ذاكرة

التوزاني وفصول من”ثورة لم تكتمل”:افتتاح المؤتمر1 للاتحاد الوطني للقوات الشعبية والاختيار الثوري..(الحلقة الأولى)

ستنقل “دابا بريس” لقرائها فصول من كتاب “ثورة لم تكتمل” والذي هو عبارة عن مذكرات ل امحمد التوزاني.و أيضا وثيقة تاريخية، يجري صياغتها من قلب تجربة العمل المسلح لحزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، فضلا عن أنها شهادة حية من كواليس التحضير لانتفاضة 3 مارس 1973، وحكاية “تنظيم الاختيار الثوري” وأحداث وتجارب نضالية سماها المؤلف “ثورة لم تكتمل” ثورة بكل انتصاراتها وخيباتها ودروسها.في هذا الكتاب/ المذكرات، الذي لا يغني نشر “دابا بريس” فصول منه، عن اقتنائه وقراءته كاملا، يبادر امحمد التوزاني أخ المرحوم محمد التوزاني مدير جريدة “الطالب” لسان حال الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، لتسليط الضوء على أحداث ساخنة عاشها المغرب مع البدايات الأولى للاستقلال، وكان هو واحد من طانعيها، ومقدما عبر هذا الكتاب الوثيقة معطيات ومعلومات وتفاصيل عنها.

وفيما يلي الحلقة الأولى من هذه السلسة:

حين انسحب بعض المؤتمرين مستغربين حضور نصراني ميشيل عفلق افتتاح مؤتمر الاتحاد الوطني للقوات الشعبية

انعقد المؤتمر الأول للاتحاد الوطني للقوات تاشعبية أيام 25 و26 و27 ماي 1962 بالمعرض الدولي بالدار البيضاء، وقد كنت عضوا في اللجنة التنظيمية لهذا المؤتمر صحبة المرحوم مصطفى القرشاوي، أحمد الخراص وآخرين من مناضلي جيلنا.

كنا بتهيء القاعة الكبرى، وتجهيزها بالكراسي والمنصة واللافتات، وكذلك تجهيز قاعة تقديم وجبات الطعام، وتنظيف المكان بعد انتهاء الوجبات الثلاث.

خارج هذه الأوقات، كنت ألتحق مع باقي المناضلين لحضور جلسات المؤتمرين، ولن أنسى الجلسة الافتتاحية لذلك المؤتمر، حيث اعتلى المنصة كل من عبدالرحيم بوعبيد، ومحمد البصري، عبدالرحمان اليوسفي، يتوسطهم الشيخ الفاضل محمد بلعربي العلوي، وأذكر بالمناسبة أن المؤتمر كان يضم عددا هائلا من الضيوف العرب من سوريا ومصر والعراق وفلسطين، وعددا من أصدقاء الحزب من دول أوربا، إلى جانب مجموعة من المفكرين والصحافيين والمناضلين من مختلف أنحاء المغرب، بواديه وحواضره.

كما أتذكر أنه خلال الجلسة افتتاح المؤتمر تقدم الضيف السيد ميشيل عفلق، أمين عام حزب البعث العربي الاشتراكي، ليلقي كلمته، فاستغرب بعض الحاضرين من وجود نصراني في المؤتمر، مما أدى إلى انسحاب البعض، فبادر أحد أعضاء الرئاسة، موضحا أن الأستاذ ميشيل مواطن عربي سوري مسيحي، وأمين عام لحزب البعث العربي الاشتراكي، معتذرا في نفس الوقت عن عدم التوضيح أكثر.

بعد انصرام الأيام المخصصة للمؤتمرين، وإصدار القرارات الختامية، تسرب من كواليس المؤتمر أنه عند صياغة التقرير الختامي شب خلاف حاد بين المهدي بن بركة والأستاذ عبدالله إبراهيم حول هذا التقرير، حيث تم اختيار التقرير المذهبي الذي أعده عبدالله إبراهيم ضدا على التقرير المعد من طرف المهدي بن بركة، الذي سينشر فيما بعد ببيروت باسم” الاختيار الثوري بالمغرب” بعد اختطاف الشهيد المهدي بن بركة في 29 أكتوبر 1965 بباريس، وكان المهدي قد عاد إلى المغرب في 15 ماي 1962، أسبوع قبل المؤتمر، بعد أن غادره في 11 يناير 1960، وكان قد بعث بتقريره بشهر بعنوان “النقد الذاتي” غير أن الكتابة العامة أبعدته وثبتت التقرير المذهبي لعبدالله إبراهيم.

كان لانتقالي من تازة “المغرب غير النافع” إلى الدارالبيضاء، المركز التجاري والصناعي والعمالي الكبير، دور أساسي في تكويني السياسي والثقافي.
فقد كان مقر الحزب بالبيضاء دائم الحركة لكثرة الأنشطة السياسية والثقافية التي تقام فيه باستمرار، كما كان لحضور العديد من قيادي الحزب ومثقفيه ومقاوميه دورا أساسيا في تكوين وتعبئة المناضلين، وجعلهم يستوعبون الصورة الحقيقية للأوضاع بالبلاد.

ولقد سمح لي حضوري، بين الآونة والأخرى، بمقر الحزب بلقاء مجموعة من قادة الحزب ومثقفيه كالمرحوم محمد عابد الجابري، والمقاومين كالمرحوم محمد البصري، وكذا المرحوم حسن صفي الدين (المعروف بحسن الأعرج) وغيرهم.

قبل التحافقي بالتدريس، بالمدرسة الابتدائية بمعسكر كودير 1959، كانت حكومة وطنية قد تشكلت بناء على رغبة من محمد الخامس، الذي طلب من عبدالله إبراهيم أحد قادة حزب الاستقلال، القريب من الاتحاد المغربي للشغل، تشكيل حكومة وطنية، بعد استقالة حكومة أحمد بلافريج التي لم تستطع مواجهة المشاكل التي تعرفها البلاد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى