حول العالمفي الواجهة

تقرير إخباري مفصل: ماكرون..روسيا تسعى لتحقيق أهدافها بأوكرانيا”سواء بالوسائل الدبلوماسية أو العسكرية”

قال الكرملين، في بيان: إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبلغ نظيره التركي رجب طيب أردوغان في مكالمة هاتفية، أمس، أن روسيا لن توقف عمليتها العسكرية إلا إذا أوقفت أوكرانيا القتال وتمّت تلبية مطالب موسكو.

وأضاف الكرملين، في بيان: إن بوتين قال، إن العملية تسير وفقاً للخطة والجدول الزمني، وإنه يأمل في أن يتخذ المفاوضون الأوكرانيون نهجاً بناء في المحادثات، وأن يأخذوا في الحسبان الواقع على الأرض.

وبحسب رواية الكرملين عمّا دار في الاتصال الهاتفي، أضاف بوتين: إن “العملية الخاصة” التي تنفذها روسيا تسير وفقاً للخطة والجدول الزمني لها.

وقال الكرملين: “جرى التشديد على أن وقف العملية الخاصة ممكن فقط إذا أوقفت كييف العمليات العسكرية ونفذت المطالب الروسية المعروفة”.

كما أكد بوتين لنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون أن روسيا تسعى إلى تحقيق أهدافها في أوكرانيا “سواء بالوسائل الدبلوماسية أو العسكرية”، وفق ما أفاد قصر الإليزيه.

ونقل مسؤول في الرئاسة الفرنسية عن الرئيس الروسي قوله لماكرون: إن روسيا ستحقق أهدافها في أوكرانيا “إما بالتفاوض وإما بالحرب”، مضيفاً: إن الرئيس الروسي شدد على أنه “لا يعتزم” مهاجمة المواقع النووية الأوكرانية.

وقال المسؤول، طالباً عدم كشف هويته: إن الرئيس الفرنسي لمس لدى بوتين “تصميماً كبيراً على تحقيق أهدافه”، بما في ذلك “ما يسميه الرئيس الروسي نزع سلاح أوكرانيا وتحييدها”.

وطالب بوتين بالاعتراف بشرعية ضم روسيا لشبه جزيرة القرم الأوكرانية في العام 2014 واعتبارها أرضاً روسية، كما الاعتراف باستقلال منطقتَي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين في شرق أوكرانيا.

وأضاف المسؤول: إن هذه المطالب “غير مقبولة” من جانب الأوكرانيين.

ونفى بوتين أن يكون جيشه قد استهدف المدنيين، بعدما حضّه الرئيس الفرنسي على عدم تعريض المدنيين للخطر التزاماً بالقانون الدولي.

وتابع: إن ماكرون رد على بوتين قائلاً: إن “الجيش المهاجم هو الجيش الروسي”، وإنه “ليس هناك ما يدعو للاعتقاد بأن الجيش الأوكراني يعرّض حياة المدنيين للخطر”.

وكان ماكرون قد أعرب الأسبوع الماضي عن قلقه إزاء المخاطر التي تواجه المنشآت النووية في أوكرانيا؛ بعد الهجوم الذي تعرّضت له منشأة زابوريجيا الذرية التي تعد الأكبر من نوعها في أوروبا، والتي أصبحت تحت سيطرة القوات الروسية.

ونقل المسؤول في الرئاسة الفرنسية عن بوتين قوله: إنه “لا يعتزم شن هجمات على منشآت الطاقة هذه”، مضيفاً: إن سيد الكرملين أعرب عن استعداده للالتزام بمعايير الوكالة الدولية للطاقة الذرية فيما يتعلّق بحماية المنشآت النووية.

والاتصال الذي استمر وفق المسؤول ساعة و45 دقيقة، وبادر له ماكرون، هو الرابع بين الرئيسين منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير.

وبحسب الكرملين، حمّل بوتين، خلال الاتصال مع ماكرون، كييف مسؤولية تعثّر إجلاء المدنيين من مدينة ماريوبول التي تحاصرها القوات الروسية.

وجاء في بيان الكرملين: إن بوتين “لفت الانتباه إلى أن كييف لا تطبّق الاتفاقات التي تم التوصل إليها فيما يتعلق بهذا الشأن الإنساني”، بعد تعثّر تطبيق اتفاقين تم التوصل إليهما لإجلاء المدنيين من ماريوبول إثر اتّهامات بانتهاك وقف إطلاق النار.

وتعثّرت مجدداً، أمس، عمليات إجلاء المدنيين من ماريوبول التي تحاصرها القوات الروسية، فيما تخوّفت أوكرانيا من استهداف وشيك لمدينة أوديسا الساحلية على الرغم من تكثيف الجهود الدبلوماسية.

وفي حين لا تدل أي مؤشرات على تهدئة وشيكة، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي: إن روسيا “تتهيّأ لقصف أوديسا”، المدينة التاريخية المطلة على البحر الأسود والتي تضم ميناء، مشدداً على أن الخطوة ستشكل “جريمة حرب. ستكون جريمة تاريخية”.

