من هو لقمان سليم الناشط اللبناني الذي عثر عليه مقتولا؟
رغم انتمائه للطائفة الشيعية، إلا أن لقمان سليم عرف برفضه القطعي للطائفية.
وأثار اغتياله موجة انتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي، وحل اسمه أولا على لائحة الأوسمة المستخدمة في لبنان.
الموثق والناشر
وكان سليم (58 عاماً) يدير مركز “أمم” للأبحاث والتوثيق في جزء من منزله في حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله، الأمر الذي كان يُنظر إليه على أنه تحد للحزب الشيعي.
اهتم لقمان سليم كثيرا بتوثيق ذاكرة الحرب الأهلية (1975-1990) خصوصا لتسليط الضوء على ملف المفقودين. وكان يعمل مؤخرا على مشروع لأرشفة يوميات الحرب السورية.
أسس في مطلع التسعينيات “دار الجديد” للنشر. وأنتج مع زوجته الألمانية مونيكا بورغمان فيلمين وثائقيين أحدهما لتوثيق مجزرة صبرا وشاتيلا خلال الحرب الأهلية في لبنان، والثاني حول سجن تدمر في سوريا حيث تعرض سجناء لبنانيون للتعذيب.
على حسابيه على “تويتر” و”فيس بوك” ، كان سليم ينشر تعليقات ينقلها عن شخصيتين وهميتين على الأرجح يحملان اسمي “صديقتي الشريرة” و”سعيد الجن”. وبين هذه التعليقات، انتقادات لاذعة لحزب الله وإيران الداعمة له.
تهديدات استهدفت لقمان سليم
سبق للقمان سليم أن تحدث عن تهديدات تعرض لها. وفي ديسمبر 2019، تجمع عدد من الأشخاص أمام منزله في حارة حريك، مرددين عبارات تخوين، وألصقوا شعارات على جدران المنزل كتب عليها “لقمان سليم الخائن والعميل”، و”حزب الله شرف الأمة”، و”المجد لكاتم الصوت”.
وعلى الأثر نشر سليم بيانا اتهم فيه من أسماهم بـ”خفافيش الظلمة” بالقيام بذلك، وحمل الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله وحليفه رئيس مجلس النواب نبيه بري مسؤولية ما جرى و”ما قد يجري” ضده وضد عائلته ومنزله.
ويتهم أنصار حزب الله سليم بأنه مقرب من الولايات المتحدة ويعمل لصالحها في لبنان.
“الصوت المستقل والصادق”
ودان وزير الداخلية اللبناني محمد فهمي في حديث لقناة محلية “جريمة مروعة ومدانة”. وعبر المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيش عن حزنه “لخسارة لقمان سليم المأسوية”، واصفا إياه بـ”الناشط المحترم” و”الصوت المستقل والصادق”.
ودعا السلطات للتحقيق بـ”سرعة وشفافية” في الاغتيال، مشددا على ضرورة ألا يشبه ما يحصل في التحقيق المستمر في انفجار مرفأ بيروت في الرابع من غشت، والذي لم ينتج عنه شيء حتى الآن. وأضاف كوبيش “الناس يجب أن يعرفوا الحقيقة”.
وقال مصدر أمني لوكالة الأنباء الفرنسية إنه تم العثور على سليم “مقتولا بإطلاق نار في رأسه داخل سيارته في العدوسية” في جنوب لبنان.
وكانت عائلة الناشط والباحث السياسي أبلغت عن اختفائه مساء الأربعاء، مشيرة إلى أنه غادر قرية جنوبية، وكان يفترض به أن يعود إلى بيروت.
وأوضح المصدر الأمني في وقت لاحق أن “سليم كان يزور صديقا له في الجنوب”، مشيرا إلى أن القوى الأمنية لم تعثر على أوراقه الثبوتية، وقد تعرف مقربون منه عليه.
وتوجه طبيب شرعي إلى المكان حيث عثر على أربعة “مظاريف فارغة” لرصاصات استخدمت في الجريمة. وأوضح المصدر أنه عثر على السيارة “على طريق فرعي في العدوسية” جنوب لبنان.