استمرار الاحتجاجات على خلفية سجن مغني راب كاتالوني والحكومة تقول إنها ستتصدى لـ”العنف”
أعلنت الشرطة الإسبانية توقيف 16 شخصا، ليل الخميس الجمعة، إثر تجدد المظاهرات العنيفة للّيلة الثالثة على التوالي على خلفية سجن مغني راب كاتالوني أدين بإهانة النظام الملكي وقوات الأمن.
واندلعت المظاهرات مساء الثلاثاء في إقليم كاتالونيا (شمال شرق) إثر توقيف بابلو هاسل (32 عاما) بعد تحصنه الاثنين في جامعة في محاولة لمنع توقيفه، في قضية مثيرة للجدل تتعلق بحرية التعبير.
في برشلونة (شمال شرق) أوقف ثمانية أشخاص بسبب “أعمال تخريب واشتباكات” بحسب الشرطة الإقليمية التي كانت قد ألقت القبض على 51 شخصا في كل أنحاء كاتالونيا خلال الليلتين السابقتين.
وألقى المتظاهرون مقذوفات على الشرطة وأقاموا حواجز بحاويات قمامة وأثاث شوارع أضرموا النيران فيها، وهاجموا مكتب إحدى الصحف اليومية. وقد أصيب ستة أشخاص، بحسب خدمات الطوارئ.
وفي فالنسيا (شرق)، تحولت المظاهرة المؤيدة لمغني الراب بابلو هاسل إلى اشتباكات مع الشرطة التي هاجمت المحتجين وأطلقت الرصاص المطاطي.
وبحسب الشرطة، تم توقيف ثمانية أشخاص وجرح عشرة من أفرادها. ولم تذكر خدمات الطوارئ ما إذا كان أي من المحتجين قد أصيب.
وفي المجموع، أوقف نحو مئة شخص منذ الثلاثاء وأصيب كثر آخرون بجروح من بينهم فتاة فقدت إحدى عينيها في برشلونة، على الأرجح بعد إصابتها برصاصة مطاطية.
“سنتصدى لكل أشكال العنف”
وفي أول رد فعل حكومي، أكد رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز الجمعة أن الحكومة الإسبانية “ستتصدى لكل أشكال العنف”.
وقال “الديمقراطية لا تبرر العنف أبدا”، في أول بيان علني له منذ بدء الاحتجاجات العنيفة.
وأضاف الزعيم الاشتراكي “في نظام ديمقراطي بالكامل كما الحال في إسبانيا، استخدام العنف مرفوض. وليس من استثناء للقاعدة” في إشارة إلى تصريحات زعيم بوديموس، بابلو إيغليسياس الذي قال إن سجن هاسل يطرح تساؤلات حول الديموقراطية في إسبانيا.
وكانت المعارضة المحافظة في إسبانيا قد انتقدت رئيس الوزراء لعدم إدانته علنا الاحتجاجات ودعته لفك الشراكة مع بوديموس بسبب دعمه للمتظاهرين.
ومن المقرر تنفيذ إضراب وتنظيم مظاهرة طلابية الجمعة في كاتالونيا، مسقط رأس المغني حيث تكون التعبئة أقوى. وعلى الرغم من أن التظاهرات بدأت في كاتالونيا التي يتحدر منها المغني، إلا أنها امتدت إلى مدن أخرى من بينها مدريد حيث يتوقع تنظيم تظاهرة السبت.
دعم المعارضين للفاشية
كشفت تلك المواجهات عن شرخ صارخ في الائتلاف اليساري الحاكم في إسبانيا، عندما غرد النائب عن “بوديموس” بابلو إيشينيكوي معلنا تأييده للمحتجين فيما كانت المظاهرات تشتد ليل الأربعاء.
وكتب على تويتر “كل دعمي للشباب المعارضين للفاشية الذين يطالبون بالعدالة وحرية التعبير في الشوارع”، ما أثار سيلا من الإدانات من كافة الأطياف السياسية.
وانبثق بوديموس عن حركة “إينديغنادوس” (ساخطون) المعارضة للتقشف والتي احتلت ساحات مدن في أنحاء إسبانيا العام 2011. وقال الحزب إن قضية هاسل تسلط الضوء على “الإخفاقات الديمقراطية” في إسبانيا.
لكن وزير النقل خوسيه لويس أبالوس قال إن الدفاع عن الديمقراطية لا ينبغي أن يكون عنيفا.
وقال للصحافيين “الأشخاص المسالمون لا يقومون بأعمال عنف… وفي نظام ديمقراطي، لا يتم التعبير عن الحقوق من خلال العنف”.
وبالرغم من إعلان الحكومة الأسبوع الماضي عزمها جعل القوانين المتعلقة بحرية التعبير أقل تقييدا، إلا أن ذلك لا يغير من سجن هاسل، وقال بوديموس إنه سيطلب عفوا له.
وحكم على هاسل المعروف بأفكاره اليسارية المتطرفة، بالسجن تسعة أشهر على خلفية تغريدات اعتبرت بأنها تمجد الإرهاب وتسجيلات فيديو تحض على العنف. وقالت المحكمة إن حرية التعبير لا ينبغي استخدامها “شيكا على بياض للإشادة بمرتكبي أعمال إرهابية”.
كما حكم عليه بدفع غرامة قدرها 30 ألف يورو (36 ألف دولار) بتهم الشتم والتشهير والقدح على خلفية تغريدات شبهت الملك السابق خوان كارلوس الأول بزعيم مافيا، واتهمت الشرطة بتعذيب وقتل متظاهرين ومهاجرين.