رأي/ كرونيك

فكرة اندماج مكونات FGD بين الميلاد الطبيعي والميلاد بعملية قيصرية… والإجهاض

عبد الرحمان الغندور

لا أتدخل في الشؤون الداخلية لفدرالية اليسار ومكوناتها، فأنا لا أمتلك هذا الحق، لكني كمواطن مغربي يساري، ساهم في كل مراحل حياته في الحركة اليسارية المغربية بكل تجلياتها ومكوناتها.

وحتى حين توقف الحضور التنظيمي، ظل المبدأ المناصر والمحاور والمؤيد لكل المبادرات التي ترمي إلى تجميع قوى اليسار داخل مكون سياسي واجتماعي فاعل. ولعل هذ المبدأ هو ما يشفع لي ويعطيني الحق كي أطرح تخوفاتي تماما كما أعلن مناصرتي.

كل من يروم بناء عرض سياسي جديد بناء على رؤية قصيرة تعتمد على ما هو ظرفي وآني فقط، دون احتساب مؤشر المتغيرات المرتقبة، والتحولات الممكنة، والقدرة الفكرية على الملاءمة بين التطورات الحتمية التي يفرضها الواقع، والمرتكزات المبدئية التي يفرضها العقل والأخلاق…

كل من لا يملك ذلك، سيجد نفسه ضحية الرؤية الظرفية الآنية. وسيسير بوعي أو بدونه، في الطريق إلى هوامش الحياة السياسية التي تؤدي إلى اندثار السائرين فيها، أفراد وجماعات .

أسباب هذه الفكرة، ترجع إلى ما أتوصل به من رفاق أعزاء عن طبيعة النقاش الذي يدور حول فكرة اندماج مكونات فيدرالية اليسار الديمقراطي، بين أطراف الاندماج من جهة، وداخل كل طرف على حدة، من جهة أخرى. وحسب العديد من الرفاق الذين تقاسمت معهم هم الفكرة اليسارية والديمقراطية، من الاتحاد الاشتراكي إلى رفاق الطليعة والوفاء للديمقراطية والمؤتمر الاتحادي والاشتراكي الموحد، فإن النقاش يتخندق في من مع الاندماج، ومن ضده… وأن المبررات المعلنة لكل طرف، محكومة في غالبيتها بهاجس ظرفي يتعلق ب” موسم الانتخابات ” المقبلة، وهاجس ” التطلعات ” الذاتية المتعلقة بقيادة المرحلة سواء على مستوى الحزب المندمج أو داخل كل مكون من مكونات فيدرالية اليسار الاندماج…

وأمام هذا التخندق المغرق في الظرفية والذاتية يضيع مفهوم بناء العرض السياسي والاقتصادي والاجتماعي الجديد وتغيب عملية الانفتاح المكونات الجمعوية والبشرية الفردية التي نتقاسم معها هموم التغييرات الديمقراطية كما تغيب استراتيجية الانفتاح على الشرائح المعنية فعليا ومباشرة بقضية التغيير

وبالتالي تغيب فكرة بناء الوعاء السياسي الديمقراطي الاشتراكي الذي يحتوي الجميع من حيث المبادئ الكبرى، ويسمح للاجتهادات بأن تتفاعل من المغرب الممكن.
ولعل هذا ما يقصده الرفيق رضوان عبابو حين يحذر من فقدان الرفاق لبعضهم في هذا المنعرج الخطير قبيل الانتخابات بسبب الانغلاق في الجواب عن سؤال من مع الاندماج ومن ضده، ويدعو إلى الجواب الثالث حين يقول :

( يجب أن نسرع الخطى في الانفتاح والعمل أكثر بمنهجية الحزب الاشتراكي الكبير حيث يغدو تصور المكونات الثلاث ثانويا وليس هدفا لذاته بل وسيلة.. يجب فتح نقاش مع كل المكونات ذات الأفق المشترك بدون استثناء ليس هذا بتعويم للنقاش بل فكرة نابعة من صميم الفؤاد. )

أشارك رفيقي رضوان، هذا الجواب الثالث، لأن الحضور السياسي لليسار، لا بد أن يكون أولا حضورا مجتمعيا وازنا قادرا على انتزاع التمثيلية المجتمعية التي تمنحه الشرعية السياسية، وهذا لا يتأتي إلا إذا أعدنا النظر جميعا كيساريين ديمقراطيين في أدوات اشتغالنا ومناهج تحليلاتنا وتفكيرنا، وآليات فهمنا وتواصلنا مع ذواتنا ومع الآخرين ولا سيما من نقاسمهم الحد الأدنى من المفاهيم والمبادئ والتصورات.

فكل نزوع ” منغلق ” ويدعي الانفتاح، وكل تصور ذاتي ويدعي الموضوعية، وكل استحضار للظرفية بادعاء حضور المستقبل، وكل ممارسة معلنة تخفي بواطنها المكتومة….كل ذلك يفتح الباب للأفراد والمكونات على هوامش المجتمع والسياسة والتاريخ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى