رأي/ كرونيك

العمدة يخاطبكم: فاس قطعت مع النهب و مع الفساد و مع الريع !! ولاصوت يعلو على”شركة التنمية المحلية لمواقف السيارات “

عمدة مدينة فاس … رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة و التنمية … انتهى من الجهاد الأصغر ( تطبيع حزبه مع الكيان الصهيوني ) … و بدأ الجهاد الأكبر ( الرد على مناضلي الحزب الإشتراكي الموحد ).

في البداية لا يسعني إلا الإشادة بخرجة السيد ” الأزمي إدريس ” عبر الفايسبوك … للتواصل مع الرأي العام الوطني و المحلي … في قضية محلية … و أتمنى أن يستمر في خرجاته لتوضيح موقف حزبه من مجموعة من القضايا الوطنية و هو رئيس أعلى هيئة تقريرية لحزب رئيس الحكومة …

– يقول السيد العمدة في بداية شريط الڤيديو الذي يبلغ 6 دقائق و 35 ثانية … ” يقول : ” فضلت أن أتواصل مع الساكنة و مع المهنيين من خلال دورات المجلس أو عبر لقاء صحفي … ” السيد العمدة الذي يعتبر نفسه دكتورا و باحثا و إنسانا ذكيا … لا يفرق بين ” التواصل ” و ” الاتصال ” … و هكذا يعتبر أنه تواصل … على وزن ” تفاعل ” بما تحمله من معاني التشارك … مع الساكنة عندما يجري لقاءا صحفيا هنا … أو هناك … أو عندما يحضر دورة من دورات المجلس … فنعم ” التواصل ” هذا مع الساكنة … و مع المهنيين … أطلب من السيد العمدة … الدكتور الباحث … أن يبحث في الفرق بين ” التواصل ” و ” الاتصال ” … و يخبرنا بعد ذلك هل فعلا ما قام به هو تواصل أم اتصال …

– السيد العمدة و هو يتحدث عن الإنصات … و عن ” شركة التنمية المحلية لمواقف السيارات ” ركز على جانب وحيد و أوحد … هو الجانب التقني …و خاصة ما يرتبط بالتسعيرة … و طريقة الآداء … و أهمل طيلة الدقائق الست الحديث … عن التنمية … و جوانب التنمية … و كيف ستساهم هذه الشركة في تنمية مدينة فاس … و ما التزمت به في هذا الإطار … و لم يتحدث عن الجانب الاجتماعي لحراس الپاركينغات و ساكنة فاس و مواقف سياراتها أمام محلات إقاماتها … و لا عن الجانب الاقتصادي و مدى استفادة المدينة … كل همه هو التسعيرة و لا شيء غير التسعيرة …

– أخطر و أهم ما جاء في تصريح السيد العمدة قوله ” فاس قطعت مع النهب و مع الفساد و مع الرشوة و مع الريع ” … كم أتمنى من كل قلبي أن يكون صادقا في قوله هذا … كم سأكون ممتنا له لو كان قوله … قول حق … بل سأكون من الداعين للتصويت عليه و على حزبه … إن كانت فاس فعلا تحولت إلى واحة الديمقراطية بالمغرب … و قطعت نهائيا مع هذه الأمراض التي تنخر جسدنا .. فلا نجد بفاس و إداراتها و مؤسساتها … لا نهب و لا فساد و لا رشوة و لا ريع … بل سأطالب بأن نعيد لفاس هيبتها … لتعود من جديد عاصمة للوطن …

– يؤكد السيد العمدة أن فاس قطعت مع الريع و الفساد و الرشوة و النهب … و أن لا فضل في ذلك للحزب الاشتراكي الموحد … و لا مناضليه … و هذا لا يهمنا … ما يهم هو أن يكون صادقا في قوله … و أن لا نجد فسادا و لا رشوة و لا ريع و لا نهب … في المحاكم و في المستشفيات و في الكوميساريات و في كل الإدارات … و أن يعم الأمن و الأمان كل شوارع فاس
– يؤاخذ السيد العمدة على الرفيقة ” نبيلة منيب ” الأمينة العامة للحزب الإشتراكي الموحد … مقارنتها بين فاس و برشلونة … و يسائلها ” كيف سمحت لنفسك بالترخيص لبرشلونة ما لم ترخصي به لفاس ؟؟”

السيد العمدة … الدكتور الباحث … السياسي الزعيم … هل أنت متأكد من منطقية مقارنتك لمجلسك بمجلس برشلونة ؟؟ هل تقارن وزن النملة بوزن الفيل ؟؟ هل أتاك حديث المنتخبين المحليين لبرشلونة ؟؟ هل أتاك صراعهم ضد السلطة المركزية بمدريد … هل أتاك وقوفهم الند للند في وجه رئيس الحكومة الإسپاني ؟؟