ويقطن قرابة مليون شخص في أوديسا، المدينة الواقعة على ساحل أوكرانيا الجنوبي، والتي تضم ناطقين بالروسية والأوكرانية وأقليات بلغارية ويهودية.

وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أمس، “توقف” ثاني محاولة لإجلاء نحو مئتي ألف مدني من مدينة ماريوبول الإستراتيجية التي تحاصرها القوات الروسية في جنوب شرقي أوكرانيا.

وأفادت بلدية ماريوبول بأن الممر الإنساني كان من المفترض أن يفتح عند الساعة 12:00 (10:00 ت.غ)؛ لإتاحة إجلاء المدنيين إلى مدينة زابوروجيا التي تبعد نحو ثلاث ساعات.
واتّهم قائد الانفصاليين الموالين لروسيا، إدوارد باسورين، القوات الأوكرانية بعدم التقيّد بوقف إطلاق النار المؤقت، وفق ما نقلت عنه وكالة “تاس” الروسية للأنباء.

ومن شأن سقوط ماريوبول في قبضة الروس أن يشكّل منعطفاً في الحرب التي بدأت في 24 شباط. فهو سيتيح ربط القوات القادمة من شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا والتي استولت على ميناءي بيرديانسك وخيرسون الرئيسين، والقوات الموجودة في دونباس في الشرق حيث مناطق انفصالية موالية للروس. وسيكون في إمكان هذه القوات المعززة حينها الصعود باتجاه وسط أوكرانيا وشمالها.

وأعلن الرئيس الأوكراني أن ضربات صاروخية روسية دمّرت، أمس، مطار فينيتسيا في وسط أوكرانيا.

وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت تدمير المطار العسكري في ستاروقسطنطينوف، الذي يبعد 130 كم عن فينيتسيا.

وتواصل القوات الروسية زحفها إلى كييف حيث تواجه مقاومة شرسة.

ولم تتعرض العاصمة لقصف، ليل أول من أمس، لكن قتالاً عنيفاً يدور في محيطها، وفق الإدارة الإقليمية الأوكرانية، لا سيما حول الطريق المؤدي إلى جيتومير (150 كم غرب كييف).
على بعد 25 كم غرب العاصمة، قال جندي أوكراني لوكالة فرانس برس: إنه ضمن مجموعة تراقب جسراً مفخّخاً بالكامل، الأخير الذي لا يزال قائماً بين الجسور التي توصل إلى كييف، مضيفاً: “إذا رأينا أن الروس يتقدمون، سنفجره”.

وتستمر المعارك في تشيرنيغيف أيضاً (على مسافة 150 كيلومتراً شمال العاصمة)، بحسب الإدارة الإقليمية الأوكرانية.

وأعلن الجيش الأوكراني عن “هجوم مضاد” لقواته في منطقة خاركوف (شرق) التي هي في مرمى نيران الجيش الروسي منذ أيام.

وتعم حالة من الفوضى في محطات القطارات في المدن الأوكرانية المهددة بتقدم القوات الروسية، مع سعي نساء وأطفال إلى الرحيل بحثاً عن الأمان بعد وداع أزواجهن وآبائهن الذين بقوا للقتال.

وأكدت السلطات الأوكرانية أن جولة ثالثة من المفاوضات بين الروس والأوكرانيين ستعقد، اليوم، لكن فرص تحقيق تقدم تبدو ضئيلة.

وحذر فلاديمير بوتين من فرض أي دولة منطقة لحظر الطيران فوق أوكرانيا، الإجراء الذي تطالب به كييف ويرفضه الحلف الأطلسي حتى لا يصبح في مواجهة مباشرة مع روسيا.
كذلك قال الرئيس الروسي: إن العقوبات الغربية التي تؤثر بشكل كبير على القطاع الاقتصادي والمالي الروسي “تقارب إعلان حرب”.

وهدد بأن أوكرانيا قد تفقد “وضع الدولة” إذا واصلت رفضها تلبية المطالب الروسية.

وتطالب موسكو خصوصاً بأن تكون أوكرانيا “محايدة وغير نووية” وبإخلائها من السلاح، بينما تعتبر كييف التي تريد الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي أن هذه مطالب غير مقبولة.

وعلى الرغم من الحظر الإعلامي الذي تفرضه السلطات الروسية حول المعلومات المتعلقة بالحرب الدائرة في أوكرانيا، تتواصل التظاهرات في روسيا، وقد أوقف، أمس، أكثر من 2500 شخص في 44 مدينة، وفق منظمة “أو.في.دي إنفو” التي أفادت باعتقال أكثر من عشرة آلاف شخص منذ 24 فبراير .

في الوقت نفسه، شهدت أوروبا تظاهرات مناهضة للحرب، مع نزول عشرات الآلاف إلى الشوارع في العواصم الأوروبية للاحتجاج على ما يجري في أوكرانيا.

المصدر: وكالات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى