أحيا الجزائريون الذكرى الثانية للاحتجاجات الشعبية غير المسبوقة، منذ استقلال البلاد في 1962، التي رفضت عهدة رئاسية خامسة للرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة وطالبت بتغيير عميق.
بهذه المناسبة، شهدت العديد من مدن البلاد، من بينها تلمسان و وَهْران وسيدي بلعباس والطارف وبِجاية وعَنابة، بالإضافة إلى العاصمة الجزائر، تجمعات شعبية ومسيرات متفاوتة الكثافة، وسط احتياطات أمنية تحسبا لأي طارئ، بعد تحذير الجيش من “مؤامرات ودسائس” قال إنها “تسعى يائسة إلى ضرب استقرار البلاد”.
وعبر المتظاهرون بالصوت والصورة والشعارات عن تمسكهم ببناء جزائر جديدة قوامها السيادة الشعبية، وأسسها الثورة التحريرية.
ومثلما انطلقت أول احتجاجات ما أصبح يُعرف بـ: “الحراك” في 22 فبراير 2019 في مدينة الجزائر، التقت جموع المتظاهرين اليوم في نفس المكان بين ساحة موريس أودان وساحة البريد المركزي، لتجديد المطالبة بالتغيير العميق.
وبالرغم من تشديد الإجراءات الأمنية، والانتشار المكثف لقوات الأمن، سواء بالزي الرسمي أو المدني، إلا أن الجماهير الجزائرية بدأت في التقاطر إلى ساحات الحراك في حدود الساعة التاسعة صباحا، ليتدفق الآلاف منهم في حدود الساعة الحادية عشرة والنصف على ساحة البريد المركزي وموريس أودان قادمين من باب الوادي عبر ساحة الشهداء ثم شارع عسلة حسين كما انطلقت مسيرات من حي بلكور ومرت عبر شارع حسيبة بن بوعلي إلى وسط العاصمة.
وعبر المحتجون عن شديد استيائهم من عدم منح الفرصة الكاملة للشباب الذين يتمتعون بالكفاءة لتوليها وتسييرها مرددين عبارات قوية بمثابة رسالة إلى رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، كما عاد المتظاهرون إلى الشعارات القديمة التي طالما رفعوها منذ بداية الحراك الشعبي تصب كلها في خانة محاربة الفساد وأهله، حيث شدد المتظاهرون في مسيرة أمس الإثنين، على ضرورة جر جميع الفاسدين الذين عاثوا بأموال الشعب طولا وعرضا، إلى السجن رافعين يافطة كبيرة كتب عليها “الحراش والقليعة في انتظاركم”، كما رددوا الهتافات المألوفة على غرار تلك التي رددت مطولا والقائلة “كليتو لبلاد ياسراقين”، وكذا “سراقين سراقين..ولأموال الشعب ملهوفين”.
ويصادف الاثنين 22 فبراير الذكرى الثانية لحراك 2019، عندما شهدت الجزائر تظاهرات شعبية غير مسبوقة، وأجبرت بعد شهرين الرئيس عبد العزيز بوتفليقة على الاستقالة من منصبه. لكن أولى التظاهرات بدأت قبل خمسة أيام من هذا التاريخ في خراطة بشرق البلاد التي أصبحت تُعرف بمهد الحراك، واحتفلت في 16 شباط / فبراير بتظاهرات حاشدة. والخميس أُطلِق سراح نحو 40 معتقلاً مننشطاء الحراك، بينهم الصحافي خالد درارني الذي أصبح رمزا للنضال من أجل حرية الصحافة في بلده.
المصدر: صحف جزائرية و أ ف ب وفرنس 24