هل بلغ لعلمك الدفاع المستميت لأعضاء مجلس برشلونة عن مجلسهم و استقلاليته و كم دفعوا الثمن غاليا بسبب دفاعهم هذا ؟؟؟هل تعلمون مدى استقلالية مجلس برشلونة و مدى قوته ؟؟؟ و مدى شفافيته ؟؟؟ هل تستطيع السيد العمدة أن ترفض قرارا وزاريا ؟؟ هل تستطيع مواجهة وزير الداخلية و وزارته ؟؟ بل هل تستطيع الوقوف في وجه الوالي أو العامل أو حتى القائد ؟؟

هل تعلم السيد العمدة ماذا كان دورك كمنتخب طيلة هذه الجائحة ؟؟ هل تستطيع أن تخبرنا كيف قاومت أنت و مجلسك قوانين الطوارئ الصحية و كيف واجهتها و هي تسلب منك حقوقك ؟؟ هل يمكنك أن تصرخ بأن سلطاتك كرجل منتخب هي أقوى من سلطات العامل كرجل معين ؟؟ أرجوك السيد العمدة … الزعيم السياسي … الدكتور الباحث … لا تقل بما ليس لك به علم … و توقف عن مقارنة ما لا يقارن … و لا تجعل من نفسك مرك أخرى أضحوكة للناس … بعد أضحوكة ” الديبخشي ”

– السيد العمدة استعظمت أن يتحول أمر الاحتجاج على ” شركة التنمية المحلية لمواقف السيارات ” من ” الجانب التقني و الجانب المواطن ليأخذ بعدا سياسيا ” السيد العمدة … رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة و التنمية … و أحد زعمائها السياسيين … واش من نيتك كتكلم ؟؟ هل فعلا تدعو إلى فصل المواطن عن السياسة ؟؟ هل أصبحت بين ليلة و ضحاها من دعاة إعطاء الأهمية للتيكنوقراط … على حساب السياسيين … و أن مشاكلنا هي تقنية أكثر مما هي سياسية … و أن مشاكل الوطن و المواطنين هي تقنية … و لا بعد لها سياسي ..؟؟ أهذا أثر قبولكم و أنت رئيس أعلى هيئة تقريرية للحزب الحاصل على الأغلبية البرلمانية … قبولكم بوزراء تقنوقراط في حكومة يترأسها حزبكم … فعاش التقنوقراط … و لا عاش السياسيون …

– السيد العمدة … رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة و التنمية … أيها الباحث الدكتور الذكي كما وصفت نفسك … ما هذا الذكاء و أنت تستكثر على ” أمينة عامة ديال واحد الحزب دخلت على الخط ” أليس من دور الأحزاب السياسية الاهتمام بالمواطنين ؟؟ الاهتمام بكل همومهم و مشاكلهم ؟؟ تبني مطالبهم و الوقوف معهم ؟؟ أم أن في حزبك هناك مفهوم آخر للعمل السياسي ؟؟ و دور آخر للأمين العام … و ربما هو دور الطرطور ؟؟ أو دور الكركوز ؟؟ و دور الانقلاب على كل قيم و مبادئ الحزب للتشبث بالكرسي الوثير ؟؟

– السيد العمدة … عمدة فاس … غضب غضبا شديدا … عندما قالت الرفيقة نبيلة منيب بأن ” فاس كانت ذكية عندما كان العالم غبيا ” … و من شدة غضبه صرح ” لا حاجة لأهل فاس بأن يذكرهم بالماضي ” أي غباء هذا ؟؟؟ أي تسلط هذا ؟؟ أي استبداد أكثر من هذا ؟؟ حتى التاريخ يريدون السطو عليه … و منع الناس من الحديث و الخوض في التاريخ … ثم يستمر السيد العمدة في غيه و يقول ” العالم كامل ذكي و أنت لوحدك غبية … ” و الصمت هنا خير من الجواب … لأن جميعكم … سيعرف أي نوع من الكلام هو هذا … و لمن يمكننا أن ننسبه و صدق من قال ” إذا نطق السفيه فلا تجبه فخير من إجابته السكوت ”
و في الختام ننتظر من السيد العمدة … رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة و التنمية … أن يخرج لنا بڤيديوهات أخرى … يناقش فيها قضايا يراها هو أهم … و ذات أهمية قصوى … و لتكن رأي الحزب في صناديق التقاعد و كيف تم القضاء على التقاعد … و في تخريب المدرسة العمومية و التوظيف بالتعاقد … و عن تدمير قطاع الصحة العمومية و انهياره أمام جائحة كورونا … و عن ميزانية الدولة و أين تذهب … و عن أسطول سيارات الدولة و كيف يتم استنزافها … و عن الريع كل أنواع الريع … و عن القضاء و استقلال القضاء … و عن العودة القوية للقمع و الاعتقالات و المحاكمات المتتالية للصحافيين و المدونين و كل الأصوات المعارضة … و عن … و عن … المهم إن لم تستحي فقل ما شئت …

قال تعالى ” وَقُلِ ٱعْمَلُواْ فَسَيَرَى ٱللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُۥ وَٱلْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَٰلِمِ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَٰدَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ”

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى