل‭ ‬مخاطرة‭ ‬مالية،‭ ‬الأولى‭ ‬تتجلى‭ ‬في‭ ‬تدبير‭ ‬وتنمية‭ ‬المدينة‭ ‬ورهن‭ ‬برامجها‭ ‬المستقبلية‮.‬‭ ‬بالعمل‭ ‬لصالح‭ ‬تسديد‭ ‬قرض‭ ‬البنك‭ ‬الدولي،‭ ‬والثانية‭ ‬وفي‭ ‬حال‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يقو‭ ‬المجلس‭ ‬القادم‭ ‬على‭ ‬أداء‭ ‬ما‭ ‬بذمته،‭ ‬فإننا‭ ‬سنكون‭ ‬أمام‭ ‬مغامرة‭ ‬برصيد‭ ‬الثقة‮.‬‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬سيؤثر‭ ‬على‭ ‬باقي‭ ‬المدن‭ ‬المغربية‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬فكرت‭ ‬في‭ ‬الالتجاء‭ ‬إلى‭ ‬البنك‭ ‬الدولي‭ ‬لدخول‭ ‬أي‭ ‬برنامج‭ ‬تنموي‭ ‬كبير‮.‬‭ ‬والأكثر‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬وذاك‭ ‬فإن‭ ‬المجلس‭ ‬الحالي،‭ ‬سيكون‭ ‬قد‭ ‬كبد‭ ‬الدولة‭ ‬أعباء‭ ‬مالية‭ ‬إضافية،‭ ‬بحكم‭ ‬أنها‭ ‬هي‭ ‬الضامنة‭ ‬لقرضه‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسة‭ ‬الغول،‭ ‬وسيكون‭ ‬عليها‭ ‬تسديد‭ ‬ما‭ ‬قدمته‭ ‬للدار‭ ‬البيضاء‭ ‬من‭ ‬أموال،‭ ‬لكنها‭ ‬في‭ ‬الأخير‭ ‬لن‭ ‬تضمن‭ ‬أي‭ ‬مجلس‭ ‬آخر‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬اختار‭ ‬اللجوء‭ ‬للبنك‭ ‬الدولي‭ ‬أو‭ ‬غيره

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى