سياسة

سعار انتخابوي في تحالف السلطة والبرلماني رئيس مقاطعة عين السبع يصيب الجمعيات المستقلة

قررت نجاة إيخيش، رئيسة مؤسسة “يطو” لإيواء وإعادة تأهيل النساء ضحايا العنف، وقف الإضراب عن الطعام بالمركز الكائن مقرها بدرب مولاي الشريف بمقاطعة الحي المحمدي بالدار البيضاء، الذي شرعت في خوضه بعدما توصلت بمراسلة من القسم الإجتماعي بعمالة مقاطعات عين السبع الحي المحمدي، تطالبها بإخلاء المركز التابع للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية.

وجاء تعليق إخيش للإضراب عن الطعام ورفع الاعتصام بالمركز، بعد تدخل آمنة بوعياش، رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، والسعدية وضاح، رئيس اللجنة الجهوية للمجلس ذاته بالدار البيضاء.

وجدير بالإشارة إلى أن تحالفا انتخابيا بين السلطة، على رأسها عامل عمالة مقاطعة عين السبع، وبرلماني المنطقة، رئيس مقاطعة عين السبع، يقود حملة، وبشكل هستيري، ضد كل الجمعيات التي لن تصب في هذا التحالف الانتخابوي، بإلغاء العقود السابقة، وبمبررات واهية، وإفراغها من مقراتها، لتسليمها إلى جمعيات موالية للبرلماني رئيس مقاطعة عين السبع، لمساندته في الحملة الانتخابية، سواء بمقاطعة عين السبع أو الانتخابات التشريعية بالمنطقة عموما.

وكان المجلس الوطني لحقوق الانسان، وفي إطار اختصاصته واختصاصات لجانه الجهوية طبقا لمقتضيات القانون 15-76 المتعلق بإعادة تنظيم المجلس الوطني لحقوق الإنسان وخاصة دوره في مساعي الوساطة، عقد يوم الأربعاء 24 فبراير صباحا، نظم وفد اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بالبيضاء سطات برئاسة السعدية وضاح، وعضوي اللجنة، ثرية العمرى ومبارك افكوح اجتماعا مع عامل عمالة مقاطعات عين السبع الحى المحمدي، بخصوص وضعية مؤسسة “ايطو” بمركز درب مولاي الشريف للنساء والفتيات في وضعية صعبة.

ويأتي هذا الاجتماع، حسب بلاغ للجنة الجهوية للمجلس الوطني لحقوق الإنسان بالدار البيضاء، بعد زيارة قام بها وفد اللجنة، جرى خلالها الاستماع إلى نجاة اخيش، رئيسة مؤسسة ايطو والتي كانت تخوض اضرابا عن الطعام إثر توصلها بمراسلة تخبرها بانتهاء الاتفاقية 2015-2020 وإخلاء المركز.

وقد أكد عامل عمالة مقاطعات عين السبع الحى المحمدي فى الاجتماع، حسب البلاغ، على الاهمية القصوى لحماية حقوق النساء في وضعية صعبة وما تقوم به السلطات العمومية مؤكدا على انخراط المغرب في منظومة حقوق الإنسان وهو ما حتم إبان جائحة كوفيد 19 اتخاذ التدابير الاحترازية اللازمة لحماية النساء بدون مأوى وبجعل المركز، وهو مرفق عمومي في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، مأوى للمستفيدات في إطار اتفاقية الشراكة.

وقد ختم اللقاء بتأكيد عامل عمالة مقاطعات عين السبع الحى المحمدي على استمرار عمل مؤسسة “يطو” بمركز درب مولاي الشريف للنساء والفتيات في وضعية صعبة في إطار مشروع يخدم النساء المستفيدات من خدماته.

وسجل وفد اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بالبيضاء سطات، أثناء ممارسة مهامه، إرادة التعاون والتنسيق مع عامل عمالة مقاطعات عين السبع الحى المحمدي في مساعي الوساطة.

وكانت نجاة إخيش، رئيسة مؤسسة “يطو” لإيواء وإعادة تأهيل النساء ضحايا العنف، قررت تنظيم إضراب عن الطعام بالمركز الكائن مقرها بدرب مولاي الشريف بمقاطعة الحي المحمدي بالدار البيضاء، لأنها توصلت بمراسلة من القسم الإجتماعي بعمالة مقاطعات عين السبع الحي المحمدي، تطالبها بإخلاء المركز التابع للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، الشئ الذي رفضته إخيش وقررت الاعتصام بالمركز.

يذكر أن المناضلة إخيش كانت أنشأت المركز، بدرب مولاي الشريف بالحي المحمدي، في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، لمواكبة النساء والفتيات في وضعية صعبة، وذلك لإيواء و إعادة تأهيل النساء ضحايا العنف، حيث خصص لاستقبال النساء والفتيات في وضعية صعبة، بناء على اتفاقية الشراكة عدد 36/2015/INDH والتي انتهى سريان مفعولها بتاريخ 11 دجنبر 2020، ومن المفروض أن تجدد وفقا لما هو جاري به العمل، لكن ولأن إخيش ليست كائنا انتخابيا، ولن تساهم لا من قريب ولا من بعيد في الحملة الانتخابية للبرلماني الذي يسانده عامل مقاطعات عين السبع، نظراى لكونها يسارية الأصل، وابنة يساري، تفرغت للعمل الإنساني، كان رد فعل السلطات عدم تجديد العقد، في أفق تسليمه لجمعية موالية، جمعية ماما أعزيزة.

وتروج السلطات بكون المركز لم يستغل بشكل جيد، وأن تدبير مشاريع المبادرة يخضع للتقييم المستمر، من خلال أجهزة الحكامة، وأن تجديد أي اتفاقية شراكة يخضع بالضرورة وحتما لهذا التقييم، ولايحق لأي جمعية أو مؤسسة اعتبار، المراكز والمقرات التي تنشط فيها بناء على عقود شراكة محددة في الزمان، في ملكيتها أوتتصرف فيها بصفة دائمة، لكن السؤال لماذا شرعت السلطات في نزع مقرات جمعيات وتسليمها لأخرى، بل أن المركب الرياضي العربي الزاولي جرى إغراقه بالجمعيات من كل الأصناف، وحتى الفندق الذي بناه الراحل عبد الرزاق أفيلال، بالمركب الرياضي لإيواء اللاعبين أصبح مقرات للجمعيات، كما أن الفريق الذي من المفروض أن يستفيذ من المركب الرياضي فئاته الصغيرة محرومة من التداريب، ومدرسته ممنوعة، مقابل استفادة جمعيات أخرى من الملعب.

كما تبرر السلطات أن إخيش، منذ تطبيق الحجر الصحي، اختفت، وتركت المركز يواجه مصيرا مجهولا، فكان لزاما على مصالح القسم الإجتماعي التدخل لتدبير هذا المركز، خلال فترة الطوارئ الصحية جائحة وباءCOVID 19، وبالموازاة مع تخصيص إحدى المؤسسات التعليمية لإيواء المتخلى عنهم من الرجال، فقد تم اعتماد هذا المرفق مركز “إيطو” لإيواء ورعاية النساء دون مأوى مع أبنائهن بموجب القرار العاملي رقم31 بتاريخ 24 أبريل 2020، حيث عهد تدبيره إلى كل من جمعية ماما أعزيزة وجمعية ماما عائشة حيث تستفيد، حاليا من خدماته (التغذية، المطعمة، التطبيب والتتبع الصحي للحمل و الولادة، الرعاية الصحية للأطفال بما فيهم الرضع) حوالي ثلاثون مستفيدة رفقة أبنائهن، لكن ما لا يمكن إخفاؤه أن هذا المبرر واه، وأن السلطات، بتنسيق مع البرلماني، كانت تهيء أرضية لنزع المقر من مركز إيطو، وتسليمه على طبق من ذهب، جاهز ولا يحتاج لعناء إلى جمعية ماما أعزيزة، الموالية للبرلماني، والتي سيسلم لها مقر آخر، أيضا، بتراب مقاطعة عين السبع، بعد أن يسحب من جمعية أخرى.

يذكر أن اللجنة الإقليمية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، سبق أن راسلت، كتابة، رئيسة مؤسسة “يطو” لإيواء و إعادة تأهيل النساء ضحايا العنف، من أجل إخلاء مركز استقبال النساء والفتيات في وضعية صعبة بدرب مولاي الشريف بالحي المحمدي وتسليم جميع التجهيزات والمعدات المقتناة في إطار المبادرة وتسليمهما لرئيسة جمعية ماما أعزيزة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى